أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - بناء عقل مصر فى دستور جديد














المزيد.....

بناء عقل مصر فى دستور جديد


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 08:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم يتحرر شعب فى التاريخ دون أن يدفع ثمن الحرية بالدم، لم تتحرر شعوب أوروبا من بطش الكنيسة والاقطاع الا بالدماء.
دفع الشعب المصرى (منذ ثورته فى يناير 2011 وما تلاها من ثورات حتى اليوم من أغسطس 2013) دماء غزيرة، وأصبحت مصر تستحق الحرية والعدالة والكرامة عن جدارة.
نحن فى حاجة الى تقييم الأحداث الماضية والأشخاص أيضا، وقد سقطت الأقنعة عن كثير من الأفراد والجماعات الدينية والسياسية التى تنكرت وتلونت وخدعت الناس طويلا، تقييم ما مضى يجب ألا يشغلنا عن بناء النظام الجديد الذى تستحقه مصر بعد ما دفعت الثمن بالدم والألم.
هدم النظام القديم وتنظيف المكان ثم وضع الأساس للبناء الجديد. الأساس هو الدستور الجديد. فالدستور هو العقل الذى يوجه جسد الوطن ويسير به الى مستقبل يقوم على الحرية والعدل والكرامة للجميع بصرف النظر عن الجنس أو الدين أو الطبقة أو العرق أو المذهب أو غيرها، لا يمكن تحقيق هذه المساواة بين الجميع دون النص الواضح الصريح الدقيق على أن الدولة والوطن للجميع دون تفرقة من أى نوع، يعنى ذلك فصل الدولة عن الدين تماما حتى يتحقق عدم التمييز الديني، ويجب النص بوضوح ودقة على المساواة الكاملة بين الرجال والنساء فى جميع القوانين فى الدولة وفى الأسرة حتى يتحقق عدم التمييز الجنسى، دأبت الثورة المضادة داخل مصر وخارجها (منذ فبراير 2011) على تعطيل أى عمل لبناء دستور جديد بعقل جديد يحرر مصر من الخضوع للاستعمار الخارجى والفاشية الدينية الداخلية المتعاونة معه، منذ فبراير 2011 تم تشجيع جماعات دينية متطرفة متخلفة فكريا لتكوين أحزاب سياسية، رغم أن القانون يمنع تكوين الأحزاب على آساس ديني وتم تصعيد جماعة دينية محظورة قانونا (الاخوان المسلمين) الى حكم مصر.
وكانت النتيجة مفجعة، دستور أكثر تخلفا من دساتير القرن الماضي، برلمان هش هزلى يعود بنا الى عصور القرون الوسطي، مزيد من التمييز الدينى والجنسي، مزيد من الفقر والديون والقروض والمعونات الخارجية، مزيد من التبعية للاستعمار الخارجى والتفريط فى أمن مصر وأرضها وكرامتها، تدهورت الأحوال فى كل المجالات حتى قامت ثورة 30 يونيو 2013، خرج أكثر من ثلاثين مليونا من الرجال والنساء والشباب والأطفال، يطالبون بسقوط نظام مرسى والاخوان معا سالت دماء كثيرة، ولم يعد هناك مجال للمراوغة وارتداء الأقنعة، أصبح الصدق ضروريا والاستقامة والمواجهة أدرك الجميع أن مصر تستحق دستورا جديدا يؤكد استقلالها السياسى والاقتصادى، ويحررها من التبعية الخارجية، الدستور الجديد ليس عملا قانونيا فحسب، بل يشمل كل نواحى الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والفنية والأخلاقية وغيرها.
من يضع الدستور الجديد هو عقول مصر المستنيرة فى جميع المجالات وليس فقط فى المجال القانونى يقوم الدستور الجديد على مبدأ المساواة والعدالة والحرية والكرامة للجميع هذا المبدأ يجب أن يكون الأساس لثقافة جديدة وتعليم جديد وأسرة جديدة.
تحدث الكثيرون عن خطورة جماعة الاخوان المسلمين على الأمن القومى وضرورة اعتبارها جماعة ارهابية، لأنها تحمل السلاح وتقتل المواطنين وتحرق منشآت الدولة وتشجع جماعات ارهابية خارجية لضرب قلب مصر وليس فقط أطرافها على الحدود.
هناك ارهاب آخر تمارسه هذه الجماعات والأحزاب الدينية، الارهاب الموجه ضد العقل والخلق والابداع، تجاهل المباديء الانسانية العليا فى جوهر الأديان وترويج التفرقة العنصرية، والإرهاب الموجه ضد جنس النساء والأطفال البنات، وهناك العديد من الظواهر المرضية الوافدة على مصر: فالطفلة عمرها تسع سنوات تخفى رأسها بالحجاب أو النقاب، هذه الطفلة الموؤودة تسير أمامنا كل يوم داخل كفنها الأسود وهى على قيد الحياة؟
انها تجسد الارهاب ضد العقل هذا الارهاب يقتل عقول النساء منذ طفولتهن، يصبحن أمهات بلا عقول، ينشئن أطفالا بلا عقول، هذا الارهاب المسكوت عنه، لا تتحدث عنه الأحزاب المدنية (يمين ويسار) مجاملة للأحزاب الدينية، ولتقسيم الدوائر الانتخابية بينهم ثم كراسى الحكم. فى الدستور الجديد لا بد من نصوص واضحة تحرم الارهاب الفكرى بكل أنواعه، وبناء ثقافة وتعليم وقيم جديدة تعيد بناء العقل المصرى منذ الطفولة، فالأطفال البنات ليس لهن حزب وليس لهن قوة، وإذا تغلبت القوة على الحق فهذا هو الارهاب.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة والحسم وسقوط الكذب
- هل تتشابه الملامح مع إدمان الكذب؟
- الصوت الباقى فى الوجدان
- ألم تستوعبى الدرس يا مصر؟
- أهناك علاقة بين السعادة والإرهاق؟
- الدولة الحرة. والمرأة الحرة
- وزارة النساء؟
- غياب العدل عن مؤتمر العدل
- الثورة وبناء عقل مصر المبدع
- ثورة شعبية وليست انقلاباً
- ميزان العدالة يا أمى هل يعتدل؟
- تمرد النساء المصريات والشباب
- البنات والأبناء يقودون آباءهم وأجدادهم للتمرد
- الشرخ العميق فى الشخصية
- الإبداع والتمرد والأسئلة البديهية
- النخب المصرية وإجهاض الثورة
- الثورة والإبداع وحرية العقيدة
- ورقة وقلم أخطر من الطبنجة
- الإبداع والتمرد
- أصبح زوجها مؤدباً؟


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - بناء عقل مصر فى دستور جديد