وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 22:31
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الملك يمول المعارضة سراً
ذهب الملك بعيداً في تمويله للمساعي الشعبية المناهضة للمعاهدة من خلال باقر الحلي , أحد أكبر موظفيه . وفي الواقع , فأنه في وقت ما , راح الوطنيون يقولون بصراحة أن ادانتهم للوزارة تحظى بموافقة الملك . وعندما شعر المندوب السامي البريطاني بأن الملك يدب سقوط النقيب , سارع بنفسه إلى الملك ليؤكد له (( الأهمية الكبيرة )) في هذه اللحظة الفاصلة لبقاء النقيب في مركزه حتى يحل موضوع المعاهدة. ولكن فيصل استمر في طريقه حتى تم له ما أراد في 26 آب ( أغسطس ) 1922 , وبعد استقالة النقيب تصاعدت المعارضة الشعبية ضد المعاهدة , وتجاوز المندوب السامي الملك , الذي أصيب بمرض الزائدة الدودية , وأقال متصرفي الألوية غير المطيعين , وقمع الأحزاب (( المتطرفة )) . وبعد شفاء الملك أضطر إلى اعادة النقيب لرئاسة الوزارة التي مررت المعاهدة بالإجماع .
هذه التطورات أعادت الثقة فوراً إلى الحزب المسمى (( الحزب الحر العراقي )) الذي كان يضم الموالين للانجليز من السادة ومشايخ العشائر والذي كان يرأسه السيد محمد أكبر أبناء النقيب , وكان سكرتيره فخري جميل وهو سيد آخر من بغداد . وكان مبدأ الحزب الأساسي هو القبول بالعلاقات مع بريطانيا العظمى على أساس المعاهدة .
ومع توقيع مجلس الوزراء للمعاهدة لم يعد للانجليز حاجة تذكر بالنقيب الذي كان طاعناً في السن بطيئاً في اتخاذ القرارات . وكانت طرقة حكم الانجليز للبلاد تستند إلى شعار (( سد من غير أن تحكم )) أي ممارسة السيطرة من خلال حكومة محلية مستقلة ظاهرياً , تتطلب في بلد يصعب لجمه كالعراق رئيساً للوزراء يشكل كفة توازن أكثر فاعلية في مواجهة فيصل . وكان التغيير قد اصبح من وجهة نظر الانجليز ضروريا لا بسبب المطالبات التركية المستمرة بولاية الموصل الغنية بالنفط فحسب , بل أيضاً لأنه كان يجب على المعاهدة أن تحظى بمصادقة الجمعية التأسيسية , وكانت حركة تهدف إلى مقاطعة الانتخابات الوشيكة قد بدأت عملها بقيادة علماء الدين الشيعة . و بناءً عليه فقد سلم النقيب في 20 تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1922 منصبه إلى ابن الثالثة و الأربعين عبد المحسن السعدون , وهو سليل عائلة معروفة من السادة .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟