ثائر زكي الزعزوع
الحوار المتمدن-العدد: 1197 - 2005 / 5 / 14 - 10:54
المحور:
الادب والفن
فنّ تصريف الفجائع
1-
أمام المرآة، شاحب الوجه، فقير الملامح... تراقب عمراً يتولّى، وثواني لا حدود لها....
ثمة انبعاث خلاق في اللحظة المائلة إلى الشرق، إن ابتهاجك وأنت تنعي ذاتك واقفاً على احتمالات الخراب.... يزلزل ما تبقى من عروش...
ثمة انبعاث...
تقودك الحروف مرتجفة، أضناها البرد والجوع، وفتات اليأس، على الطريق التي لا نهاية لها، ولا بداية.. تقودك حيث هناك الشمس أكبر من حبة حنطة جافة جاثية في الشمال، ومن إزميل ينحت لغة تكتب الفجيعة سطراً فسطراً.
ويعود السؤال: أيّهما تقاتل... مياهك التنساب جداول على خارطة الترقب، أم صحراءك التعلنك شاهداً على ذكريات الفراغ؟
2-
في اللغة، كما في المرأة.. ثمة حلم بهذا الاتساع... لكل تقاسيم الفوضى.
3-
في المرأة، كما في البستان... ثمة فيء يستر عري الروح.
4-
يكتمل الشرق بين أصابعك، ويصير التراب نزيفاً، ويختال النهر راقصاً للموت والحب والشوق و إلى آخره.
5-
تشعل شمعة، هي شمعتك الأخيرة، وتضيء، بوعي صوفيٍّ، العالم والأفئدة، تنفض عباءتك كي تنفض تعب الكلمات وتدغدغ بأصابعك الخشبية إبط الحرف، فينفجر النص حضوراً دون مقدمات.
6-
ويا لك...
بقاياك توغل عميقاً في مدن القول، وذاتك حضور هشّ تمزق أردية الوقت، وتختبئ خلف ستار الدهشة.
ويا لك...
مازلت مثقلاً، مخفوراً بعبء الصمت. ولا صوت لك سوى أوراق تبددها الريح.
[email protected]
#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟