الحزب الاشتراكي المصري
الحوار المتمدن-العدد: 4187 - 2013 / 8 / 17 - 09:41
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
هاهو التاريخ يعيد نفسه ويحاول الإخوان وحلفاؤهم إحراق القاهرة، بل مصر كلها، وإدخالها في آتون من الفوضى يجعلها منكشفة أمام التدخلات الاستعمارية السافرة.
من أهم ما كشفت عنه أحداث اليوم ذلك التنسيق الواضح بين العمليات الإرهابية المباشرة لتنظيم الإخوان الدولي ومجموعات إرهابية أخرى (بما في ذلك الظهور الواضح لعناصر منتمية للقاعدة في قلب القاهرة) وبين التهديدات الواردة في خطاب أوباما والإسراع بعقد جلسة لمجلس الأمن، ووقاحة التدخلات الأوربية في الشأن المصري.
هكذا تواجه مصر إرهابًا سافرًا مدعومًا بتدخلات دول ثبت بالبرهان العملي مدى زيف ادعائها عن نشر الديمقراطية، حيث لم تتورع من أجل مصالحها، ومن أجل حماية إسرائيل، عن الاصطفاف مع أكثر القوى تخلفًا وعنفًا وكرهًا للمدنية والديمقراطية الحقيقية.
لم يعد هناك مجال للتسامح مع هؤلاء القتلة والمخربين والعملاء. وعلى مؤسسات الدولة أن تتعامل بكل صرامة مع القوى الظلامية التي تريد هدم الدولة وتفكيك البلاد وتمزيق المجتمع وقهره.
ولم يعد مقبولاً من أي قوى أو زعامات وطنية أن تبدي تسامحًا لم يعد له مجال مع الإرهابيين. فبعد أن حملوا السلاح وأحرقوا الوطن وقتلوا مواطنيه واستقووا بالأجنبي، لم يعد هناك أي مبرر أخلاقي للحديث عن مصالحة مع القتلة، أو الادعاء بحيادية زائفة، أو تصور أنه من الممكن إقناعهم بالتخلي عن أيديولوجية هي فاشية وإقصائية ومعادية للشعب والمدنية في جوهرها، لأن هذه النوايا الحسنة ستكون بمثابة طوق النجاة للقاتل حتي ينهض ليحاول قتلنا من جديد.
والمطلوب اليوم على وجه السرعة اتفاق القوى الوطنية المصرية على إعلان جماعة الإخوان والجماعات الحليفة وأحزابها منظمات إرهابية ويحظر عليها العمل السياسي. فلم يعد هناك مجال لقيام أحزاب أو منظمات على أساس ديني أو طائفي، ناهيك عن فاشيتها.
والمطلوب أيضًا المبادرة باتخاذ مواقف وطنية عاجلة في وجه التدخلات الخارجية لإيقافها عند حدها. ولا يقف هذا المطلب عند القوى الرسمية، وإنما يجب أن يأخذ طابعًا شعبيًا واسعًا حتى يرتدع كل من يتجرأ على سيادة مصر.
ولن تنجح هذه الإجراءات وغيرها بدون تعميق الإجراءات الديمقراطية وإعمال الشفافية لإشراك الشعب المصري في كل ما ينفذ من سياسات. كما يجب تقديم تصورات واضحة ومتوافق عليها لخارطة الطريق في الشهور المقبلة.
ويجب على المتواجدين في السلطة الآن أن يثقوا بالشعب وأن يدركوا أنه حاميهم الأكبر في المعركة ضد الإرهاب والقوى الخارجية الاستعلائية، ولكنهم يمكن أن يخسروا ثقة الشعب إذا تحايلوا على مطالبه، بالتصالح مع الإرهاب أو الرضوخ للضغوط الخارجية أو محاولة العودة إلى أساليب غير ديمقراطية في الحكم أيًا كان شكلها، فالشعب أصبح اليوم على درجات عالية من الوعي بمصالحه ومن هم أعداؤه وأصدقاؤه.
أما حلف الإرهاب والغرب فلن يستطيع بعد الآن حرف الشعب عن ثورته أو فرض السلبية عليه.
عاش كفاح الشعب المصري
ويسقط الإرهابيون وأدوات الاستعمار
الحزب الاشتراكي المصري
#الحزب_الاشتراكي_المصري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟