|
اختيار رباني!
إكرام يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 04:36
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
على الرغم من محاولات آلة الإعلام الصهيوإخوانية، تبرير جرائم الإرهاب التي وقعت عقب فض الاعتصامين ـ باعتبارها ثأًرًا لقتلى الجماعة أثناء فض الاعتصامين ـ إلا أنه لا يمكن تصديق ان المعتصمين "السلميين"، جاءتهم الملائكة فجأة بأسلحة ـ شاهدناهم بأعيننا يطلقونها على المارة في الشوارع ويقتلون بها السكان في بيوتهم عشوائيا ـ بعد أقل من ساعة من فض الاعتصام، ودربتهم على استخدامها! ويبدو أن التنظيم الدولي نجح في إلهائنا خلال شهر ونصف الشهر من الاعتصام، ومسيرات الترويع شبه اليومية، وبناء مدينة ملاهي في الاعتصام؛ بينما كان يتولى تهريب السلاح والإرهابيين، وتوزيعهم على المحافظات، وتكليفهم بمهام، تم تفيذها بمجرد فض الاعتصام؛ ومنها الهجوم على مستشفيات في الاسكندرية والمنيا والقاهرة، وحرق مايزيد عن 40 كنيسة فضلا عن بيوت المسيحيين في الصعيد، وضرب محطتي مياه الشرب في المنيا وبني سويف، والهجوم على الوزارات والمنشآت العامة، وغيرها من عمليات الإرهاب، وصولا إلى احتلال مسجد الفتح بالسلاح، بعد اشعال الحرائق في شارع رمسيس. وكانت جماعة الإخوان وشيوخها، دأبت على ترديد إن اعتلاء مرسي سدة الرئاسة كان اختيارا ربانيا! وها هي الحوادث تؤكد هذه الحقيقة: فقد كانت الجماعة في عهد المخلوع مبارك ، تمثل دور المعارضة "ذات الأيدي المتوضئة"، بينما تواصل عقد الصفقات مع لصوص النظام وفاسديه (راجع تصريحات المرشد عن أن مبارك أب لجميع المصريين، و لا مانع من توريث نجله الحكم، وأن الإخوان دعاة إصلاح لا دعاة ثورة، وأن الثورة ليست من أدبيات الإخوان! واعتراف مسئولي الإخوان بإخلاء دوائر انتخابية لرجال النظام، باعتبارهم رموزا وطنية!). وسعت الجماعة إلى التغلغل داخل مسام الدولة العميقة تدريجيًا، والسيطرة على اقتصاد البلاد بمشاركة لصوص عهد مبارك وابنه من بعده، إلى أن يحين أوان استيلائها على حكم البلاد! فلم تتخل يوما عن حلم التمكين والسيطرة على إمبراطورية عالمية باسم الخلافة ـ تماما كما يحلم الصهاينة بدولة الصهيونية العالمية ـ وكانت التهمة سابقة التجهيز لكل من يجرؤ على فضح موقف الاخوان: الإلحاد ومعاداة المرجعية الإسلامية! بعدما سيطر تجار الدين على مشاعر قطاع كبير من البسطاء، مستخدمين سلاح الدين؛ مثلما سيطر الصهاينة على عقول معظم اليهود باستخدام التوراه! وكان الاختيار الرباني أن تكون الموجة الأولى لثورة 25 يناير، سببا في خلخلة بنية النظام لتخرج الزواحف السامة من جحورها، وتفر خفافيش الظلام، وتنكشف ويسهل القضاء عليها، كي نشرع في بناء جديد على نظافة! وجاءتهم الفرصة ـ في غياب تنظيم قوي يقود الثورة إلى استكمال إسقاط النظام ـ للقفز على السلطة قبل الأوان الذي توقعوه، فهرعوا بشراهة إلى نهش كل ما تصل إليه أيديهم، من مناصب وامتيازات، وشراء أصول الدولة، بينما تتردى أحوال المصريين! وتنكشف حقيقة الأيدي المتوضئة، بداية من استحلال أول رئيس ملتح، المال الحرام قبل أن يكمل شهرا واحدا في القصر؛ عندما أنعم على نفسه بجميع أوسمة الدولة ونياشينها ـ بمستحقاتها المالية الهائلة ـ وهو الذي كانت آلة الإعلام الصهيوإخوانية أشاعت أنه لن يتقاضى مرتبه أصلا! ثم العفو الرئاسي عن شقيق زوجته المدان بتهمة مخلة بالشرف قبل انقضاء مدة محكوميته؛ وهي الفضيحة التي كشفها زميلنا الشهيد الحسيني أبو ضيف، فكان ثمنها حياته! وتوالت الفضائح ولم يكن آخرها العفو عن إرهابيين مدانين بالقتل؛ واصلوا إرهابهم وتهديدهم للأمن القومي في سيناء! وعايش المصريون جرائم مروعة ترتكب في حق أبنائهم الثوار، المعارضين لحكم الجماعة؛ ولم يكن قتل جيكا وأحمد نجيب أوكريستي، أوتعذيب محمد الجندي، ومحمد الشافعي وعشرات غيرهم حتى الموت، إلا دليلا ضمن أدلة كثيرة على سادية النظام. ورغم آلة الإعلام الصهيوإخوانية، انكشفت حقيقة محفل الإرشاد الذي حكم البلاد، في إطار تحالف بين التنظيم الدولي والأمريكان والصهاينة، الذين كان حاكمنا صديقهم الوفي كما وصف نفسه ـ بنفسه؛ وهو ما أكدته دعوة عصام العريان وغيره من أعضاء الجماعة لعودة الصهاينة من اصل مصري إلى البلاد! فبدأ حتى بعض من عصروا على أنفسهم الليمون لانتخاب مرسي، أملا في أن يردعه كتاب الله الذي يدعي حفظه؛ وإذا بهم يرون ممارسات يندى لها الجبين ـ تصل إلى اغتصاب الرجال والفتيات ـ بعلم الرئيس الذي يصلي أسبوعيا أمام شاشات التليفزيون، ويعيب على معارضيه أنهم لايصلون الفجر حاضرا! فقد كانت تقارير جماعات حقوق الإنسان ترفع إليه، وفيها ما يرفض الشيطان اتهامه بأنه من وسوس بها! وكان الاختيار الرباني، أن يكشف الله حقيقة من تاجروا بدينه وأهانوا كلمته في عباده؛ ولم تفلح محاولات شراء ذمم البسطاء بالمواد التموينية، وأنابيب البوتاجاز، لأن معظم ضحايا العهد الإخواني كانوا من أبناء البسطاء! وأسكرت نشوة الحكم كل من ينتسب إلى الجماعة، فصار كل بلطجي يطلق لحيته، يتعامل مع اهالي منطقته الشعبية بعجرفة باعتباره من الحكام! ولم تشأ إرادة الله أن تكتفي بفضح محفل الإرشاد أثناء حكمه للبلاد؛ فبعدما تبين للتنظيم الدولي أن أيام مندوبهم في الحكم باتت معدودة، جاء الاعتصامين الإرهابيين في إشارتي مرور رابعة ونهضة مصر، ليكشفا المزيد عن التنظيم الدولي الإرهابي وعن محفل الإرشاد مندوبه في حكم مصر. فكانت المسيرات التي تخرج من الاعتصامين لترويع المواطنين، وضرب الناس عشوائيًا في الشوارع، كاشفة أمام أهالي المنيل، وبين السرايات، والكيت كات، والألف مسكن، وفيصل وغيرها من المناطق الشعبية.. ورغم أن أهالي هذه المناطق، لقتوا الإرهابيين في كل مرة درسا قاسيا، إلا أن المصادمات أسفرت عن ضحايا، من الجانبين. وعلى الرغم من إصرار آلة الإعلام الصهيوإخواني على إنكار كل هذه الحوادث، ونفي تسليح المعتصمين؛ إلا أن سكان منطقة رابعة العدوية وأهالي المناطق الشعبية وضحايا الاشتباكات ، فضلا عن ضحايا الخطف والتعذيب في الاعتصامين ـ الذين لم تختلف طرق تعذيبهم وقتلهم عما حدث مع الشهيد محمد الجندي ورفاقه ـ شاهدوا بأم أعينهم! ولن تنمحي من أذهانهم الصورة التي شاء الاختيار الرباني أن تتكشف أمام ولاد البلد الحقيقيين؛ كما أن خطف زملائنا وزميلاتنا من الصفحيين وتعذيبهم على أيدي المعتصمين "السلميين" عايشناه بأنفسنا، ولم يكن "فوتوشوب"! وأخيرًا، لا شك أنه كان خيارًا ربانيًا أن نشهد أصحاب شعاري "خيبر يا يهود" و"عالقدس رايحين"، وهم يستقوون بأعداء البلاد، ويطلبون تدخلا عسكريا أمريكيا ويناشدون الناتو التدخل في شئون الوطن؛ كما شهدنا مراسلي الإذاعة والتليفزيون والصحف الإسرائيلية داخل اعتصام رابعة! فعلا..كان اختيارا ربانيًا، أجراه الله على أيدي شباب ثورة 25 ينايرـ المستمرة ـ وموجتها الثالثة في 30 يونيو!
#إكرام_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السحر والساحر
-
العصفورة.. والدروع البشرية
-
بين الهيبة والخيبة
-
المخلوع شامتًا!
-
مؤامرة على الإسلام
-
هذا الرجل نحبه
-
أمهات السادة الضباط!
-
القصاص القادم ممن؟
-
شافيز..زعيم تحبه الشعوب
-
تأدبوا في حضرة الشعب!
-
هتك عرض الدولة
-
أهنتم أمهاتكم!
-
ارحل ومعك أبو الفتوح
-
بفلوسنا!
-
دروس وبشاير يناير
-
الجماهير هي الحل
-
بارك بلادي
-
دستور حيك بليل
-
مستمرة.. وخائن من ينسى!
-
المسلطون على أنفسهم
المزيد.....
-
النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و
...
-
الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا
...
-
-الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
-
تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال
...
-
المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف
...
-
أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا
...
-
لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك
...
-
بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف
...
-
اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|