أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توفيق أبو شومر - افتاءات ضد البنات














المزيد.....

افتاءات ضد البنات


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 08:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


سألني أحد محاوري شبكة الإنترنت هذا السؤال:
لماذا ازدهرت في ألفيتنا الثالثة موجة افتاءات الجهالات؟ ولماذا تستهدف معظم هذه الفتاوى النساء؟ وما تفسير انتشارها والعدد الكبير من متابعيها؟
وأرسل لي الفتاوى التالية منسوبة إلى قائليها بالصوت والصورة في اليوتيوب:
لا يجوز للمرأة أن تتعلم العلوم، ويجب عليها الالتحاق بكليات الشريعة فقط!!
يجب ألا تجلس النساء أمام التلفزيون، وهن يلبسن لباس النوم، إلا بزاوية 45 درجة حتى لا يراهن المذيعون الرجال في التلفزيون، والأفضل أن يستمعن للإذاعة وليس للتلفزيون!!
فتوى تُحرِّم جلوس الفتيات على الأرائك والكراسي، لأن الجن يستغلون هذه الجلسات ويُجامعون النساء بدون أن يشعرن!!
تحريم إمساك الفتيات ببعض الفواكه مثل الموز والجزر والخيار وما على شاكلتها!!
حرّمتْ جماعة دينية حلوى الكرواسان، لأن مصممي الحلوى من الكافرين صمموها على شكل هلال إسلامي ليأكلوها،ثم وزعوها عندما زال الاحتلال التركي الإسلامي للجزر الأوروبية، فالكروسان الملعون... إذن هو احتفال بهزيمة المسلمين!!
أرسلتُ له هذه الإجابات:
ظلتْ المرأة هي الركن الأضعف، الذي استهدفتْه مجموعة أدعياء الدين(المتفيهقون) وهؤلاء استفادوا من تقاليد الشعوب الأسطورية، قبل ظهور الأديان الثلاثة، فالأسطوريون اعتبروا أن خَلْقَ النساءِ كان لخدمة الرجل الذكر، لتكثير النسل وإمتاعه فقط، فالنساء لسن سوى خادمات مطيعات للرجال، حتى أن بعض الأقوام اعتادت منذ قرون أن تدفن النساء أحياءً مع الرجال حين يموتون، لكي يخدمنهم في الدار الآخرة!!
أما التفسيرُ الآخر، فهو أن ألفيتنا الثالثة هي ليست ألفية تكنلوجية فقط، بل هي ألفية تجارة الأفكار والأقوال، فمن لا يستطيعُ اختراع أدوات وآلات، أي يُقصِّر عن ركوب موجتها في الصناعات والابتكارات، فهو لا ييأس، بل يحاول أن يستفيد منها، وأن يجد له وظيفة ومهنة حتى ولو تغذى على بقاياها، وذلك بأن يركبها بالمقلوب، أي أن يحولها إلى غولٍ مسؤول عن كل الشرور والمعاصي، وأن يستخدم محفوظاته وقدراته الخطابية، في نحت مسوغات منسوبة للدين لتحريم مستحضراتها وأدواتها، في محاولة منه للحصول على وظيفة جديدة في قناة فضائية للدعاية والإعلان، يحصل فيها أحدُ رواد الجهالات من أصحاب الفتاوى على راتبٍ شهري يُعادلُ راتب عالمٍ في مجال الإلكترونات، لأن عدد الرسائل والمكالمات والكلكات على الفضائية المهرطقة وموقعها الإلكتروني يبلغ عشرات آلاف، وهذا ربحٌ وفيرٌ ودخلٌ كبيرٌ، من تجارة الترهات والتخريفات. كما أن عدد متابعي هذه التخريفات أكثر بكثير من عدد الذين قرؤوا كتاتبا ثقافيا في سنوات!!
كما أن هناك فشلا ذريعا في ثقافة العولمة، فالازدهار التكنلوجي الراهن، لم يصحبه ازدهار ثقافي ومعرفي وتوعوي، وأنا أعتقد بأن ذلك أمرٌ مقصود، فالمثقفون يستعصون على التطويع، ولا يكونون قطيعا مستهلكا لمنتجات الألفية الثالثة كالجهلة والعوام، لذا فإن الجهالة والتخريفات تسهم في زيادة استهلاك مستحضرات الألفية، وبخاصة في الدواء والغذاء!!
ولعلَّ أبشع ما في هذه الفتاوى، أنها تقود مستهلكيها وسامعيها إلى ما هو أسوأ، وهي أنها تجعلهم يفكرون فيها بالفعل، فهي بطرفٍ خفيٍّ تقودهم إليها وتدفعهم إلى الإحساس بها، فعندما يُحرّم بعضُ المهرطقين جلوس البنات مع الإخوة، فهم يوحون لهم ويدفعونهم للإحساس بأنهن لسن إخواتهم!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نضال فلسطيني بنكهة جديدة
- من خبايا جولات المفاوضات
- متى نزيل مرض الثانوية العامة؟
- لقطات تحتاج إلى تعليقات
- سرايا التفخيخ الإعلامية
- أين وزارة اللاجئين في فلسطين؟
- إليكم هذه الرسالة من الفضاء الإلكتروني
- ألعاب رياضية عنصرية في القدس
- خدمة مالية إلزامية في إسرائيل
- هل دول العرب دويلات أم شركات؟
- شباب ملاليم وشباب ملايين
- رموز عساف الإعلامية والفنية
- هل ستفقد مصر نيلها؟
- تضامنوا معها
- روحانية إيران الجديدة
- من هو كاره نفسه؟
- صفعات إسرائيلية على وجه جون كيري
- كيف تصبح شخصية مرموقة في فلسطين؟
- مغاوير كتيبة الإنترنت
- أفقر دولة وأسعد دولة


المزيد.....




- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توفيق أبو شومر - افتاءات ضد البنات