عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب
(Abderrahim Tourani)
الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 19:54
المحور:
حقوق الانسان
إسماعيل فاي. هذا هو اسمه، شاب سينغالي في العشرينيات من عمره، أخذ إجازة من عمله كخباز بالعاصمة السينغالية دكار وسافر إلى المغرب، يسبقه الشوق والإيمان لزيارة مقام ضريح سيدي أحمد التيجاني بمدينة فاس. مركز الزاوية التيجانية، ذات الامتدادات الإفريقة العميقة. لم يكن إسماعيل يعلم ، وهو يهاتف عائلته وأصدقاءه فرحا بوجوده تحت سماء المغرب الإفريقية، أنه سيموت غدرا بطعنة جاهل متخلف عنصري حقير يحمل بطاقة تعريف مغربية. مر إسماعيل بشباك التذاكر صباح هذا اليوم، احترم الطابور وحصل على تذكرة ذهاب في الحافلة المتوجهة إلى فاس. وجد مقعده المحجوز تجلس به امرأة شابة. أدلى بتذكرته المرقمة وطلب من الشابة في حياء ساطع أن تترك له المقعد. فوجئ إسماعيل يشاب يجلس جنب المعنية ينهال عليه بالسباب وبالشتائم ويعيره بأنذل الأوصاف، ساخرا من لون بشرته السوداء. طالبا منه العودة إلى بلاده. رد إسماعيل على الشتائم العنصرية الكريهة بشتيمة أقل منها، قال لأنتصر لكرامتي على الأقل. ولم يكن يدري أن الانتصار للكرامة ثمن غال يساوي فناء الروح. طعنه في القلب أنهت حياة الشاب السينغالي وأوقفت سفره في محطة القامرة بالرباط،وسلبت أحلامه ولخصت لنا عنوانا كبيرا: أن بين المغاربة عنصريين لا يختلفون عن العنصريين الأغبياء الجهلة القتلة.
منذ صباح اليوم يرقد إسماعيل فاي بمشرحة المدينة القديمة في الرباط. المشرحة لم تكن مقصده. منحوا جثته هناك رقما آخر لن ينازعه فيه أحد.
#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)
Abderrahim_Tourani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟