أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد غميرو - ثورية اليسار و فروسية الدون كيشوت !!














المزيد.....

ثورية اليسار و فروسية الدون كيشوت !!


خالد غميرو

الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 14:54
المحور: كتابات ساخرة
    


لا أعلم لماذا كان تفكيري الخبيث وأنا أقرأ فصول رواية "الدون كيشوت لسرفانتس"، يُشَبه ويقارن بين حالة "يسارنا" و بين هذا الرجل الخمسيني، الذي قرر فجأتا أن يصبح فارسا جوالا، لينقد العالم من الأخطار و يحرر البؤساء والمظلومين، متأثرا بشكل جنوني بالكتب والروايات التي كان يقرأها، والتي تحكي عن مغامرات الفرسان الجوالين وقصصهم الخيالية في مواجهة الأشرار، ربما لأنه بدت لي حالة يساريينا الآن تشبه لحد كبير حكاية الدون كيشوت، فنحن أيضا من كثرت ما "قرأنا" من كتب ومقالات عن لينين وماركس وبطولات تشي جيفارا، فقد تأثرنا بها بشكل جنوني وخرافي، حتى أصبحنا نعيدها ونكررها على انها صالحة لكل زمان ومكان، وأصبح يخيل لنا أننا فرسان سننقد العالم بثوريتنا وبما جاء في هذه الكتب، يكفي فقط أن نقرأها ونلتزم بها و بالنصائح التي قالها لنا "ماوتسي تونغ" في "دليل حرب العصابات"، وهذا ما فعله أيضا الدون كيشوت في علاقته بروايات الفروسية في زمنه، وهنا نشبه كثيرا وصف الكاتب لدون كيشوت في الفصل الأول للرواية حينما قال عنه: "إنطبع في عقله كل ما قرأه في هذه الروايات حتى خيل إليه أنه ليس في العالم قصة أكثر واقعية منه".
لو إفترضنا أن سرفانتس كان حيا الآن، بل و اكثر من ذلك لو كان يساريا( أرجوا أن يسامحني، لإن لا أحد كسارفانتس يريد ان "يُتهم" أنه يساري في هدا الوقت) لإتفق معي بشكل كبير على هذا تشبيه، ومن أكثر الأوصاف في الرواية التي تجعل أي قارئ خبيث مثلي يجزم ويقر أكثر بهذا التشابه، هو حين يقول الكاتب عن بطلنا: " في الأيام التي لم يكن يعلم نبيلنا ما يفعل فيها( وكان ذلك على الأقل ثلاثة أرباع السنة) يُقبل على قراءة كتب الفروسية بكثير من الولع واللذة حتى ينسى كليا الصيد والعناية بأعماله: وبلغ به الأمر حدا من العناد باع معه عدة قطع من الأرض الزراعية ليشتري روايات يملأ بها بيته"، ولو كان سرفانتس قد كتب هذه الرواية في هذه الفترة و عن يسارنا، لغيرها إلى الصيغة الآتية و بدون تغيير للمضمون: في الأيام التي لم يكن يعلم يسارنا ما يفعل فيها (وكان دلك طيلة أيام السنة) يقبل على إصدار البيانات والقيام ببعض الوقفات اليتيمة بكثير من "الجذرية" وردود الأفعال، وينسى كليا العناية بتنظيماته وتجديد أفكاره وخطاباته: وبلغ به الأمر حدا من العناد تنكر به لعدة من مناضليه ولأغلب قيمه وأهدافه، ليجري وراء كرسي بدون سلطة، أو سيارة أو منصبا مهما ونقودا يملئ بها حسابه المصرفي".
بقية لي مقارنة وتشبيه آخرلحالة وشخصية أخرى في الرواية وهو"سانشو بانسا"، التابع الذي يصدق جنون وفروسية الدون كيشوت ووعوده بأنه سيعطيه جزيرة ليصبح ملكها، رغم ما يتعرض له من متاعب ومصائب مع دون كيشوت، تتبت له أن هذا الأخير ليس سوى مجنون يهذي بالفروسية، وستسمح لي شبيبتنا اليسارية أني سأقول أنها تشبه "سانشو بانشا" في طبيعة علاقتها مع "قياداتها اليسارية"، فهي تصدق إلى حد كبير ثورية قيادتها ووعودها بالثورة، رغم كل الأخطاء والإحباطات والإستراتيجيات والخطط الفاشلة، لكن مايجعل التشبيه غير مكتمل هو أن "سانشو بانشا" يكتشف مع كل مصيبة يتعرض لها، أن الدون كيشوت ليس سوى عجوز مجنون لا يعرف ما يفعله، وأنه بدأ بالضجر من سيده خصوصا عندما سرق السجناء الذين حررهم الدون كيشوت حماره، وخوفا من أن يتركه قام دون كيشوت بوعده أنه سيعطيه ثلاثة جحوش من الخمسة التي يملك، فعلى الأقل إنتزع "سانشو" وعدا ملموسا ومعقولا جعله يبقى مرافقا لدون كيشوت، لكن شبيبتنا لا تريد أن ترى لا لأخطاء ولا المصائب، ولا تريد أن تقتنع بأن علاقة قيادتها بالثورية هي نفس علاقة دون كيشوت بالفروسية.
ولكي لا أظلم الدون كيشوت في هذا التشبيه، أعترف في النهاية أنه كان اكثر شجاعة، وصدق تلك الروايات والكتب ببراءة، وحمل سلاحه وانطلق يبحث عن مغامرات لتحرير البؤساء والمظلومين ومحاربة طواحين الهواء التي إعتبرها وحوشا عملاقة، ولن أظلم "سانشو بانسا" لأنه رغم ذلك كان يناقش ويجادل سيده و ينتقد في أحيان كثيرة أخطاءه، وإعترف مرات عديدة في الرواية بجنون الدون كيشوت، ولن أظلم أيضا سارفانتس، وأعتدر منه على إستغلال روايته العظيمة لهذه المقارنة الخبيثة مع يسارنا المريض.



#خالد_غميرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلم أمريكي...الكابوس إرهابي !!
- لكي لا ننسى ما نسيناه !! -سبق الميم ترتاح-
- ماذا عن الديمقراطية؟؟
- التحرر الجنسي...تكتيك أم إستراتيجية؟؟ -رد على حالة إفتراضية-
- إنها -ثورة-... !!
- -يكفينا الوحدة التي نحسها.-
- الحب و-الثورة-
- مع القلم تستمر الحكاية...
- كلام مختصر عن السياسة !!
- لنناضل جميعا، من أجل إغلاق البرلمان !!
- قضية إغتصاب...!! سنتابع يومنا في جميع الأحوال...
- لكننا شفينا الآن... !!
- ...يريد إسقاط الفساد؟؟ (إلى روح حركة 20 فبراير)
- انقلاب شعبي
- - الديمقراطية السياسية-، وتغيير النظام الاقتصادي والاجتماعي ...
- قصة قصيرة بين الحذاء والحذاء
- مستشفى بدون طبيب
- صوت المطر-قصة قصيرة
- احتجاج قصص قصيرة


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد غميرو - ثورية اليسار و فروسية الدون كيشوت !!