أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نادين عبدالله - خطورة اعتماد الحل الأمنى وحده














المزيد.....

خطورة اعتماد الحل الأمنى وحده


نادين عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 08:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



تمر البلاد بلحظة دقيقة من تاريخها ينبغى التعامل معها بحزم لكن أيضا برشد وإنسانية. لن يسعد أحد بانهيار مؤسسات الدولة المصرية، كما لن يسعد أحد إن تحولت أراضيها لساحات للعنف والاقتتال. تتحمل جماعة الإخوان الجزء الأكبر من إثم التدهور الذى نشهده، فترويعهم الآمنين وخطاباتهم الطائفية لن تدفع أى عاقل للدفاع عنهم أو حتى التعاطف مع قضيتهم. ولكن رغم ذلك نؤكد أن الاعتماد على الحلول الأمنية وحدها فى مواجهة قضايا لها شقان أمنى وسياسى لن يبنى وطنا ديمقراطيا أو حتى آمنا، وذلك لأنها ستدفع بعدة نتائج سلبية، نذكر منها ما يلى:

أولا: الإجهاز على فكرة دولة القانون. صحيح أن النظام الإخوانى لم يحترمها فهو أول من قام بإصدار مشروع قانون للسيطرة على القضاء وحاصر المحكمة الدستورية العليا، إلا أنه طوال السنتين الماضيتين ظهرت أصوات كثيرة تنادى بها فاقتنعت قطاعات غير قليلة من المصريين بأهمية إعمال القانون كمدخل لتحقيق قيمة أساسية وهى العدل. اليوم نشهد انتهاكات واضحة تقوم بها الأجهزة الأمنية. المشكلة ليست فقط فى عدم وجود أى آلية للتحقيق القضائى بل بالأكثر فى تبرير الجميع لذلك بشكل ينسف مجرد فكرة احترام القانون، وبالتالى يصعب من إعماله أبداً. فإن غابت شمس العدل فستغيب عن الجميع.

ثانيا: ترسيخ منهج الأمن كبديل للسياسة والسياسيين. صحيح أن اللحظة الحالية فى حاجة إلى حزم أمنى إزاء هجمات مسلحة مرفوضة شكلا وموضوعا، لكن دعونا نذكر أن نظام مبارك الأمنى، الذى بدا للكثيرين اليوم أفضل من نظام مرسى الطائفى، قد عانى من مشكلة أساسية عجّلت أيضا بوفاته. فقد تم تحويل كل الملفات السياسية إلى ملفات أمنية يتولاها الأمن على غرار الملف العمالى، الملف الإخوانى، الملف الطائفى. فكان ضباط أمن الدولة مثلا هم من يتولون عملية الوساطة بين العمال المحتجين والحكومة، رغم أن هذا الدور ينبغى أن يلعبه السياسيون (الذين تم استبعادهم) أو النقابيون (الذين تم استقطابهم). ثالثا: صعوبة تغيير عقيدة الأجهزة الأمنية من جهة وراديكالية الإخوان من جهة أخرى. فقد حلمنا يوما ما بعقيدة أمنية تقوم على «أمن الإنسان» والمواطن، وليس فقط أمن الدولة والوطن، فهذا أمر مفروغ منه. حلمنا أيضا بأن نبنى وطنا يسعنا جميعا رغم اختلاف توجهاتنا. الدخول فى دوامة العنف سهل لكن الخروج منها صعب. القمع وحده لن يجدى ولا يجب أن يطال سوى من فى يده سلاح يهدد به الآمنين. لابد من ترك باب الحلول السياسية مفتوحا، فقد حول الإقصاء مئات من الشباب فى عهد مرسى إلى حاملى مولوتوف، ومن شأنه تحويل المعتدلين من أبناء الجماعة إلى إرهابيين.

حفظ الله مصر، ووفقنا جميعا لبناء وطن حر وجامع وإنسانى.



#نادين_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاجس الدولة الأمنية
- من سيخرج اليوم؟
- هل تكسر «30 يونيو» الدائرة؟
- حين تفشل الدولة والنخب
- حركة تمرد.. تأملات هادئة
- لماذا فشل الإخوان فى الإصلاح؟
- مبروك اتحاد عمال مصر الديمقراطى
- سر عجز النظام الإخوانى
- لماذا لا نتعلم من تجارب النجاح؟
- إلى جبهة الإنقاذ: نحتاج صورة ذهنية جديدة
- عالجوا المرض قبل فوات الأوان
- هل نتشابه مع الثورات «الملونة» المتعثرة؟
- هل تنجح سياسات «التقشف» فى مصر؟
- أين مصر الثورة من روح متحف «شتاسى» فى برلين؟
- الدستور المصرى والبولندى: اختلافات ودروس
- كيف تلعب الجماعة ضد مصالحها؟
- ثلاث أساطير إخوانية بشأن الدستور واستفتائه
- الحركة النقابية بين براثن الاستبداد


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نادين عبدالله - خطورة اعتماد الحل الأمنى وحده