وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4187 - 2013 / 8 / 17 - 22:30
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
السادة يلعبون ضد الملك
والسادة الذين لعبوا اللعبة ضد الملك تصرفوا بدوافع مختلفة . فالبعض أرضى بذلك رغبته ببهرج المنصب . وكان البعض الآخر , مثل عبد الرحمن النقيب مستاء من تنصيب فيصل ملكاً على العراق , وهو السيد المستورد من خارج البلاد , وكان يأمل في أن يكون التاج من نصيب أحدهم . واعتبر أصحاب المصالح الواسعة أيضاً أن من الأسلم استعطاف القوة المحتلة , خصوصاً وأنهم كانوا يشكون في أن الضباط الشريفيين السابقين , الذين كان الملك فيصل الأول يعتمد عليهم , يريدون انقراضهم . وأكثر من ذلك , فإن أكثر السادة امتعض من احتمال محاباة الملك للضباط الشريفيين السابقين , وكلهم أبناء عائلات من الطبقة الوسطى الدنياا أو من أصول أكثر وضاعة . وفي سنة 1927 , عندما كان الملك فيصل الأول يستعد للذهاب إلى لندن للتفاوض مع الحكومة البريطانية حول مسألة المعاهدة الانجلو – عراقية , وعُرف أن مرافقه سيكون جعفر العسكري أو نوري السعيد , وكلاهما من الضباط الشريفيين السابقين وعضو في مجلس الوزراء , سارع يوسف السويدي إلى رؤية فيصل ليطلب منه أن يرافقه ابنه ناجي , منبهاً إياه إلى خطأ الاعتماد على رجال من الأشراف وأهل الطبقة العليا .
وكان السيد الذي أعار نفسه لتكتيك التوازن الذي أراده الانجليز هو نقيب بغداد المسن – عبد الرحمن النقيب – الذي أصر , عندما أٌسندت إليه رئاسة الوزارة سنة 1921 عمل على التشديد على أن حكومة الملك دستورية مقيدة بالقانون , ورفضت وزارته التي كانت صنيعة بريطانية , سنة 1922 , تخصيص مبلغ اكبر لقوات الملك بحجة عدم وجود مبالغ كافية . وفي السنة نفسها عندما وصلت مسودة المعاهدة الانجلو – عراقية غير المتكافئة إلى مجلس الوزراء لمناقشتها أظهر النقيب استعداده لتمريرها , في حين أن جعفر العسكري , وزير الدفاع ورجل الملك , نأى بنفسه عن ذلك , محرراً النقيب من فكرة استخدام الجيش لقمع معارضيها . وأصبح واضحاً أن الملك كان يقف إلى جانب رفض الانتداب , ولكن ليس إلى جانب عدم التعاون مع بريطانيا , لأنه كان يشك بإمكانية بقاء المملكة في حال انسحبت القوات البريطانية من العراق
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟