سامي فريدي
الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 16:16
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
فلْيَنظرْ إلينا الناسُ باعتبارِنا خُدّاما للمسيحِ، ووكلاءَ على أسرارِ الله.
والمطلوبُ من الوكلاءِ قبلَ كلِّ شيءٍ، أنْ يُوجدَ كلٌّ منهم أميناً.
أما أنا، فأقلُّ ما أهتمُّ بهِ، هُوَ أنْ يتمَّ الحكمُ فيَّ من قبلِكم، أوْ من قِبَلِ محْكمَةٍ بشريَّةٍٍ. بل أنا بذاتي لسْتُ أحكمُ على نَفْسي، فأنَّ ضميري لا يؤلمُني بشيءٍ. ولكنّي لسْتُ أعتمدُ على ذلكَ لتبريرِ نفسي. فإنَّ الذي يحكمُ فيَّ هو الربُّ.
إذنْ، لا تحكُموا في شيءٍ قبلَ الأوانِ. ريثما يرجع الربُّ الذي سيسلّطُ النورَ عَلى الأشياءِ التي يحجُبُها الظلامُ الآنَ. ويكشفُ نيَّاتِ القلوبِ، عندئذٍ ينال كلُّ واحدٍ حقَّهُ!.
لا تحلّقوا بأفكارِكمْ فوق ما قدْ كُتِبَ. فلا يُفاخرَ أحَدُكمْ الآخرَ تحزّباً لأحدٍ. فمن جَعَلَكَ مُتمَيِّزاً عنْ غيرِكَ. وأيُّ شيءٍ ممَّا لَكَ لمْ تكُنْ قدْ أخذْتَهُ هِبةً. وما دُمْتَ قدْ أخذْتَ، فلِماذا تتباهَى كأنَّكَ لمْ تأخُذْ.
إنّكُمْ قد شبعتمْ، وقد اغتنيتُمْ. قد صرْتمْ ملوكاً وتخلّيتُمْ عنّا، ويا ليتكمْ ملوكٌ حقّاً، فنشتركَ معَكمْ في الملْكِ.
فإنّي أرَى، أنَّ الله قد عرَضَنا في آخرِ الموكبِ، كأنّه محكومٌ علينا بالموتِ، لأنّنا صرنا معرِضاً للعالَمِ، للملائكةِ والبشرِ معاً.
نحنُ جهلاءُ من أجلِ المسيحِ، وأنتمْ حكماءُ في المسيحٍ. نحن ضعفاءُ، وأنتمْ أقوياءُ. أنتمْ مُكرَمونَ، ونحنُ مهانونَ. فما زلنا حتى هذِه الساعةِ نجوعُ ونعطشُ، ونعرى ونُلْطَمُ، وليسَ لنا مأوى.
ونجهِدُ أنفسَنا في الشغْلِ بأيدينا، نتعرَّضُ للإهانةِ فنبارِكُ، وللاضطهاد فنحتملُ، وللتجريحِ فنسالِمُ. صرْنا كأقذارِ العالَمِ، ونُفايةَ الجميعِ، وما زلنا!.
لا أكتبُ هذا تخجيلاً لكمْ، بل أنبّهكمْ..
فقدْ يكونُ لكمْ عشرةُ آلافٍ من المرشِدينَ، ولكن ليس لكمْ آباءٌ كثيرونَ.
لذلك أرسلتُ إليكُمْ البابا تواضروس الثاني الحبيبَ الأمينَ في الربِّ، فهوَ يُذكِّرُكمْ بطرُقي في السلوكِ في المسيحِ. كما يُعلَّمُ بها في كلِّ مكانٍ في جميعِ الكنائسِ.
فأنَّ بعضاً منكمْ ظنّوا أنّي لنْ آتيَ إليكُمْ، فانتفَخوا تكبُّرا. ولكنّي سآتي إليكُمْ عاجلاً، إنْ شاءَ الربُُّ..
فأختبرُ، لا كلامَ هؤلاءِ المنتفخينَ، بلْ قوَتَهمْ.
فأنَّ ملكوتَ الله ليس بالكلامِ، بل بالقدْرَةِ.
كيفَ تفضّلونَ أنْ آتيَ إليكُمْ أبالعصا، أم بالمحبَّةِ ورُوحِ الوَداعَةِ؟!..
"الرسائل البولسية"
#سامي_فريدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟