أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منتصر الحكيم - الولايات المتحدة واوروبا والاخوان المسلمون: طقوس كاوبوي ام هي مؤامرة ؟















المزيد.....


الولايات المتحدة واوروبا والاخوان المسلمون: طقوس كاوبوي ام هي مؤامرة ؟


منتصر الحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 4186 - 2013 / 8 / 16 - 01:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان غريبا جدا ان تبادر الولايات المتحدة وتطلب من الرئيس التونسي السابق التنحي، الامر الذي الذي اعطى دفعة قوية للشارع التونسي لمواصلة الضغط حتى اسقاط الرئيس. بعد ذلك مباشرة اندلعت الثورة في مصر واتخذت الولايات المتحدة والغرب الموقف نفسه من الرئيس مبارك فارتفعت وتيرة الضغط الشعبي وسقط الرئيس. وانتشرت الثورات بفعل التاييد الأميركي سواء منه الخفي او المعلن.
الموقف الأميركي لم يكن غريبا فالولايات المتحدة بحكم تكوينها ودستورها تدعم الديمقراطية وتدعم حق الشعوب في تقرير مصيرها. لكن الغريب ان تقف الولايات المتحدة هذا الموقف المعلن الان مؤيدة وداعمة للاخوان المسلمين الذين ركبوا موجة الثورة واغتصبوا مكاسبها ووصلوا إلى السلطة بضغط التهديد بحرق مصر.
ما هو سبب الدعم الأميركي خصوصا والغربي عموما للاخوان وما هو سر الدعم الكبير لوصول الإسلام السياسي إلى السلطة في ابلاد العربية؟ وما هو سر التمويل من بعض الدول العربية الغنية للاسلام السياسي؟
عندما نراقب ما جرى في مصر والعالم خلال اليومين الماضيين ونتطلع إلى الاسابيع التي سبقت فض الاعتصامات نرى العجب. وهذا العجب يستدعي التفكير مليا والبحث الدقيق في تلك الاسباب التي تدعو الولايات المتحدة إلى التاييد الاعمى للاخوان؟ كيف لا ترى الولايات المتحدة العنف والارهاب الدموي الذي تقوم به جماعات الاخوان في الشارع المصري وخصوصا ضد المسيحيين وترى ممارسة السلطة الرسمية لحقها باستخدام القوة ضد جماعة مارقة بانه عنف ومجازر؟ اين كانت عيون الولايات المتحدة عندما استخدمت اسرائيل العنف وقصف الطائرات الحربية للفلسطينيين؟
معروف ان الولايات المتحدة في كل عام تصدر تقريرا عن الحريات الدينية في العالم وكل مرة تنتقد السلطات المصرية وتدعوها لحماية المسيحيين وحماية الكنائس. اليوم تتعرض عشرات الكنائس للحرق والتخريب والتدمير والولايات المتحدة لا ترى ولا تسمع. السياحة تعطلت والولايات المتحدة لا تسال ولا تهتم. كل هم الولايات المتحدة والغرب الان هو حماية جماعة اسلامية مارقة على الدولة وارجاعها إلى السلطة. لماذا لم تعمل الولايات المتحدة على اعادة نظام حسني مبارك الذي يقال انه كان يخدم المصالح الاميركية؟ لماذا لم تهتم بتهجير المسيحيين من العراق؟ لماذا لا تنتقد العنف والارهاب الذي يطال الشعب العراقي؟ لماذا لا تدافع عن الشعب البحريني مثلا؟
عند النظر في عمق المسالة نواجه سؤالا بسيطا لكنه مدويا: ما الفائدة التي تجنيها الولايات المتحدة والغرب من دعم وصول الاخوان إلى السلطة وخصوصا في مصر؟
معروف ان الولايات المتحدة امة تجارية بامتياز وذات سمعة في موضوع المفاوضات الناجحة. ولذا فانها تستخدم هذه المهارات في التجارة والمفاوضات في تحقيق مصالحها السياسية. والصفقة التي تمت على ما يبدو بين الولايات المتحدة والاخوان اشبه ما يتكون بصفقة تجارية ولكن بالمقايضة. الصفقة المؤامرة التي تقوم بها الولايات المتحدة والغرب تتلخص في تسهيل وصول الإسلام السياسي اي الاخوان وامتدادتهم إلى السلطة. ومصر هي الجائزة الكبرى. وعندما تسقط مصر بيد الاخوان يسهل وصول الاخوان إلى السلطة في البلدان الاخرى. هذا الدعم تقدمه الولايات المتحدة والغرب إلى الاخوان الان. والا فلماذا كل هذا الصراخ الأميركي والاوروبي ولنقل العواء الأميركي والغربي والتباكي على الديمقراطية والتباكي على حق الاخوان في الحكم حتى بعد ان لفظهم الشعب المصري.
دعونا نسال ما هو البديل الذي تقايض به جماعة الاخوان مقابل تمكينها من حكم مصر وغيرها من البلاد العربية؟ ما سيقدمه الاخوان والاسلاميون إلى أميركا هو كف يد الارهاب الاسلامي عن الساحة الاميركية والاوروبية. وجماعة الاخوان وهي الحاضنة الاساسية للارهاب الاسلامي يمكنها ان تلجم الارهاب وتمنعه عن الساحة الاميركية. وذلك بتمويل عربي يدعم حكمها كما اتضح في كيفية تعامل بعض الدول العربية الغنية مؤخرا.
المسالة باتت مكشوفة ولا تحتاج إلى كثير من الجهد العقلي لاكتشافها. وهذا الحماس الأميركي للاخوان لم نر مثله حماسا تجاه اي قضية اخرى في الشرق الاوسط. ما تحتاجه الولايات المتحدة في الشرق الاوسط انظمة مستبده ولو بقناع اسلامي لان هذا القناع سيعطي شرعية اكبر. وعندما يتمكن الاسلاميون من الحكم سينشغلون في توافه الامور من حجاب واختلاط وحيض نساء وحمل السنوات الاربع وزواج القاصرات وجهاد النكاح ويفتحون الباب لكل الجهاديين والارهابيين ليعاد تاهيلهم وتوطينهم. وان حدث اي صراع فانه يظل صراعا داخل المحيط العربي اي داخل الدول ولن يتسلل إلى اوروبا والغرب والولايات المتحدة على الاخص. فكما تمكن الاسلاميون من ضمان معاهدة كامب ديفيد ولجم المسلحين الفلسطينيين ومنعهم من مهاجمة اسرائيل سيتمكنون من ضبط الارهاب الاسلامي ومنه من التطاول على اسيادهم في الغرب وبذلك تنام الولايات المتحدة والغرب النوم الهنيء وتنشغل البلاد العربية بحالها في حروب اهلية وصراعات مذهبية وتسيل دماء المسلمين بايديهم. فماذا يهم الولايات المتحدة طالما بقي الارهاب بعيدا؟
قد يبدو هذا التحليل غريبا بعض الشيء. ولكني لا ارى اي تفسير اخر لحماس الولايات المتحدة والغرب تجاه الاسلام السياسي والاخوان المسلمين خصوصا. والا فكيف نفسر هذه السرعة في المواقف الاميركية والغربية عموما تجاه ما يجري في مصر؟ في السابق كان مجلس الامن يحتاج اسابيع لكي ينعقد في حال كانت المسالة تتعلق بالعدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. راينا دعوات لوقف المعونة الاميركية السنوية لمصر وراينا الغاء لمناورات مشتركة وراينا قرارات لتجميد اتفاقيات تجارية ووقف مساعدات وزيارات..... كل هذا من اجل عيون الإسلام والمسلمين؟ ام من اجل عيون فئة تعهدت والتزمت بان تكون عونا للولايات المتحدة وذراعها القوي في المنطقة من اجل لجم الارهاب الاسلامي وحصره في المنطقة العربية فقط تمهيدا لتدجينه او القضاء عليها ايهما انسب لمصلحة الولايات المتحدة.
عندما نرى تكالب المصالح الاميركية والاوروبية وبعض الدول العربية الغنية وتركيا من اجل الدفاع عن فئة كانت إلى فترة قريبة مصنفة ضمن المنظمات الارهابية فان وراء الاكمة ما وراءها. هذا التجييش الاعلامي من مؤسسات اعلامية معروفة بدعمها المسبق للاخوان يكشف سر هذا الدعم ويكشف ايضا عن حقيقة اسباب الدعم السياسي والمالي الذي يقدم للاخوان.
لقد سبق ونجحت سياسة المقايضة في منع الارهاب من تعكير صفو امن بعض البلدان او لنقل بعض الدويلات العربية دون ان يكون لهذا اي تاثير على مجمل الوضع العربي، ولا داعي للتفصيل. ولكن في الحالة المصرية الان ليس الهدف فقط لجم الارهاب ومنعه عن الوصول إلى الغرب بل ايضا له هدف ابعد وهو زيادة تخلف الامة العربية من خلال الحكم الاسلامي المتخلف وزيادة منسوب الجهل والامية وقهر المراة وتاخر التعليم والاعتماد الكلي على الاستيراد والتحول بالكامل إلى امة استهلاكية. وهذا ان حصل في مصر فانه سيمتد إلى بقية الدول العربية ولن تنجو منها حتى الدول العربية التي دعمت خطة تدمير مصر.



#منتصر_الحكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي مفارقة فقط ام لها اسباب


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منتصر الحكيم - الولايات المتحدة واوروبا والاخوان المسلمون: طقوس كاوبوي ام هي مؤامرة ؟