أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - الأعراس الصيفية والتلوث السمعي بالمدن بالمغربية ،هل من تقنين أيتها السلطات ؟؟؟














المزيد.....

الأعراس الصيفية والتلوث السمعي بالمدن بالمغربية ،هل من تقنين أيتها السلطات ؟؟؟


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 01:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأعراس الصيفية والتلوث السمعي بالمدن بالمغربية

هل من تقنين أيها السلطات ؟؟؟


استبداد العادات الاجتماعية :

تعيش المدن المغربية خلال العطل الصيفية على إيقاع أعراس بالجملة ، تنفث ضجيجها المدوي عبر مكبرات الأصوات عبر العديد من الأحياء ليل نهار مغطية بذلك على ضجيج السيارات والطائرات و المعامل الصغرى وضجيج الباعة المتجولين وحتى المستقرين ومختلف أشكال ضجيج الساكنة المعتاد.

تلوث يعوق كل إمكانية للراحة أو حتى للعمل بشكل مركز ....لأنه يقتلع الإنسان من مختلف مهماته اليوميه اقتلاعا كي يسمع تحت الإكراه "غناء" لا يختلف كثيرا عن الزعيق في أغلب الأحيان .....
وهنا أتساءل ماهي مشروعية هذا التصريف الصوتي المزعج جدا جدا في فضاء عمومي تتملكه ساكنة قد تتنوع مشاربها واهتماماتها ومشاكلها واحتياجاتها.....ولا
تقتسم بالضرورة هواجس أصحاب العرس الذين يصدرون فرحهم المفترض لآلاف السكان فيتحول لإزعاج يؤثر على هدوئهم وأعصابهم وبالتالي على نشاطاتهم ومردوديتهم بل حتى على علاقاتهم في بعض الأحيان ؟

الفئات المتضررة من هذا الضجيج :

ماذنب عشرات المرضى الموجودين بهكذا أحياء والذين يحتاجون لنوع من الهدوء كي يرتاحوا فيزيد الضجيج من معاناتهم ؟؟؟
ماذنب المئات بل الآلاف من العمال والموظفين والتجار الذين قضوا يومهم في عمل مرهق وتنقلات مكوكية من وإلى عملهم ،ويحتاجون بالتالي فسحة من الهدوء لاسترجاع طاقتهم المهدورة ؟
ماذنب مئات الرضع الذين يربك نومهم بهكذا ضجيج ، فيذكي بكاءهم وتنزعج أمهاتم ويزداد تعبها نتيجة لهذا الإزعاج ؟؟؟
ماذنب من يمارس مهمة أو نشاطا يتطلب نوعا من التركيز كالقراءة أو المحاسبة أو أي عمل فكري فيقتلع من مهماته بهكذا ضجيج ؟؟؟
ماذنب الحزانى ،الذين فقدوا عزيزا عليهم فيستفزهم هذا الاستعراض الفج لفرح لا يعنيهم فيزيد من تعميق حزنهم ؟؟؟
ماذنب مرضى المستشفيات ؟ والعجزة ؟ والأطفال وحتى غير المتناغمين مع هذه الأشكال من الغناء ؟؟؟؟
ماذنب ساكنة الحي بأكمله أمام هكذا استبداد حيث تزداد معاناتها بازدياد عدد الأعراس في محيطها الجغرافي ؟؟ فتهرب من الثعبان في هذه الجهة من بيتها كي تجد الأفعى في الجهة الأخرى ؟؟؟؟

ضجيج قد يؤذي مسامعك ل16متواصلة وأكثر

المصيبة الكبرى هو استمرار الضجيج نهارا وليلا ،فأغلب الأعراس في هذا البلد
تبدأ مع 2 زوالا وتستمر للصبح أي حوالي 16 ساعة و أكثر أحيانا إذاكان مسكن العريس قريبا .
وقد تتناوب فرقتان أو أكثر على هذا الأداء المزعج وقد يحرص صاحب العرس على إرضاء أصحاب "المرح " بأغاني شعبية و عصرية و الإسلاميين بالأناشيد الدينية وكلاهما عبر مكبرات الصوت القوية,
وقد تتعدد الفرق حسب إمكانيات صاحب العرس من أمازيغية لعربية حسب ثقافة المناطق المختلفة ,
وقد تتعدد الأعراس ومعها مكبرات الصوت والبنايات المؤقتة للحفلات فوق الأسطح أوفي الأزقة بحيث تقطع بعض الطرق فيبحث المارة عن طرق أخرى
للوصول إلى مساكنهم أو إلى أهدافهم

مما يحرم ساكنة الحي التي قد تصل للآلاف بل مدينة أو حتى مدنا بأكملها من شروط الراحة أو شروط ممارسة مهماتها في شروطها المعتادة ,

هذه الاحتفالات الغوغائية ترييف للمدن :
,
يبدو لي بأن هكذا عادات ، قد تتناسب مع أوساط قروية ، تجمعها روابط الدم والقرابة وتحرص على اقتسام مناسباتها بين الأهل والأحباب في فضاء شاسع
بإمكانه استيعاب الضجيج بدون إزعاج علما أن نوعية أنشطة أهل البادية لن تتضرر بهكذا احتفالات .
أما الحياة الحضرية فلا تناسبها بتاتا هذه الطريقة الفجة والغوغائية في الاحتفال
علما أن أقرب جيرانك قد يكونون غير معنيين بهذا النوع من الاحتفال ومن حقهم "عدم الإزعاج " وممارسة حياتهم بشكل عادي ,
وعلما أيضا أن العامل أو الموظف المتضرر من هكذا إزعاج "بعدم النوم المريح "لن يتفهمه رب العمل أو مديره إن هو أبدى أدنى ارتباك في أداء مهامه مما قد يسبب له عقوبات في عمله ومما قد يضر بمصالح الفئات التي يخدمها بمزاج معكر قد يسيء إلى نوعية تواصله معهم وما إلى ذلك من تداعيات ضجيج لاذنب له فيه ,



السلطات المحلية وتقنين الاحتفالات الاجتماعية :

وبالتالي أتساءل مادور السلطات المحلية والمنتخبة في حماية الحق في حياة عادية أمام استبداد عادات لاعلاقة لها بالوسط الحضري وحيثياته؟

لقد بات من الضروري تقنين هذه الاحتفالات وبشكل مستعجل وإذاكانت السلطات
تحرص فعلا على احترام العادات الاجتماعية وتشجعها فمن واجبها بناء قاعات للاحتفال في كل جماعة مهيأة لهكذا أغراض يستفيد منها السكان المحتفلون بزواجهم أو ختان أطفالهم أو حتى أعياد ميلادهم إن شاءوا .....
علما أن من يجرؤ على تنظيم هكذا احتفال في عز الأزمة ولأيام بألبسته ومآدبه وفرقه الغنائية وممونيه وعماله وو مختلف جزئياته قادر أيضا على كراء قاعة للأفراح مخصصة لهذا الغرض ,
هناك من قائل بأن هكذا احتفالات تدخل في ثقافة الفرح ،فالفرح شيء جميل بكل تأكيد لكن بشرط عدم تكديره حياة الآخرين . فحرية البعض تنتهي عندما تبدأ حرية آخرين وما أدهاك عندما يكون هؤلاء الآخرون أغلبية ساحقة غير معنية بفرح شخصي قد يهم في أقصى الحالات عائلة وأقاربها وأحبابها المقربين .
وبالتالي أضحى من واجب مسؤولي المدن البحث عن حلول عاجلة تحمي مدننا من كل أشكال الترييف ومن ضمنها هذا الشكل من الاحتفالات ,

عائشة التاج
البيضاء المغرب



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المديونية وآثارها على استفحال الأزمة الاقتصادية والاجتماعية
- المواعيد و الوعود والالتزامات على محك زمننا المهدور
- نخاسة النساء عبر ما يسمى - بجهاد المناكحة
- صورة المرأة من خلال رواية عزازيل
- مفهوم القوامة و تحولات أدوار الزوجين
- المرأة ورياح الربيع العربي الأمازيغي .
- ماذا يعني عيد الحب في فضاء ينضح بالكراهية ؟
- تقبل العزاء ما بين الواجب الإنساني و الإسراف الاجتماعي
- حول منتدى فاس النسخة التاسعة :التربية والتعليم وتنمية المجتم ...
- نساء الربوة بالرباط يحتفين بإبداعات الفقيدة حفيظة الحر
- رحيق الشوك
- الكتابة و الخصوصية النسائية و صراع المواقع
- عسل الشوك
- غروب صحراوي ببصمة مرزوكة
- حول المؤتمر التركي الشمال إفريقي للعلوم الاجتماعية والإنساني ...
- . -. على هامش الندوة الصحفية للجنة الائتلاف الحقوقي الموفدة ...
- افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 ...
- قراءة في شريط الجوهرة السوداء
- فلسفة الحب كبديل حضاري مميز
- الاغتصاب السياسي في دولة الاستبداد على هامش أحداث تازة السود ...


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - الأعراس الصيفية والتلوث السمعي بالمدن بالمغربية ،هل من تقنين أيتها السلطات ؟؟؟