بشير الحامدي
الحوار المتمدن-العدد: 4184 - 2013 / 8 / 14 - 18:22
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مصرـ عملية ترتيب الفوضى تطلبت جريمة بمثل الجريمة المقترفة ـ
اليوم الإخوان وغدا الأغلبية المستغلة والمفقرة
من كان ينتظرا غير القمع والتقتيل و سواقي الدم بعد استيلاء العسكر على السلطة في مصر فليسكت وليراجع نفسه و قناعاته وليحسم أمره ويقتنع أن المعركة هي معركة الأغلبية ضد النظام ككل ضد نظام رأس المال وكل ممثليه و أجهزته وبيروقراطياته معركة الأغلبية حول الحق في الحياة وليست لا معركة ايديولوجية ولا حول الهوية ولا حول الدين ولا حول الشرعية.
اليوم الإخوان وغدا العمال .
اليوم الإخوان وغدا المسحوقين
اليوم الإخوان وغدا الأغلبية المستغلة والمفقرة .
المعركة في الأصل معركة حول الحق في الوجود.
المعركة معركة الأغلبية وحقها في الوجود ضد كل أجهزة الطبقة السائدة .
من كان ينتظر غير هذا وخصوصا من اولئك الذين ساعدوا على أن يخرج العسكر من ثكناته لإيقاف تجذر السيرورة الثورية والإطاحة بحكم الإخوان عن طريق استقلال أغلبية الجماهير عنهم وعن كل قوى الثورة المضادة سياسيا وتنظيميا وخوض المعركة ضدهم من موقع طبقي على قاعدة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية وليس على قاعدة الصراع على السلطة السياسية فقط فليسكت وليراجع نفسه و قناعاته.
ليس العسكر فقط مجرمون.
العسكر ليسوا إلا منفذي جريمة.
المجرم في الأصل هو كل الطبقة البرجوازية العميلة الوكيلة المرتبطة بالقوى الاستعمارية وبالصهيونية والمخابرات التي لم تتوان في حسم الصراع بقوة السلاح.
عملية ترتيب الفوضى بالنسبة للعسكر لا تتحكم فيها لا الأخلاق ولا الانسانية .
ترتيب الفوضى يتطلب الحسم كما كل صراع لا يتقدم إلا بالحسم.
عملية ترتيب الفوضى تتطلب جريمة بمثل الجريمة المقترفة .
إنها الثورة المضادة.
من كان ينتظر غير التقتيل والجريمة من الثورة المضادة وقواها و أجهزتها فليراجع قناعاته وخصوصا من جهاز كجهاز العسكر.
بالقدر نفسه من الجريمة كان الإخوان سيرتبون فوضاهم لو كانوا هم مكان المنقلب عليهم.
كانوا أيضا سيحسمون أمرهم بالسلاح وبالجريمة وبالدم.
ليسوا أقل دموية ولا عمالة ولا ارتباطا من العسكر
الإخوان والعسكر وجها العملة الواحدة .
إنهم حراس النظام.
الفاجعة ليست عدد القتلى أو الطريقة التي وقع بها القتل.
الفاجعة هي أن يصير الصراع إلى هذه الهاوية.
الفاجعة أن تختزل البدائل في إما إخوان و إما عسكر.
الفاجعة هي أن تسقط الثورة وتعلو الثورة المضادة .
الفاجعة هي أن لا تتمكن الجماهير من خوص الصراع لحسابها الخاص أي أن تناضل لا على قاعدة برنامج للإخوان ولا على قاعدة برنامج العسكر.
الفاجعة هي أن لا تتمكن تلك الجماهير التي بعشرات الملايين وبعد 30 شهرا من الإطاحة برأس النظام من الاستقلال عن قوى النظام وخوض معركتها على قاعدة طبقية في نفس الوقت ضد العسكر وضد الإخوان .
هنا السؤال الأهم
أما جريمة ترتيب الفوضى فهي متواصلة في انتظار تغيير ميزان القوى لصالح الأغلبية.
ـــــــــــــــ
بشير الحامدي
14 ـ 08 ـ 2013
#بشير_الحامدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟