آ لووو ريادة؟!

لبنى حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1198 - 2005 / 5 / 15 - 11:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

كلما شاهدت التلفزيون الحكومى بقنواته التى لا حصر لها شعرت بحسره و أسف على اهدار المال العام, التلفزيون يشعرك انك فى بلد اخر أو وادى على كوكب بعيد, ففى عز المظاهرات و المؤتمرات و الأعتقالات و الغليان الشعبى تكتفى نشرة الأخبار - على الفضائية المصرية و القنوات الأرضية- بأحداث دارفور و لبنان و كأن الهدوء يعم ارجاء مصر المحرومة!

لا اعرف ما المقصود بالتأكيد على ريادة الأعلام المصرى بمناسبة و بدون مناسبة فى الوقت الذى يسارع المشاهد المصرى للقنوات الغير مصرية لمعرفة ما يحدث فى بلاده, و هذا ما حدث فى جلسة مناقشة تعديل الدستور حيث لم تستطع القناة الفضائية مواصلة البث المباشر , فالسيطرة على تعليقات نواب المعارضة بقطع الصوت صارت امر مفضوح و لذا اضطر المخرج للقطع, ليطير المشاهد لقناة "الجزيرة مباشر" لمتابعة المهزلة.

اما مؤخرا و كنوع من التطوير و النيولوك أصبحت نشرة الأخبار من وقت لأخر توظف للدعايه غير المباشرة للحزب الجاسم, فيعدد لنا المذيع اخر انجازات الحكومة فى صورة تلخيص للقاء السيد رئيس الوزراء برؤساء تحرير الصحف الحكومية.

و لا يجب ان نغفل أو ننسى المجهود الجبار و المكثف الذى قام به برنامج "البيت بيتك"- بيت مين بالضبط؟- على مدار شهر كامل من تلميع و تجميل للنظام بأستضافة رموزه و المؤيدين له بدا من الكاتب وحيد حامد وعادل امام وحسين فهمى الذى سأل فى براءه عن سبب غضب المواطن الصالح من قانون الطوارىء؟! و وصولا للأحتفال بالحلقة المائة من البرنامج و التى اتاحت الفرصة لبعض الوزراء و أغلب المحافظين لسرد انجازتهم فى سياق تهنئة البرنامج عبر الهاتف, متبعين فى ذلك طريقة دس السم فى العسل, على اعتبار ان المشاهد ساذج وغلبان و مغيب و يسهل غسل مخه.

التلفزيون الحكومى بكل قنواتة تحول الى بوق للدعاية للنظام و تبنى شعار الرأى و الرأى الأوحد ليؤكد على انه لا يوجد فى السبعين مليون من هو فى قامة و هامة و عبقرية مبارك و الذى لولاه لتحول النصر الى عصر! فهو صاحب الحكم الرشيد والأستقرار المجيد و الحكمة التى تصل الى حد تطفيش العبيد.

و بالرغم من كل هذا, فأننى أشكر التلفزيون الحكومى الذى تموله ضرائب الشعب المسجون ليعبر عن الحزب الجاسم على صدورنا لانه يستحق وعن جدارة صفة الريادة ليس لجودة او كم قنواتة فحسب بل لنجاحه الساحق فى استفزاز الشعب و دفعه للخروج عن صمته.

#لبنى_حسن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات