اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
الحوار المتمدن-العدد: 4192 - 2013 / 8 / 22 - 00:55
المحور:
الارشيف الماركسي
في المجتمع البدائي كان يسود الزواج الجماعي, الذي و إذا أردنا أن نتحدث عن الحب في مجاله, لم يكن هذا الزواج يترك مساحة للتأمل و لإظهار تفضيل الأفراد بصورة متبادلة للجنس الآخر.
في المعابد الشرقية القديمة كانت توجد (كاهنات الحب), و كان هذا راسب من رواسب الزواج الجماعي المألوف فيما مضى.
لم يكن الحب في القرون الوسطى هو نفسه الزواج, بل العلاقة الجنسية خارج الزواج, و يظهر الشكل الكلاسيكي له (بالفارس القوي الشجاع المستعد للمجازفة) حيث كان يسعى بكل أشرعته إلى انتهاك (الزوجية) و غرام الفارس بفاتنة قلبه المتزوجة, هو شكل جديد تاريخيا لتطور الحب الجنسي الفردي.
في المجتمع البرجوازي, فان الكواليس الحقوقية للزواج المتكافئ شكلا, تخفي بصورة وقحة النفاق و الطابع التجاري الصريح للعلاقات العائلية الفعلية, و العلاقات الجنسية على العموم, و الأساس الاجتماعي لهذه الأخيرة هو شكل ملكية وسائل الإنتاج الملازم للرأسمالية.
في أحشاء المجتمع البرجوازي, كانت تنضج مقدمات إسقاطه لاحقا, و كانت تتشكل البروليتاريا الطبقة المدعوة إلى ذلك, و في معمعان أزمة المجتمع البرجوازي باتت تنمو نبتات الطراز الجديد الاشتراكي للعلاقات الاجتماعية و كان ذلك يتعلق ببنيات الزواج و العائلة التي تتناقض أحادية الزواج المنافقة و التافهة المفعمة بالروح التجارية.
البروليتاريا هي الحامل للعلاقات الجديدة بين الرجل و المرأة, و قد بين انجلز في كتابه (أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة), بأنه في بيئة الطبقة العاملة لا وجود لأي ملكية أنشئت من أجل صيانتها و توريثها أحادية الزواج و سيادة الرجال, فان الحق البرجوازي أللذي يحمي هذه السيادة لا يوجد إلا من أجل المالكين لذا لا يصلح في علاقات العامل مع زوجته نظرا لفقر العامل.
و بالمناسبة, سجل السوسيولوجيون البرجوازيون المعاصرين, في بيئة العمال البريطانيين ظاهرة مفصولة تماما عن الأخلاق البرجوازية, حيث التوزيع المتعادل نسبيا لأنواع العمل ألبيتي بين الزوج و الزوجة و أدائها بصورة مشتركة.
و لكن ليس علينا أن نفهم من ذلك أن هذا الطابع من العلاقات الزوجية هو المطلوب وحسب, فرؤية هذه القضية من داخل المجتمع البرجوازي يتسم بمحدودية كبيرة, فان خلق أشكال نوعية جديدة من علاقات الزواج و معايير السلوك الجنسي هو من شأن المجتمع الاشتراكي, و قد بين انجلز في كتابه (أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة) أن هذا الشكل الجديد عندما تكون الملكية عامة لوسائل الإنتاج يولد جيل جديد من الرجال الذين لن يستطيعوا أن يشتروا المرأة بالمال وبأي وسيلة من وسائل السلطة, و جيل من النساء لن يتأتى لهن في الحياة أن يستسلمن لرجل بدوافع غير دافع الحب.
اقتباس من كتاب (بصدد كتاب انجلز, أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة)
للفيلسوف و الاجتماعي السوفييتي أندرييف..
باختصار و تصرف بما لا يخل بمضمون الموضوع المقتبس.
#اللجنة_الاعلامية_للحزب_الشيوعي_الاردني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟