الموت , و تقييمه الروحي...

اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

الحوار المتمدن-العدد: 4189 - 2013 / 8 / 19 - 01:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

الموت هو نهاية الكائن , و توقف نشاطه البيولوجي.
يشكل الموت و الولادة و الحياة, احد اهم محددات العالم, و قد طرحت مسألة الموت للتفسير على كل الفلاسفة و على كل وعي بشري موجود, و ضرورة تفسير روحي له.
و في المراحل البدائية من وجود الانسان , كان الناس يفهمون الموت على انه عقاب و جزاء في مختلف الأساطير القديمة, حيث انه من المعروف ان الكثير من حالات الموت في المجتمعات المغلفة في القدم كانت تأتي نتيجة صراع مع الطبيعة , و افتراس من قبل حيوانات مفترسة , و امراض, و كان الموت الطبيعي قليلا ما يحدث, وان صار, يتم تفسيره على ان هذا الشخص الذي (مات فجأة), قد قام بخرق نظام (التابو) الصارم المتبع, ولا احد يعلم ما (الفاجعة) التي قام بها.
و بعد تطور المجتمع اصبح الموت يعد اختبارا , و طريقة يتخلص بها الانسان من اعباء الوجود, و لا يفهم على انه (نهاية وجود الشخص بحد ذاته), بل انه انتقال و تغير للانسان يكسب فيها صفات اخرى, ووجود اخر يختلف عن الوجود الدنيوي و تتحول (نفسه) و تنتقل الى العالم الاخر لتتصل بالروح الأعلى.
ان الايمان بحياة اخرى يخلص الانسان من الخوف من الموت, و لكنه - ( الايمان) - ينتقل به (الانسان) الى الخوف من العقاب, اي ان التخلص من (الخوف من الموت) سوف يخلص الى الوصول الي (الخوف من العقاب), و هذا يمهد للحط من قيمة الحياة الدنيا التي هي مجرد مرحلة اختبارية!
ان ادراك طبيعة الموت الحقيقية بأنه عملية مادية, فسيولوجية صرف تتعلق (بجسم الانسان), و لا تتعلق (بما يفعله) يلزم بوضع معيار حول سلوك الناس و أفعالهم لا بالمصلحة الراهنة و حسب, بالمعيار الاخير, معيار الحياة و الموت البشريين.
ان تذليل ما تحفل به الكثير من النظريات البرجوازية عن مفهوم الموت, و النظرات الشعبية السائدة الذي بعث رائحة اليأس القاتل من الموت, مستحيل الا على رؤية مادية دياليكتيكية , هذه النظرة الانسانية التي تنطلق من الفهم العلمي للموت , و تقييمه المعنوي المتطور و التقدمي.
ان الحياة البشرية و (الشخصية الانسانية) تعبر عن قيمة نادرة لا يمكن ان تتكرر, و من المستحيل تعويضها, و أن تصرفات الناس و أفعالهم يجب ان تثبت وجودها في خير أو شر الأعمال الانسانية, لا خير أو شر عالم الغيب, و هنا و من هذه النظرة بالذات تتجاوز تفسير قضية الموت تفسيرا بيولوجيا.

#اللجنة_الاعلامية_للحزب_الشيوعي_الاردني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات