قراءة في كتاب فكر غرامشي السياسي للمؤلف جان مارك بيوتي

خضير عباس محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 21:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يتناول المؤلف جان مارك بيوتي في كتاب فكر غرامشي السياسي الافكار التي اثارها غرامشي في (دفاتر السجن ) وهذه الافكار هي
1. المثقف العضوي :- وهو المثقف الذي يعي انتماء الطبقي ويعي الوعي الطبقي ويدرك رسالته وهو يوجه رسالته باتجاه طبفي تأريخي . والمتقف العضوي ليس هو المثقف الابدولوجي الذي يرسم قوانين ايدولوجيه معينه يريد فرضها على المجتمع بواسطة السلطه والوصول الى السلطة بل ان المثقف العضوي هو الذي يتفاعل مع بقية الثقافات العضويه الاخرى والتقاء الثقافات يصب في التواصل والتبادل لأجل الالتقاء بالكتله التأريخية التي تعي المهمة الوطنية والشعبية لبناء الوطن
2. المثقف التقليدي :- هذا المثقف هو الاكاديمي او الديني او المسخر لخدمة الطبقات السابقه او المنهاره فهو مثقف مهني لا رسالي غالباً ما تستحوذ عليه البنية المتسلطة ويوظف الى خدمة تلك البنيى . ويراى غرامشي انه في ظل بناء المجتع المدني والدولة المدنية يجري حوار واقناء لهذا المثقف لخدمة الكتلة التأريخية المناطه بهمام بناء الدولة الوطنية والاشتراكية لا قمعهٌ واقصائه كما حدث أبان الثورة الروسية حيث تعامل الحزب الشيوعي الروسي في هذا السياق . وهذا يعني عند غرامشي تفعيل المؤسسات المجتمع المدني لا عملية تبادل مواقع الهيمنة كما سار في ذلك الاتجاه لينين الذي وقع في فخ الثقافة الايدولوجيه الاحادية والذي ترى اسقاط الايديولوجية السائده (البراجوازية ) واحلال الايدولوجية البروليتارية كما يرى لينين وهي تعني سلطة الحزب الواحد (البروليتاري) وهذا يعني تجاوز مؤسسات المجتمع المدني والتمهيد لتكوين الحزب البيروقراطي كما حصل في اتحاد السوفيتي (فترة لينين وستالين وحتى سقوط التجربة السوفيته)
3. مفهوم الحزب :- هو مثقف جمعي في نظر غرامشي يعمل في الوسط الاجتماعي عبارة عن مثقف عضوي جماعي وليس مثقف ايدولوجي يحاول الهيمنة على باقي الاحزاب والثقافات اذان مهمة الحزب في نظر غرامشي هي رسالة طلعية وليست نخبوية تتجه الى الهيمنة وبالتالي التفاعل مع بقية الحركات السياسية والثقافية لأجل الوصول الى كتله تأريخية من شأنها انجاز المهمات الوطنية والديمقراطية والاتجاة الى الاشتراكية (وهنا يحاول غرامشي صناعة برلمان اشتراكي او تحويل البرلمان الرأسمالي من خلال الكتلة التأريخية الى برلمان اشتراكي والكتلة التأريخية التي ينشدها غرامشي هي البرلمان الاشتراكي الذي يحمل تعددية اشتراكية او وطنية وبالتالي لا يؤمن غرامشي بتبادل المواقع التي تعتمد على مفهوم خاطئ للايدولوجية اي سقوط الأيدولوجية البرجوزاية واحلال الايدولوجية البروليتارية لان غرامشي يؤمن باستفلالية نسبية للبنية التحتية وبالتالي يمثل المجتمع المدني بنشاطات بنية فوقية في تماس مع البنيه السياسية السائده خلاف ماينظر اليه لينين الذي يعول لينين بواسطة الثورة العمالية وهنا يريد غرامشي تفعيل مؤسسات المجتمع المدني من احزاب ومؤسسات ومجالس شعبية وعمالية ونشاطات مدنية الى للتهام البنية السياسية وباعباره اخرى اي جعل من مؤسسات المجتمع المدني أداة سلطوية تقابل سلطة الدولة وتكون ند لها وتسخير مؤسسات المجتمع المدني باتجاة الكتله التأريخية والتي مهمتها تحقيق السلطة الشعبية
4. الايديولوجيه وقضايا المجتمع المدني
يراى غرامشي ان البنيه الفوقية تتمتع بالانفصال بشكل نسبي عن البنية التحتية وبالتالي يرى غرامشي ان البنية الفوقية تتكون من المؤسسة السياسية والمؤسسة المدنية اي وجود سلطة للدولة وسلطة اخرى هي سلطة المجتمع المدني وهي شبكه اجتماعيه واسعة تتجسد في سلطة الاسرة والمدرسة والمؤسسة الدينية والمؤسسه القبلية والاحزاب والنقابات والاتحادات والاندية الثقافيه ....الخ وهذه تتمخض على ايجاد ثقافات ونشاطات تسير المجتمع اضافه الى العشائرية والفئوية والطائفية وغيرها تلك التي تبرز العادات والتقاليد وهنا يرى غرامشي على الحزب ان يطرح فكره التي من خلالها يستطيع جلب الحشد المدنيه المتجسد في هذه السلطة باتجاة التطور المجتمع المدني والشعبي وتغير تلك السلطة الاجتماعية بالاتجاه الوطني الديمقراطي . ويلاحظ من هذه الافكار التي صاغها غرامشي انطلق المفكر الفرنسي التوسير ليوضفها في البنيويه الماركسية وكذلك زميله المفكر الفرنسي ميشل فوكو ليوظفها في النيتشوية العدمية وكذلك المفكر الالمانيه يورغن هابرماس ليوظفها في افكاره ويطلق عليها (الميدان العام) خدمتةً للحداثه التي ينشدها وكذلك اخذ بيها المفكر الفرنسي الماركسي غارودي في افكاره عن الاشتراكية .
5 . في النهاية يرى غرامشي ان تطور المجتمع المدني ونشاطاته سيؤدي في النهاية الى امتصاص سلطة الدولة (البنية السياسية) واذباتها في السلطة المدنية (البنيى المدنيه كما ارها ماركس )

#خضير_عباس_محسن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات