أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -مفاوضات- في -لحظة تاريخية فريدة-!














المزيد.....

-مفاوضات- في -لحظة تاريخية فريدة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4186 - 2013 / 8 / 16 - 17:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


جواد البشيتي
"مفاوضات السلام" مستمرة (بين الإسرائيليين والفلسطينيين). ويُزْعَم أنَّ مدارها "قضايا الحل النهائي جميعاً"؛ فلا قضية مستثناة، أو تُؤجَّل، أو تُرحَّل؛ ولا بدَّ للطرفين من أنْ يتوصَّلا، هذه المرَّة، إلى اتِّفاق على كل شيء؛ فلا "انتقالية (أو مرحلية)" في "الحلول"، وإنَّما في "تنفيذ" و"تطبيق" الحلول، التي لن تَخْرُج إلى الوجود إلاَّ بطابعها "النهائي (الدائم)"؛ فـ "الآن"؛ وهذا ما تعيه جيِّداً، وفي المقام الأوَّل، الولايات المتحدة وإسرائيل، هي "ظرف زمان" يشبه، دولياً وإقليمياً وعربياً وفلسطينياً، ظرف الزمان الذي فيه قامت دولة إسرائيل؛ ولا بدَّ، من ثمَّ، من أنْ يُسْتَثْمَر، تفاوضياً وسياسياً، بما يؤدِّي إلى قيام "دولة فلسطين"، التي في بُنْيتها من "الحجارة الإسرائيلية" ما يجعلها أقرب إلى "المطلب الإسرائيلي" منها إلى "الحق (القومي) الفلسطيني"؛ ولسوف تنتهز الولايات المتحدة وإسرائيل هذه "الفرصة (التاريخية الثمينة)"، وإنْ كان المحيط العربي والإقليمي فيه من "الفوضى" ما يرفع كثيراً منسوب "عدم اليقين"، ويَعِد بكثيرٍ من "المفاجآت غير السَّارة"؛ وهذا إنَّما يشبه أنْ يُجازِف المرء، فيجتاز بسيَّارته إشارة المرور الضوئية وقد تحوَّلت بلونها من الأخضر إلى الأصفر.
وإنَّ أوَّل ما اتَّفَق عليه "الطرفان" و"الوسيط (أو الراعي)" هو أنْ يستعينوا على قضاء حوائجهم بالكتمان الإعلامي؛ فدخول الإعلام إلى "القاعة"، أو خروجهم منها إليه، قد يُفْسِد كل شيء، ويذهب بكل تَقَدُّم أُحْرِز، أو أوشكوا أنْ يحرزوه. وهذا إنَّما يعني أنَّ التفاوض يَحْمِل طرفيه على قَوْل وقبول أشياء ليس من "الحكمة السياسية" بثها ونشرها الآن.
كلا الطرفين المتفاوضين يحتاج إلى "غطاء سياسي شعبي" يتغطَّى به حتى دخوله إلى قاعة المفاوضات، وبعد خروجه منها؛ ولقد كان "وَقْفُ إسرائيل لكل نشاط استيطاني لها في الضفة الغربية، وفي القدس الشرقية على وجه الخصوص" هو "الغطاء" الذي أصرَّ (أو طالما أصرَّ) عليه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس؛ لكنَّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو رأى في استمرار هذا النشاط خير غطاء يتغطَّى هو به؛ فتفتَّق ذهن "الوسيط" عن "حلٍّ" لهذا "النزاع"، الذي طالما أعاق وعرقل وأحبط جهود ومساعي استئناف المفاوضات. وكان هذا "الحل" أنْ يتغطَّى نتنياهو بغطاء "الاستمرار في النشاط الاستيطاني"، وكأنْ لا وجود لـ "مفاوضات السلام"، على أنْ يتغطَّى عباس بغطاء آخر، هو "إفراج إسرائيل (على دفعات) عن معتقلين فلسطينيين"؛ وكأنَّ عباس يريد أنْ يقول لشعبه، ولكل مَنْ يَقِف ضد عودة الطرف الفلسطيني إلى مائدة المفاوضات، مع استمرار (وتزايد) النشاط الاستيطاني، وعدم وجود مرجعية للتفاوض مقبولة فلسطينياً، ولو على مضض، إنَّنا نذهب إلى مفاوضات لا نثق كثيراً بجدواها، وكفَّة فشلها ما زالت تَرْجَح على كفَّة نجاحها؛ لكن ما الضَّيْر منها، ومن ذهابنا إليها، إذا ما استطعنا الإفادة منها في الإفراج عن بعضٍ من أسرانا؟!
إنَّ الاستذراع بهذا "الأمْر الإنساني"، وهو الإفراج عن بعضٍ من المعتقلين الفلسطينيين الذين طال أمد وجودهم في السجون الإسرائيلية، يمكن أنْ يأتي للمُسْتَذْرِع بشيء مِمَّا يشبه "التواطؤ الشعبي" معه.
"الصَّفْقَة"، التي توسَّط لاتمامها وعقدها وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري، جَعَلَت "المفاوِض الفلسطيني الذي يبتغي تحرير الأسرى من طريق استمراره في التفاوض" أسيراً لهذه المفاوضات، التي يفهمها نتنياهو على أنَّها تحرير للنشاط الاستيطاني من كثيرٍ من قيوده؛ فإسرائيل أعلنت وأكَّدت أنَّها لن تُفْرِج عن معتقلين فلسطينيين لديها إلاَّ على دفعات، وأنَّ "عدم انسحاب المفاوِض الفلسطيني من المفاوضات" هو شرطها للاستمرار في الإفراج عنهم.
ولو بَسَّطْنا الأمْر، وهو في واقعه أبْسَط مِمَّا يبدو عليه في "العبارة الدبلوماسية"، لقُلْنا إنَّ "الصَّفْقَة" هي أنْ يستمر النشاط الاستيطاني في مقابل الاستمرار في الإفراج عن بعضٍ من المعتقلين الفلسطينيين؛ وإلاَّ ما معنى أنْ تقول إسرائيل إنَّ استمرارها في الإفراج عن هؤلاء المعتقلين مشروط باستمرار الفلسطينيين في التفاوض، الذي في مناخه يستمر (ويتزايد) النشاط الاستيطاني؟!
ولقد أَتَت تجربة التفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهي الأطول والأكثر عبثية في تاريخ التفاوض السياسي، بما يقيم الدليل أنَّ التفاوض يأتي بمزيدٍ من الاستيطان، الذي، بتزايده، يأتي بمزيدٍ من التفاوض، الذي يُشْحَن، ويُعاد شحنه، بمزيدٍ من الاستخذاء الفلسطيني للتَعَنُّت الإسرائيلي.
"المعادلة القديمة" لـ "الحل النهائي"، وهي معادلة "أنْ تَحْصَل إسرائيل على السلام في مقابل حصول الفلسطينيين على الأرض، وعلى الحد الأدنى من حقوقهم القومية المعترف بها دولياً"، ما عادت تَحْكُم المفاوضات، أو تتحكَّم فيها؛ فإسرائيل تريد الآن الحصول على "سلامٍ" لا يشبه أبداً "السلام"، ويشبه "الراية البيضاء (يرفعها الفلسطينيون)" أكثر مِمَّا يشبه "الحمامة البيضاء". وفي هذا "السلام" يتضاءل كثيراً، وكثيراً جداً، وزن "الأرض"، ووزن "الحقوق (القومية للشعب الفلسطيني)". وأخشى ما أخشاه هو أنْ تتضح وتتبلور أكثر ملامح "المعادلة الجديدة"، والتي فيها تحصل إسرائيل على هذا السلام في مقابل حصول الفلسطينيين (في المقام الأوَّل) على أشياء من قبيل "الإفراج عن المعتقلين"، و"الإفراج عن أموال فلسطينية (وتلقِّي مساعدات مالية واقتصادية) توصُّلاً إلى انتظام السلطة الفلسطينية في دَفْع رواتب الموظفين".
العرب والفلسطينيون هُمْ الآن في حالٍ من الضعف التي تُغْري إسرائيل والولايات المتحدة بمفاوضات تفضي إلى "حلٍّ نهائي" لا تتقلَّص فيه "إسرائيل الكبرى" قليلاً، إلاَّ لِتَظْهَر إلى الوجود "إسرائيل العظمى"، التي يتأكَّد وجودها، ولا يُنْفى، بقيام "دولة فلسطينية"، لا أكثر من "الحجارة الإسرائيلية" في "بُنْيَتِها"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا ما بقي لإنقاذ مصر!
- كيف تُؤسَّس -النَّظريات-؟
- الجدل الذي تخيَّله ماركس بين عامِل ورب عمل!
- وما -الرَّوح- إلاَّ من أساطير الأوَّلين!
- النسور يَطْلُب مزيداً من الضرائب!
- النمري الذي يُسِيءُ فهم ماركس دائماً!
- لماذا الماركسي لا يمكن أنْ يكون -ملحداً-؟
- -الإسلام السياسي-.. -حقيقة- تَعرَّت من -الأوهام-!
- طريقكَ إلى الثراء في الأردن.. جريسات مثالاً!
- عندما أَغْمَض كيري عَيْنَيْه حتى يرى السيسي!
- بين -رئيسَيْن سجينَيْن- يدور الصراع ويحتدم!
- كيري يسعى لحلِّ المشكلات من طريق الاحتيال عليها!
- أُعْلِن استقالتي من -الصحافة الأردنية- كلها!
- فجر اليوم لفظت ثورة 25 يناير أنفاسها الأخيرة!
- مقالة قديمة عن ثورة يناير
- هكذا يُفْهَم الصراع في مصر الآن!
- السيسي أشعل فتيلها!
- -العرب اليوم-.. معانٍ كبيرة في شأنٍ صغير!
- كيري الذي تَفرَّع من -الملف السوري- إلى -الملف الفلسطيني-!
- نقابة الصحافيين الأردنيين -بيت أبي سفيان-.. مَنْ يَدْخُله فه ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -مفاوضات- في -لحظة تاريخية فريدة-!