المرشد السرى

رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فى تاريخ الجماعة توجد مرحلة مظلمة إستمرت لأكثر من 10 سنوات ما بين وفاة المرشد الثانى "المستشار حسن الهضيبى" فى نوفمبر 1973 وبين مبايعة المرشد الثالث "عمر التلمسانى" عام 1976، كان الرئيس السادات قد أفرج عنهم وسمح لهم بالعمل العلنى وإعادة إصدار مجلة "الدعوة" دون موافقته على إلغاء قرار الحل الذى أصدره مجلس قيادة الثورة فى 1954، والمعروف أنه بعد وفاة الهضيبى ذهب عدد من أعضاء مكتب الإرشاد الى بيت الأستاذ "حلمى عبد المجيد" عضو المكتب فى يناير 1974 وطلبوا منه الموافقة على شغل منصب المرشد العام للجماعة فاشترط أن يبقى إسمه سرا حفاظا على حياته وكان وقتها قد خرج حديثا من سجن طويل إستمر 21 عاما، وقد لقى هذا الطلب هوى لدى أعضاء الإرشاد فوافقوه عليه وتمت المبايعة، المشكلة فيما بعد عند الطلب من باقى أعضاء الجماعة مبايعة هذا المرشد الخفى دون إعلان إسمه مما دفع العديد منهم الى رفض البيعة، ولم يقبل الإخوان فى عدد من الدول العربية هذا، وخرجت من الكويت والسعودية منشورات من أعضاء الإخوان عناوينها "المرشد المجهول يقود الجماعة إلى مصير مجهول".
بعد إنفراد أنور السادات بالسلطة عقب الإطاحة بالتنظيم الطليعى وقيادات من سمّوا أنفسهم بالناصريين فى 15 مايو 1971 شعر بحاجته الى ظهير شعبى يحقق له شعبية ويمّكنه من مواجهة التيار اليسارى بعمومه فسارع الى إخراج الإخوان المسلمين على دفعات والسماح للطلاب الإسلاميين بالعمل فى الجامعات بحرّية، وكان من المفرج عنهم المحامى "عمر التلمسانى" عضو مكتب الارشاد الأكثر نشاطا الذى سارع بالقيام بعدة جولات فى طول البلاد وعرضها لإعادة لحمة الجماعة وتماسك التنظيم، وعرف فى أوساط الأعضاء أنه هو قائد التنظيم وأصبحوا ينادونه بالمرشد مما أوقع المرشد السرى فى حرج عظيم ودفعه الى التخلى عن منصب المرشد ومبايعة التلمسانى.
ولد المهندس حلمى عبد المجيد بالدقهلية عام 1919 فى أسرة كبيرة نسبية مكونة من 10 أفراد وبدأ إرتباطه بالعمل الدعوى منذ كان عمره 18 عاما وإرتبط مبكرا بالشيخ حسن البنا الذى قربه اليه وضمه الى السكرتارية الخاصة به وكان أصغر عضو بالهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين التى إختار البنا أعضاءها وكان أيضا أحد المؤسسين للنظام الخاص بالإخوان وبعد قتل المرشد حسن البنا فى فبراير 1949 واختيار المستشار حسن الهضيبى مرشدا جديدا توثقت علاقته سريعا بالاستاذ حلمى عبدالمجيد وأسند إليه إدارة النظام الخاص بعد قتل المهندس سيد فايز بيد الإخوان، وظل يقود النظام حتى تعيين يوسف طلعت رئيسا له.
تخرج عبدالمجيد من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1939وعمل بوزارة الإسكان وشارك فى بعض المشاريع الهندسية منها إنشاء مطار القاهرة الدولى، وعمل نائبا لوزير الإسكان ونائب رئيس مجلس إدارة هيئة المقاولون العرب، وعمل أيضا فى المجال المصرفى و التمويل الاسلامى من خلال عضويته فى مجلس إدارة بنك فيصل الاسلامى لسنوات طويلة منذ تأسيس البنك و حتى تقاعده عن العمل بسبب المرض، وقد توفى عن عمر يناهز 94 سنة فى فبراير 2013.
هل تعود هذه الفترة الحالكة فى تاريخ الجماعة التى لم تكن حتى بإستطاعتها الإعلان عن إسم مرشدها خوفا على حياته ولإستمرار الوجود السرى للتنظيم ولو تحت الأرض، وما حدث من إعتقال المرشد الحالى "محمد بديع" فجر اليوم 20 أغسطس والحديث عن تعيين أحد غلاة الجماعة وهو القطبى "محمود عزت" يتبادر الى الذهن ما حدث للجماعة فى الماضى من محن صنعتها لنفسها وحكاية المرشد السرى، فهل تعاود تلك القصة مرة أخرى بعد الإنتحار الجماعى للإخوان على يد تلك المجموعة القطبية ..الأيام ستخبرنا

#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات