سامي البدري
روائي وكاتب
(Sami Al-badri)
الحوار المتمدن-العدد: 4187 - 2013 / 8 / 17 - 14:39
المحور:
الادب والفن
نزوة في آخر الزقاق
سامي البدري
بشار الأعمى، ابن برد،
دليلي في المنفى
وفي شهوة الكلام
أحيانا ينسج لي من ذئاب المساء محطات
وأحيانا ينسج لي زقاقا من الكلمات
وفي ما تبقى من صبر عينيه
يعلمني نزوات النوارس
وكيف أحك عناقي بأردية النهود القتيلة.
××××××××××××××
بشار الأعمى
يقودني بحنكة راية أموية
لأصنف ما أسقطه تاريخ النجوم
من أمجاد
على كاهلي وكاهله وكتف الزمان
بشار ليس بحرا
لكن نواياه تشبه المطر
والبحر يقاسم عناده
في أكثر من ذاكرة.
×××××××××××××××
بشار وزر القدر الأبيض،
إذ يقترف تصويباته في آخر الزقاق
وفي أول نزوات الخدر
ليلا، ينسل من سريره ليفف النجوم،
لسماء ترقب عينيه بحذر،
وليرمم لراياتنا المنخورة ـ بعطش التمني ـ
حقائب السفر
وليفرش، لنزواتنا، المضرجة الخدود،
عتبات آخر الزقاق.
لا أدري لحسن حظ من جاء بشار أعمى
وإلا لكان أثقل تاريخنا بنبوة أخرى
وإمتص آخر ما تبقى من أحزان في الوريد.
×××××××××××××××××××××××
بشار كان آخر ساعي بريد
جاس ذاكرة العرب
يدعي حاسدوه
إنه ضيع أغلب رسائل منتقديه
في الحانات،
تحت أسرة الغانيات،
في خانات درب زبيدة
وفي منتجعات الطائف ومواخير القطيف
أما منتظروه فلملموا ما أسقط خرج حصاده المثقوب
ورمموا به حسرات أبي سفيان
ومسيلمة
وفجيعة مالك بن نويرة.
××××××××××××××××××××
القناع الوحيد الذي لم يسقطه بشار عن قصائده
هو عينيه
وعمش الطرقات عن مواضع قدميه
وهو يوصل رسائل النتحبين
ونادلات الحانات الخافرة،
لإستقبال أوجاع العشق
في شوارع دمشق وبغداد
من حرّم شوارع مكة على أبجدية بشار؟
حتما هو ليس أبي سفيان
فأبو سفيان عنقاء وإن شدوا لها
ألف ذيل من رماد التمني
إذن لكم أن تقدروا مصاب هذا الرجل
فيما وقعت عليه فجيعة عينيه
×××××××××××××××××
آخر زقاق سحب إليه بشار أغنيته
كان متفرعا من حانة الوقت المهزوم
إذ نقر بعصاه على رقاص الأحلام
كان الرمل قد لوى جميع منافذ الكلام
وجرد القمر من أنوثته
وأعلن النساء أصناما بلا تيجان
في هوادج من إستبرق أسود
كي لا تسمع آلهة الأولمب النحيب.
×××××××××××××××××
مراقي الحناء كانت دروب تبجحه
وعلى حفافيها إحتفل بخلع أول حصافاته الثورية:
رسم وجه تيهه على ظهر ثور بري
ولأنه لم يدبغ جلده بروث الكلاب
سالت منه أنهار خمرها وعسلها
فكسر كؤوس البلور
ليهزم معظلة الفراغ السلبي في اللوحة...
ومضى إلى آخر الزقاق.
#سامي_البدري (هاشتاغ)
Sami_Al-badri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟