|
رائد قصيدة النثر المركّز ( حسين مردان )
حيدر الحيدر
الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 22:30
المحور:
الادب والفن
رائد قصيدة النثر المركّز ( حسين مردان ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حيدر الحيدر ـــــــــــــــــــــ حديثنا هذا اليوم يدور عن شاعر ٍفطري ذو مخيلةٍ متفتحة لكل ما هو جديد .. كان يقول عن نفسه رجل شارع حقيقي وعبد حريةٍ لا تطاق .. كان يكتب ردود فعل احاسيسه من دون رتوش . انه ...حسين مردان رائد قصيدة النثر المُرَكّز .. .......................... * مولده ونشأته : ـ ولد حسين مردان في قضاء طويريج ( الهنديه ) في الحلة عام1927 وتَنَقَل بين بعقوبة وبغداد .. ولم يكمل دراسته المتوسطة ... إلا انه قد تشبع بدراسة مئات الكتب الادبية والفلسفية المختلفة واصدر كماً من الدواوين ونشر العديد من من كتاباته في الصحف العراقية ابتداءً بالأهالي في أواخر الاربعينيات وانتهاءً بمجلة الف باء . لُقب مردان برائد النثر المركّز.. وشغل منصب عضو الهيئة المؤسسة لإتحاد الأدباء والكتاب في العراق الى ان توفي في مستشفى مدينة الطب ببغداد عام 1972 . ........................ * اشهر دواوين حسين مردان : ـ اصدر حسين مردان عدة دواوين من النثر المركز منها : ـ قصائد عارية 1949 ـ صور مرعبة 1951 ـ عزيزتي فلانه 1952 ـ الربيع والجوع 1953 ـ نشيد الانشاد 1955 ـ الأرجوحةهادئة الحبال 1958 (الذي رسم لوحاته جواد سليم / شاكر حسن أل سعيد / وخالد الرحال ) ـ هلاهل نحوالشحن 1959 ـ اغصان الحديد 1960 ـ طراز خاص 1969 ( بيروت ) ....................... * يُعد حسين مردان اول كاتب عراقي يضع عناوين غريبة لمقالاته تشبه الاسلوب السريالي .. وكان يستخدم تلك العناوين مجازاً في اشد حالات يأسه ..فهي طريقة لرد الفعل تجاه ما تنقله الاحاسيس، وهي عبثية تقوم على مضمون مقدس وهناك نوع من الفكاهة حتى في كتاباته مثلما هي اعمال كبار كتاب اوربا لذلك نراه يستخدم عناوين غريبه مثل : (الصعود الى الواقع / لايوجدغير وجهي في المرآة / فوق قالب الصابون / العودة الى هي / الكركدن وقوانين المرور ) ........................... * استطاع مردان ان يصل الى النثر المُرَكّز عام 1951 وهذه التسمية بالعربية لم تظهر إلا عام 1960 في مجلة ( الشعر ) وليست هناك اجابة شافية لمعرفة المسار الذي اوصل حسين مردان الى هذه التسمية .. وهي تدل على وعي واضح .. فهو يقول عن ذلك في جواب قصير لمجلة الف باء عام 1969( ان السبب الحقيقي الذي دفعني الى كتابة هذا النوع من النثر هو اكتشافي ان الوزن يحد من اظهار الحيوية النفسية ونقل العالم الباطني بصورة دقيقة ) وقد مات حسين مردان دون ان يشرح ما هي الشروط لتميز النثر المركّز عن النظم والنثر والشعر الحر . .......................... * وقائع مثيرة لمحاكمات حسين مردان : ـ في حزيران 1950 عقدت محكمة جزاء بغداد الاولى جلستها الاولى لمحاكمة الشاعر حسين عن ديوانيه ( قصائد عاريه ) فكان دفاعه : ان الشاعر يجب ان يكون صريحاً في التعبير عما في نفسه لإظهار الحقائق.. ولعدم توفر اركان الجريمة قررت المحكمة الافراج عنه. وفي عام 1951 صادرت الحكومة كراسه الخاص ( صور مرعبه ) وقدم للمحكمة وافرج عنه ايضاً.. وفي نهاية 1952 اعتقل وقدم للمجلس العرفي العسكري فحكم بكفالة على ان لا ينشر لمدة سنة ولما لم يقدم كفالة فقد سجن لمدة سنة وبعد خروجه اصدر كتاب ( الربيع والجوع ) ......................... * شخصية مردان في اعمال ادبية وفنية : ـ ظهرت شخصيته في بعض الاعمال.. فقد اشارغائب طعمه فرمان لشخصية مردان في اعماله الادبية التي وظفت سينمائياً .. مثل(المنعطف ) حيث ادى يوسف العاني دور لشخصية تشابه مردان . او ما قدمه الفنان محمود ابو العباس في مسرحية ( خمسة اصوات ) وقد ذكر القاص احمد خلف في خلال اصبوحة اقيمت في اتحاد الادباء والكتاب عن تدريبات لإنتاج مسلسل عن حياة حسين مردان . .......................... * الدراسات التي كتبت عن حسين مردان : ـ ما كتبت من دراسات ومقالات عن حسين مردان كثيرة جداً ،نذكر منها : ـ بعد محاكمته المشهورة ظلت كثيرمن الصحف تكتب عن الشاعر ولأكثر من سنة حتى ان جريدة ( العالم العربي ) تقدمت برجاءخاص للادباء والنقاد ان يكفّوا عن الكتابة بشأن الشاعر ـ قام المحامي (طالب السامرائي ) بتاليف كتاب عن محاكمة الشاعر وديوانه قصائد عاريه . ـ في عام 1988 صدر للدكتور (جوادعلي الطاهر ) من يفرك الصدأ وهومختارات من مقالات وقصائد حرة ومركزة نشرها حسين مردان في مجلة الف باء . ـ وصفت صحيفة ( اوريان )الفرنسية حسين مردان حينها بـ ( بودلير العراق) ونسخة اخرى للشخصية العراقية التوّاقة الى التجديد والحرية .وهنالك اوجه تشابه بينهما في بعض الامور .. ربما لأن حسين مردان قارئ جيد للحركات الادبية الاوربية فبضل ذلك استطاع التعرف على اعمال بودلير فإتخذه مثلاً له .. ومن اوجه التشابه تصوير بودلير لسوداوية باريس وطرقاتها وشوارعها الخلفية وعوالم بودلير هي نفسها عوالم مردان الذي كان يقرأ ويكتب في الباصات والحانات والشوارع وفي احتكاك مباشر مع الناس ومدمني الافلام وطلاب اللهو والسكارى ولصوص اللذة والعاطلين والمتمردين . كما ان بودلير اتهم بتخديشه للآداب وانتهاك الاخلاق في كتاباته وهذا ما اتهم به مردان في كتابه قصائد عاريه .. نضيف لذلك مثول كلاهما امام المحاكم وانزال العقوبات بهما بسبب تلك الكتابات . .......................... *حكايات عن بعض معاناته في شبابه : ـ عاش حسين مردان في عائلة فقيرة وكان والده شرطياً افتقده في صباه .. وقد قرأت له ذات مرة يتحدث عن حياته في بعقوبة :ان لصاً دخل ذات ليلة صيفية بيتنا فأيقضتني والدتي بعد ان سمعت ضوضاء ونحن نيام على سطح ذلك البيت الصغير .. فقلت لها اطمئني ليس عندنا ما يسرقه.. ثم ناديته من السطح : عيوني اذا لگيت شي آني وياك شراكه. ـ ثم يتحدث عن مبيته في شرفة جريدة الاهالي المطلّة على شارع الرشيد في الحيدر خانه وكيف بات والمطر ينزل بكثافة حيث لامكان يأويه.. ـ وحكاية قضائه سنة في السجن لعدم تمكنه من دفع كفالة المحكمة في الخمسينيات باتت معروفة للناس. ....................... نموذج من شعره : الصيف ُ فاتْ وقد يفوتْ ليل الشتاء ولن تجودْ بخيالها الحلو الودود وغداً نموت ْ وكما تموت الذكريات غداً يموتْ حبي واحلامي الحزينة والعهود وكيغمةٍ بيضاء فارغة الرعود مرّ الشباب ولن يعود لم لا تجود؟ بخيالها الحلو الودود اني لاخشى ان تعود مع الندى وتطوف في بيتي الكئيب فلا ترى غير الصدى غير الصدى العاري يردد في خفوت هولن يعود فلقد مضى وطوته اقبية اللحود ..................... ـ وقد سطّّر حسين مردان على ظهر صورة له اهداها لصديقه عبد المجيد الونداوي عام 1950 هذه الأبيات : يا لياليي باطل كل شيء .. فادفعيني الى ظلام الحفير يا لياليي لم اكن غير خط .. اسود اللون في جبين الدهور فامسحي ظله البغيض ليفنى .. عطر ذكراي في بطون العصور لعنة جئت للحياة وامضي .. مثلما جئت لعنة للقبور ...................... ـ وفي وصفه للفجر فوق حمرين ، يقول : وقبل ان تستيقظ الطيور وقبل ان يرتحل الليل عن الزهور وقبل ان اموت اريد ان اصرخ فوق غابة السكون وفوق حمرين الذي اوشك ان يزول اي اله مسه الجنون فاقتلع النحوم وجاء بالبلور والفستق والحليب فصاغ منها جسمك العجيب يا لجسمك العجيب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فقرات من برنامج قريباً من الماضي / حلقة خاصة بالشاعرالراحل( حسين مردان) أعددتها وقدمتها من فضائية الحرية بتاريخ الاحد 18/5/2008 من معلوماتي ومصادر مختلفة بتصرف حيدر الحيدر
#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الذكرى ال23 لرحيل غائب طعمه فرمان
-
في الذكرى ال 14 لرحيل البياتي
-
من أغاني ثورة 14 تموز
-
في الذكرى ال(28) لرحيل عميد المسرح العراقي
-
هذا العَلَم الكبيركان اسمه جعفر علي أكبر
-
في الذكى ال(16)لرحيل الفنان سليم البصري
-
في الذكرى الثالثة لرحيل الفنان قاسم محمد
-
رضا علي في الذكرى الثامنة لرحيله
-
كتاب ( الكورد وكوردستان في الشعر العربي المعاصر )
-
مختارات من دفتري القديم ( بكائية في عيد المعلم )
-
في ذكرى رحيل بلبل الريف
-
قطار العمر
-
حصائد من حقول ابو گاطع : (44) فلوس إحميّد
-
حصائد من حقول ابو گاطع : (34) غنم الشيوخ
-
حصائد من حقول ابو گاطع : (24) بلابوش
-
حصائد من حقول ابو گاطع : (14)
-
شمران الياسري(جوانب من سيرة حياته)
-
دبش يا دبش
-
ثورة 14 تموز1958
-
الشاعر الغنائي المنسي( إبراهيم أحمد)
المزيد.....
-
تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv
...
-
الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ
...
-
دي?يد لينتش المخرج السينمائي الأميركي.. وداعاً!
-
مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي
...
-
ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-المترجمة الغامضة- الموظفة في مك
...
-
مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
-
مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب
...
-
انتحار موظف الأوبرا بمصر.. خبراء يحذرون من -التعذيب المهني-
...
-
الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|