وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 23:08
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
عبد المحسن السعدون رئيساً للوزراء
ومع أن السعدون كان متحدراً من أصول عشائرية ومدعوماً عشائرياً فلم يكن له مظهر الزعيم العشائري . نظراً لتعلمه في كلية خاصة بأبناء المشايخ في الأكاديمية العسكرية في اسطنبول , ومن خلال خدمته أولاً كمعاون ميداني للسلطان عبد الحميد ثم كعضو في البرلمان العثماني لمدة عشر سنوات , اصبح رجلاً عصرياً . وهذا ما ساعده , إلى جانب خلفيته و قوة ارادته والفطنة التي قيل إنه بسببها كان يصعد المراتب السياسية بسرعة . ولكن أكثر صفاته قيمة في ظل هذه الظروف هي أنه كان يتمتع بثقة الانجليز وعلى كل حال , فقد شغل السعدون خلال السنوات السبع التالية مكاناً واسعاً في الحياة السياسية , إذ ترأس أربع وزارات , وكان له صوته وهو خارج السلطة في صنع السياسة أو في اختيار الوزراء أحياناً بفضل سيطرته على حزب التقدم , وهو تجمع أكثرية برلمانية أٌسس في سنة 1925 , ولم يكن من السهل تمييزه عن الحزب الحر المندثر في توجهاته السياسية و تركيبته الاجتماعية .
وكان الملك يراقب صعود عبد المحسن باكتئاب , في لحظات معينة , لأنه كان يدرك قلة ما لدى الشعب من محبة و احترام للتاج . ويخشى أن يؤدي صعود شخصية قوية إلى جعل الملكية لا حول ولا قوة لها . وكان لمخاوف الملك هذه أسبابها فيوم 20 آب ( أغسطس ) 1925 , مثلاً , اجتمع عدد من السادة بينهم : طالب النقيب , وأحمد باش أعيان , ومحمد امين باش أعيان , وعبد الكريم السعدون , مع ملاك أراض آخرين في قصر باش أعيان في البصرة وناقشوا مسألة التخلص من الملك و إقامة جمهورية تحت حماية الانجليز يكون السعدون رئيساً لها , ودعا الاجتماع كذلك إلى بصرة مستقلة ذاتيا ومحمية بريطانياً .
هذا بالإضافة إلى أن عبد المحسن السعدون كان نفسه قد سعى في 23 أيار ( مايو ) 1924 , ومعه اثنان آخران من السياسيين , هما ياسين الهاشمي و ناجي السويدي , إلى اقناع المندوب السامي هنري دوبس بأن البلاد كانت مريضة وحائرة – كما ورد على لسان سكرتير دوبس الشرقي – مريضة وحائرة أمام منظر وجود ملكين , هما الملك و المندوب السامي , وأن نفوذ أحدهما يجب أن يلغى , و ألمح إلى أن الملك هو من يجب أن يختفي .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟