|
مسلسل (حفيظ) مرتبك لم تكتمل عناصره..
جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 09:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مسلسل (حفيظ) مرتبك لم تكتمل عناصره.. جاسم المطير الملاحظ أن التطورات الثقافية والفنية ومنها الدراما التلفزيونية كانت وما زالت تعيش أزمة خانقة - في فترة ما بعد 9 نيسان عام 2003 – وقد حدث خلالها تغيير سياسي متواصل في التأثر والتأثير، لكن الفن التلفزيوني خصوصا ، كان في قطيعة مع المرحلة الجديدة يقف أمامها الفنانون التلفزيونيون عاجزين في عشرات الفضائيات العراقية، عن تقديم برامج أو أفعال ناضجة تتلاءم مع العصر الراهن ومع انتاجات تلفزيونية مذهلة في غرب العالم وشرقه ، لكن شاشتنا العراقية الجديدة لم تقدم حتى الآن غير برامج سطحية في غالبها ، لا تستطيع أن تدمج المتلقي مع العملية الثقافية العامة. من الواضح أن قناة العراقية أرادت في رمضان هذا العام أن يكون إنتاجها مخرجاً من الأزمة فقد وجدتْ أن زيادة (الكم ) في الإنتاج الدرامي ( 7 مسلسلات) يمكن أن تحمل قدرة التحول من التخلف ظناً منها أن اختيار منهج ( الكم) هو (الحل) لهذه الأزمة ، هو الأسلوب القادر على إنقاذ الإنتاج التلفزيوني من الدائرة المفرغة التي ظلت فيها محبوسة منذ أكثر من ثلاثة عقود. ربما يكون الكم تطبيقا مفضلا للتطور في بعض الحالات لكن يجب عدم إغفال أن يكون (الكم) حاملا لمعرفةٍ تجريبيةٍ ينبثق منها إعادة صياغة جذرية للواقع الفني. كان المفترض على إدارة القناة العراقية أن تدرك حقيقة أن (المسلسلات الكمية) يمكن أن تتآكل من دون أن تحدث تغييراً فنياً فاعلاً، من دون الركون إلى منهج فني قادر على التفاعل بين مختلف تجارب أجيال الفنانين العراقيين لتوليد معالم التطور الأفقي والرأسي في الأعمال الفنية التلفزيونية . كما كان على الفنانين العراقيين العاملين في هذا الكم الهائل من المسلسلات أن يقولوا كلمة الحق والفن قبل موافقتهم على نصوص قاصرة أو مكتوبة بسرعة تريد أن تنتجها مؤسسة شبه رسمية ذات تنظيم هيكلي مبني حديثاً من دون الاعتماد على الكفاءات التقنية الحديثة، التي من دونها لا يمكن قيادة الدراما التلفزيونية نحو الترقي والتطور وتجاوز الأزمة الفنية التي هي في جوهرها (أزمة نوعية) بالدرجة الأولى. هذا النقص الفني تراكمَ في الساحة التلفزيونية العراقية منذ اشتداد أزمة وسياسة النظام الشمولي السابق في نهايات سبعينات القرن الماضي ومنذ قيام الحرب العراقية – الإيرانية خصوصا، ومنذ هجرة الكثير من الخبرات التلفزيونية إلى خارج الوطن، بما في ذلك هجرتها بعد عام 2005- 2006 . لقد توقف، لأسباب عديدة ، تطور الدراما التلفزيونية العراقية توقفا كاد أن يكون تاماً , وقد واجهتها إشكاليات كثيرة. وقد انشطرت الأعمال التلفزيونية العراقية مبتعدة ، بغالبيتها، عن محاولة تشكيل الوعي ومستوياته الثقافية، خاصة في البرامج والمسلسلات الكوميدية التافهة . الشيء الوحيد الذي يمكن تأشيره، هنا، هو أن صنـّاع الدراما التلفزيونية العراقية ظـُلموا وظـُلمت فنونهم قبل أي شيء آخر بتوقف أغلبيتهم عن العمل ومواصلة تجربتهم الفردية في ستديوهات سورية لبضع سنوات . لأن فناني الدراما الرمضانية العراقية استعجلوا بتقديم دراما تقليدية تنتمي لزمن آخر قد يكون حتى اقل في معناه ومرماه من إنتاج زمن خمسينات وستينات القرن الماضي حيث لم تدرك القناة العراقية مدى التغير والتطور الذي طرأ علي صناعة المسلسل التليفزيوني من حيث الشكل والمضمون فأسقطت نفسها من حسابات التطور والتقدم موجدة ، من حيث لا تدري، علاقة سلبية وثغرة واسعة بينها وبين المتلقي العراقي ، ربما يكون مسلسل رباب استثناء سأفصله في مقالة لاحقة . في رمضان هذا العام كان كثير هو النتاج التلفزيوني العراقي المندرج تحت عنوان (الدراما الرمضانية) وُضعت أمام المشاهد العراقي خلال 30 يوما وهو مشاهد منشغل الذهن بالبحث عن معرفة مستقبل بلاده وأمن مجتمعه وتطوير اقتصاديات نفطه ضمن موضوعات الفن التلفزيوني. كان اغلب ما شاهدته شخصياً يحمل مفاهيم مسبقة تحت عمليات فنية متواطئة مع التخلف الفني في الحبكة الدراماتيكية، التي غالباً ما وجدت للإجابة عن حاجات اجتماعية وسياسية خاصة بطبيعة الدولة وعلاقتها بالناس وكيفية التعامل بينهما. في هذا السياق يمكن أن نرى في الدراما التلفزيونية والسينمائية وحتى المسرحية تصنيفاً جاداً ذا قيمة في أحداث الدراما ومشاهدها ومنظومتها الفكرية على نوعين شائعين ، فإما أن يكون سياسياً يتعلق بالدولة والناس وما يتمظهر فيها من ممارسة القوة والبطش والحبس والقتل، وإما أن يكون التصنيف أخلاقيا أو فلسفيا يقوم على أساس تقسيم ثنائي بين الخير والشر بين خاصة الناس وعامتهم. لا ادري هل بإمكان أحد أن يشير إلى أن مسلسل "حفيظ" يجد نفسه ضمن طيف الوعي والثقافة وهل كان تعبيرا عن مقاربة مع حياة الإنسان في بقاع الاهوار ..؟ من المعروف أن إنتاج أي مسلسل تلفزيوني يتعلق أساساً بالبنية الديناميكية الخاصة بجوهر المسلسل الذي ينبغي أن لا يرضى بخط واحد أو بمكان واحد أو بطريقة واحدة لإخراج كل مشهد من مشاهده . مثل هذا الرضا وجدته معطِلاً أساسياً لطبيعة مسلسل " حفيظ" نفسه وهي طبيعة كان ينبغي أن تكون ذات بنية متحركة فاعلة في جميع جوانب حياة الإنسان في الأهوار لكي تؤثر على المتلقي مثلما ينبغي أن تكون البنية الفنية متأثرة بالبنية العامة لزمان المسلسل ومكانه وبالسياق التاريخي الذي كتب فيه . هل كان مسلسل حفيظ الذي خصت به القناة الفضائية العراقية أقسام مشاهديها كافة خلال شهر رمضان ضمن التصنيف الدرامي السابق ذكره..؟ هل تقابل ممثلو الطبقات الريفية بعضهم إزاء بعض..؟ هل تصارع أناس الماضي مع أناس الحاضر..؟ هل شاهدنا أسباب القلاقل والفتن داخل بعض اهوار العراق..؟ هل وعى السيناريست العراقي سعد هدابي أو المخرج السوري سامي الجنادي حيثيات وحقيقة تلك القلاقل والفتن والعلاقة الخاصة غير المتكافئة بين شيخ القرية وسكانها..؟ . أغرب ما قرأته من تصريحات بعض الفنانين المسئولين عن المسلسل أنه يتحدث عن (تل حفيظ ) الذي يعتقد الناس أن الجان يحرس فيه كنوز الملك سليمان إذ دخلت الكثير من البعثات الاثارية للمكان ولم تخرج أبدا..أما زمان العمل فهو يمتد بين عامي 1981-1984. حين أنهيت مشاهدة 30 حلقة ما وجدتُ هذا المسلسل قد تداخل جدياً أو عميقاً لا في (المفارقة الأسطورية) عن تل حفيظ ولا في (المفارقة التاريخية) عن آثار حرب الخليج الأولى في بعض سنواتها على قرية صغيرة في مدينة العمارة. ما وجدتُ في المسلسل أي تأويل مشترك بين التنقيب عن كنوز سليمان والحرب وضحاياها. كما لم أجد فيها أي نسبة من الإفصاح والاكتشاف حول هاتين القضيتين. لم أجد في هذا المسلسل أي شكل من أشكال التوثيق حتى من ذلك النوع الذي يتداخل فيه الخيال ملخص المسلسل أنه مجرد (بهرجة في الحوار) لم تتداخل فيه الأزمنة والوقائع والحقائق. صحيح أن كاتب السيناريو قسّم الناس في القرية إلى ثلاثة أصناف من الرجال : كريم فاضل ولئيم سافل وما بينهما. وقد قسم جميع النساء إلى فاضلات فقط . يتضح من خلال المشاهد المتتالية في المسلسل أن السيناريست والمخرج لم يقدما نوعا حقيقياً من أخلاقيات الفلاحين ومن صفات عشيرتهم ومن القيم التي تعتمد عليها الأسرة في مناطق الاهوار، لا قبل الحرب ولا في أثنائها ، مثل الالتزام الاجتماعي والثقة المتبادلة بين الناس البسطاء والشعور بالمسئولية إلا في حدود قصيرة جداً لم يكن لها أي تأثير ماهر على المشاهد. لقد قدم الكاتب والمخرج نوعا من التصنيف الأخلاقي المبطن بسلوكيات فلاحية غريبة مرتبكة ومعطوبة ( شيخ القرية بلا مشيخة ) و( جميع علاقات الناس قامت على التشكيكية) و(خلو القرية من أي معنى إنساني لوجودها). هذا اللامعقول في مشاهد المسلسل أفرز لامعقولية في دور الدولة البعثية المعبر عنه في مركز الشرطة المتجه نحو النفعانية الشخصية ، بينما المعروف أن الدولة العراقية كانت قمعية تسعى للسيطرة على الاهوار وأناسها واستعبادهما وتجهيز شبابها وقوداً لحروبها. هناك الكثير من الخلط الذي لا علاقة له بواقع الريف العراقي وبواقع الهور العراقي، بل انعدمت لديّ ، كمشاهد ، المراقبة الذوقية والمعرفية ،معاً، مستشعرا فراغ المعاني وخواء المشاهد المتتالية غير المتضافرة في معانيها . لم يستطع لا النص المكتوب ولا أسلوبية الإخراج إيجاد العلاقة بين الصور الطبقية والمراتب الاجتماعية الفقيرة ، ولم يجر أي شكل من أشكال التطابق أو التناقض الطبقي أو الاجتماعي من خلال جميع الاضطراب المرتعش في الحوار وعدم التركيز على عملية التوسط بين الممثل والمتلقي . لا اشكك بالإرادة الطيبة لقناة العراقية شبه الرسمية. لكنني أؤكد أن الرغبة الطبيعية في الوصول إلى مستوى راقٍ يتجاوز المسلمات الأولية لم يتوفر عند تصورات قادة الإنتاج التلفزيوني في هذه القناة، خاصة في ما يتعلق بمسلسل حفيظ الذي قيل عنه – بتصريح من كاتبه - انه شكل من أشكال تمثل الأساطير السومرية في اهوار العراق ، المنطقة العراقية المأهولة بالناس والأسماك والطيور لكنهم جميعا يعانون من الاغتراب إلى حد الشعور بالموت لا بالحياة . كنت أظن أنها فرصة ذهبية لاهوار العراق في مسلسلٍ بثلاثين حلقة لتصوير إنسانها ككينونة حية وتصوير العلاقة السيكولوجية بين أناسها ومياهها ، وهي من أعقد مشكلات الحياة في الأهوار . كنت أظن أن أي كاتب جاد لمسلسل عن الاهوار يجب أن لا يغفل جانب التحليل النفسي لمجموعة من (الناس) تعيش مع (الجواميس) في ظروف مجتمعات ما قبل التاريخ وقبل نشوء وتطور اللغة، خاصة وان الأفلام والريبورتاجات التلفزيونية السابقة عن الأهوار لم تكن مشبعة برغبة صانعيها الذين كانت تنقصهم الأموال والأدوات والمهارة الإنتاجية بما في ذلك الريبورتاجات الأجنبية ، التي لم تحمل عمقاً إنسانياً وبيولوجياً . لاحظت أول ما لاحظت في تايتل المسلسل أن عنوانه (حفــّيظ ) بتشديد الفاء بينما يلفظه جميع سكان المسلسل (حفيـظ) بدون التشديد على أي من الحروف الأربعة ..! هنا خطا أول فيه سوء فهم وليس فيه اتفاق . ربما يعتبر هذا الخطأ شيئا بسيطا في أي نقد أو جدل فني لكنني لاحظت في آخر التايتل اسم السيد محمد عبد الجبار الشبوط (مشرفا عاما) على المسلسل .. هذا أمر غريب في العمل الفني ..! لا ادري هل كان السيد الشبوط مشرفا فعليا أو مجرد مشرف بالاسم كدعاية ذاتية ..؟ المشرف العام على أي فن من فنون الإبداع التلفزيوني ينبغي أن يكون ذا ثقافة فنية شاملة جميع جوانب العمل التلفزيوني ، ابتداء من السيناريو وانتهاء بالإخراج ، مرورا بالتمثيل والديكور والإكسسوار والمونتاج والماكياج والكلاكيت، وغير ذلك. على الأقل أن يكون المشرف العام على معرفةٍ شاملة بمفهوم الوحدة الفنية والتماسك الفني والوضوح الفني في العمل التلفزيوني. مع الأسف الشديد أنني ما وجدت شيئا من الوحدة والتماسك والوضوح في هذا المسلسل رغم أن اشتراطات التمثيل القوي كانت متوفرة حين ضم المسلسل مجموعة كبيرة من الممثلين والممثلات من العراق وسوريا ، من جيل الرواد والشباب، كان في مقدمتهم : ايمن زيدان، اياد الطائي، السورية مرح جبر، رائد محسن نادين قدور ... مهند هادي – زهور علاء – كامل ابراهيم – سولاف جليل – خليل فاضل خليل – علي قاسم الملاك – اسعد عبد المجيد – مرتضى حبيب – بيان نبيل – صادق عباس – حسين علي صالح - سامح الصريطي، عبد الجبار الشرقاوي، نجلاء فهمي، سمر محمد، انعام الربيعي، لكن حضورهم في تطبيق سيناريو مرتبك ومشوش وغامض لم يستطع استيعاب مهاراتهم العديدة كأن كاتبه لم يحسب حساباً لتفكك المشاهد وخوائها من المعنى، إذ ما وجدتُ ترابطاً معقولاً أو مقبولا في حزمة حركة الممثلين وتأثيرها في وعي المشاهد وإدراكه. التمثيل كان بمستوى عال بمجمله، فقد انبثق من بين الممثلين العراقيين ضوء كاشف لمواهبهم ، جميعا ، حتى اتضح لي بصورة جلية أنهم لم يكونوا بحاجة إلى وساطة تمثيلية أو شراكة تمثيلية من فنانين سوريين أكفاء لأن هؤلاء الأشقاء العرب لم يقدموا أي أساس تجريبي جديد يضاف لأساسيات الممثلين العراقيين. أظن أن السبب الرئيسي في هذا الواقع الفني هو أن الممثلين السوريين لم يكونوا يملكون أي دلالة من دلالات الحياة في اهوار العراق، حتى أن الممثلة السورية (نادين قدور) كانت ترتدي حذاء الكعب العالي..! إضافة إلى أنهم لم يستطيعوا أن يقدموا في أي مشهد من مشاهدهم إحساسا بـ(الذات الجمعية) لا لسكان الاهوار المحليين ولا حتى لسكان المسلسل نفسه ولا للآثاريين الباحثين عن تل حفيظ . وقد نتج عن هذا النقص تشظياً واسعاً وتفكيكاً لعمليتي الفعل والتفكير. كما أن الفعلين ، الإنساني والإبداعي، في هذا المسلسل كان منقطعاً انقطاعاً كبيراً عن (المكان) عن واقع الهور وبيئته وعادات وتقاليد الناس العائشين فيه وحوله، كما أن المسلسل انقطع عن (الزمان) حيث الحرب العراقية – الإيرانية، التي أثرت على واقع الاهوار العراقية وعلى حياة سكانها تأثيراً كبيراً أكثر من تأثيرها على المدن العراقية . لقد تجاهل صانع المسلسل زمان المسلسل تجاهلاً يكاد يكون تاماً من حيث الجوانب الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية . كأنما كان سكان القرية في هذا المسلسل غائبون عن الوعي أو أنهم كانوا قد دخلوا مرحلة اللاوعي، مما أدى إلى خلخلة التتابع الزمني في البنية المعمارية الفنية للمسلسل والى ظهور إيقاع تمثيلي رتيب أضر إضرارا كبيرا بالبنية التمثيلية الراقية التي يحملها الممثلون العراقيون، خاصة عندما بنى المخرج مشاهد كثيرة في المسلسل على آليات فنية ثابتة ومكررة ومملة إلى حد كبير . المسلسل التلفزيوني في جوهره – كما هو معروف للجميع - يبنى على أساس أن كل مشهد ليس لحاله فقط بل لما بعده ، ليس مجرد دائرة من الحركة ، والمفاجئة ، والحوار المفتوح، بل هو نوع فني مؤثر على ديناميكية التفاعل بين المشهد والمتلقي . لكن ما شاهدناه في مسلسل حفيظ كان مرتبطا بالضعف الفني بما في ذلك ضعف التصوير في اغلب المشاهد رغم وجود بعض المشاهد ذات قدرة داينميكية . حتى المشاهد التي كان تصويرها جيدا بمجمله لكنه لم يستطع أن يكون ضميرا نقيا لمسلسل تجري أحداثه في اعقد بقعة عراقية هي الاهوار وفي أعقد الظروف والأزمان . وقد بدا لي أن المؤلف والمخرج غير ملمين بحقيقة الاهوار وجوهرها، غير ملمين بالمعرفة العشائرية وقواعدها، غير مرتبطين بأرض الاهوار ومياهها ، غير دائرين في جدليات المعدان وماهيتها. لهذه الأسباب انغلق المسلسل على مثالية فنية تلفزيونية متعالية من ابرز سماتها أنها صنعت مسلسلا متخلفا في الإنتاج والإخراج، حمل بعض التأويلات غير القصدية – بلا شك – أساء إلى أتباع ديانة من الديانات المعروفة في العراق انتهت بصدور مقالات وبيانات احتجاجية ضد القناة العراقية والمسلسل. ربما كان أتباع الديانة المندائية قد أصابهم الاستهجان والاستنكار وهم يرون في بعض مشاهد المسلسل ما لا يرضيهم ولا يتوافق تاريخياً واجتماعياً مع نمط حياتهم المعطاءة في الواقع العراقي. لقد وجدوا وشاهدوا تجاوزاً على وجدانهم وعواطفهم جعلهم يرفضون رفضا قاطعا مشاهد ليست قليلة من هذا المسلسل لم تكن في جوهرها من إنسانياتهم . كان على السيناريست والمخرج أن يتقصيا بصورة مبكرة، قبل عرض المسلسل، تقاليد الجماعات المندائية والتحقق من أصولها ذات الثبات في استقرار العلاقة الإنسانية مع الآخرين من سكان الاهوار والمدن العراقية كافة
عدا عن بعض الحوار الهامشي لم يعرض المسلسل أي موضوع جديد أو جريء أو مسكوت عنه كما في تجارب بعض إنتاج الدراما السورية والمصرية والتركية . كانت حلقات مسلسل " حفيظ" مع الأسف متشتتة ومكررة ومماطلة للتطويل . ما وجدت فيه عملا أدبياً – فنياً، بل وجدت فيه تجاوزا على عقول المشاهدين بتقديم مشاهد متلاحقة فيها الكثير من السذاجة والهامشية وينقصها جودة المونتاج الذي كان عادياً جداً . حتى أدوار الممثلين العرب كانت هامشية لم يستطع أي واحد أو واحدة من المجموعة أن تغني العمل أو تضيف للتمثيل العراقي شيئاً تجريبياً جديداً فقد كان دور الممثلين العرب عاديأ جداً وروتينياً جداً ما وجدت فيه أية لمسة تساعد في تفعيل القدرة التلفزيونية لهذا المسلسل بل أزيد القول أن عددا غير قليل من الممثلين العراقيين تميزوا بفعل فني تمثيلي بصور أفضل من الممثلين العرب. لا بد من القول أخيراً أن السياق الرئيسي في المسلسل جعلني ارصد وجود إمكانية داينميكية لدى المؤلف سعد هدابي في مجال العقل الدرامي يحتاج إلى توظيف عاملي التقريب والتكامل بين جميع جوانب العمل في الدراما التلفزيونية مرافقة للحداثة في الحوار وبنية الأحداث وتتابعها ليحقق نمطا ناجحا في أعماله القادمة وهو جدير بذلك . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بصرة لاهاي في 11 – 8 – 2013
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نوري المالكي يسوق العربانة بيد والسندويجة بيد أخرى ..!
-
الوقفان السني والشيعي مؤسستان للعميان ..!
-
جواد البولاني .. رجل مناسب في مكان مناسب ..!
-
بعض هواجس العلامة إبراهيم السامرائي على صفحات رسائله الشخصية
...
-
دولت الرئيس يبلع البيضة المسلوقة بلعاً..!
-
فنانون عراقيون يسهرون مع الحكومة .. ومصريون يسهرون مع الشعب.
...
-
النواب منشغلون بأمور الزبالة والصرف الصحي والظهور بالتلفزيون
...
-
دفاعاً عن زعيم الكهرباء الدكتور حسين الشهرستاني..!
-
الحكام الطغاة آخر من يعلم ..!
-
من أين لك هذا ..؟
-
التلفزيونات العراقية لا تبتكر جديدا.. إنها تقدم تفاهات ..!
-
محافظ البصرة يبحث عن الطاقة الشمسية في الفاو ..!
-
تجاوز التشكيك في إشكالية ثقافة الشعر ..
-
حامد أيوب : تراثٌ شيوعيٌ، نورُه حياة وجذرُه شجرة ..
-
سفينة نوح وسفينة نوري المالكي ..!
-
في احتفالية العاصمة الثقافية .. بغداد بين اليأس والسطوع ..
-
محمود عبد الوهاب .. سعادة الصداقة ومرارتها..
-
براءة العراقيين من فسقة الحكومة ومجلس النواب..!
-
وزراء بغداد.. لصوص وعسطوس من الدرجة الأولى ..!
-
مها الدوري في عيد الحب..!
المزيد.....
-
تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س
...
-
كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م
...
-
أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
-
ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو
...
-
ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار
...
-
بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
-
-من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في
...
-
مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس-
...
-
حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال
...
-
فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|