كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 13:28
المحور:
الادب والفن
قلت:-هذا ما أعتقد فيه... لكن تونس ليست وحدها من تحتاج مستقبلا لحكم النساء.
قالت:- و من أيضا؟! الجزائر التي تعتبرينها بلدك الأول أيضا‼-;-
- بل الأرض جميعها. يكفيها من حكم الرجال الذي ما خلّف لها و لنا غير الدمار و البؤس و الشقاء و ملأ قلوبنا بالقهر و البغضاء. و الله لو يصح الذي في رأسي فأقسم لك بأننا سننعم أخيرا بالمحبة و بالحياة و ستُكفّر حينها حواء عن ذنبها و تعود بآدم إلى الجنة!
- لا تحلفي! و اصلي فقط في كتاباتك الحالمة و أمانيك الناعمة هذه، و ستحكمين إن شاء الحب‼-;-
- أعرف أني أحلم، لذلك صرت أفكر جديا في الهجرة.
- تهاجرين و تتركين وظيفة كوظيفتك؟ هل سنلوم بعدك البطالين إذا هاجروا!
- الوضع أصبح خانقا لا يطاق و أخلاق التعامل بين الناس هنا (في العاصمة) تدنت بشكل مريع إضافة إلى أني صرت أخشى على دراسة الأولاد فمستوى التعليم قد لامس القاع.
- و هل ستقدرين على الغربة في هذا العمر؟
- سأحاول أن أتأقلم، ليس أمامي اختيار فحالة الاختناق التي تقبض الآن على أنفاسي، ستُنهيني عما قريب! لكن المشكلة أن زوجي و ابنتي يرفضان الموضوع من أساسه.
- معهما حق.
- مشكلة ابنتي أنها لا تريد أن تفهم أنه لن يكون لها مستقبل في ظل مستوى التعليم الحالي، فالشهائد التونسية صارت أضحوكة و ما عادت الدول المتقدمة تعترف بها.
- اتركيها... هي و بختها!
- و الله خائفة عليها فهي على عمرها الصغير تعاني من فائض في الوطنية لا يملكه أكبر المناضلين.
- آه... لو تدري كم ستطول معاناتها!
- أفهمتها الأمر بألف طريقة لكنها ثابتة على نفس المبدأ. تقول لي يجب أن نبقى في تونس، لن نتركها لوحدها! لن نتركها لهم... أعدائها و الخونة!
- يا للبراءة في أحلام الشباب!
(يتبع)
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟