أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - فلسطين بين مفاوض فاشل ومقاومة غائبة














المزيد.....

فلسطين بين مفاوض فاشل ومقاومة غائبة


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 21:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


بموافقة الطرف الفلسطيني بالعودة الى المفاوضات بالمعايير التي وضعها كيري، والتي تخلى الطرف الفلسطيني بها عن شروطه السابقة، وفي ظل غياب موافقة اغلبية او اجماع فلسطيني على هذه العودة، اضحى الطرف الفلسطيني اكثر ضعفا وقابلا اكثر للانكسار من اي لحظة، حيث فقد ما تبقى له من اوراق قد تساعده باي جولة مستقبليه بعد انتهاء فترة الاشهر التسعة التي حددت لانجاز اتفاق بين الطرفين، فاطلاق سراح الاسرى القدامى لا يعد انجازا بالمعنى الوطني، لان تم التعامل مع الاسرى على قاعدة تقسيمهم وعدم طرح قضيتهم كرزمة واحدة أو اعتبارهم مناضلين من اجل الحرية، حيث جاء اطلاق سراحهم ضمن الشروط والمعايير الصهيونية، وان ما صدر عن ديوان نتنياهو بأنه اذا انسحب الجانب الفلسطيني من المحادثات فان عملية الافراج عن الاسرى ستتوقف، لتؤكد حالة الابتزاز التي يمارسها الجانب الصهيوني على الطرف المفاوض الفلسطيني والتي تنذر بعواقب وخيمة لمزيد من التنازلات.

فهل يجوز للمفاوض الفلسطيني مستقبلا ان يطرح على طاولة المفاوضات شرط ايقاف الاستيطان اذا تخلى عنه بهذه الجولة؟ وهل يجوز له المطالبة بدولة على حدود ال 67 ايضا؟ وهل يجوز له الحديث عن حق العودة اذا تخلى عنه منذ توقيعه على رسالة الاعتراف المتبادلة بين عرفات ورابين واتفاق اوسلو؟ وهل يجوز له مناقشة قضية القدس كعاصمة لدولته الهزيلة اذا وافق على ان تكون بعض جولات التفاوض بين بالقدس واريحا؟ اسئلة مشروعة.
من خلال هذه الجولات الجديدة من المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني، شرع الكيان الصهيوني بخطوات جديدة ممثلة بتوسيع حلقة الاستيطان، وادعى مسؤول الاعلام اوفير غنديلمان في ديوان رئيس وزراء الكيان الصهيوني "ان الفلسطينيين قد وافقوا خلال الجولات السابقة من المفاوضات على بقاء الكتل الاستيطانية الكبرى تحت السيادة "الاسرائيلية"، وعليه فانه لا مانع من مواصلة اعمال البناء في هذه الكتل وفي احياء من القدس".
لا مؤشر لنجاح المفاوضات واحتمالات الفشل واضحة كالشمس، فليس بالضرورة الانتظار 9 اشهر لنرى ما تسفر عنه المفاوضات، حيث الوقائع الجديدة التي تتمثل ببناء المزيد من الوحدات السكنية ومصادرة الاراضي والتضييق على حياة المواطن الفلسطيني قد تنذر خلال فترة السنوات القادمة الى هجرة جماعية فلسطينية بحثا عن مصادر رزق جديدة مما يسمح بتفريغ الارض من سكانها، حيث تثبت الايام ان قطعان المستوطنين يسرحون ويمرحون دون اي رادع اطلاقا، ويتصرفون بالارض كما يشاءؤن، حيث يشعر المواطن الفلسطيني كل يوم بانه غريب بارضه وليس له حق التصرف واذا فكر بالدفاع عن ممتلكاته فهو معرض للقمع من الطرف الفلسطيني قبل قمعه من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.

المبررات التي يطرحها الطرف الفلسطيني حول الضغوطات التي مورست عليه من قبل الحكومات العربية، للعودة الى المفاوضات متماشيا مع الموقف الامريكي، غير مقبولة اطلاقا، فالموقف الفلسطين هو طبيعته موقف متخاذل مهادن ومساوم، وبمجمله يشكل كفرا بعدالة قضيتنا وحقوقنا الوطنية والشرعية والتاريخية، فالحكومات العربية لم تحمي يوما الثورة الفلسطينية وانما طعنتها وعملت على تصفيتها سواء بالاردن، او لبنان، ولاحقت اجهزة المخابرات العربية الفدائيين والمناضلين الفلسطينين والعرب على مساحة الوطن العربي، وهي ليست سياسة وموقف جديد من الحكومات العربية بتأمرها على القضية الفلسطينية، وانما مواقف تابعة للموقف الامريكي تنتهز التراجع بالمواقف السياسية للقيادة الفلسطينية التي تاتي نتيجة الطبيعة الطبقية لهذه القيادة، ونتبجة للانتكاسات العسكرية التي صادفتها الثورة الفلسطينية بمعاركها ومواجهاتها مع الكيان الصهيوني.
فسياسة الاستجداء افقدت هذه القيادة احترام قطاعات واسعة من شعبنا، فمتى هذه القيادة ستتعض من تصرفاتها وتغير من مسلكياتها؟ فبدلا من ان تبحث القيادة الفلسطينية عن بدائل لتعزيز مقومات الصمود والتصدي والمواجهة والتحدي لكافة ممارسات الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه، نراها غارقة بمستنقع المفاوضات والتنازلات.

فالانجازات الفلسطينية والاعتراف الدولي بالحقوق الفلسطينية جاءت من البندقية المشرعة بوجه الاحتلال، كان ثمنها دماءا سالت على كامل التراب العربي من اجل فلسطين، وجرحى واسرى حرية خلف القضبان بسجون النازية الصهيونية وسجون الحكومات العربية الشقيقة، صرخات الامهات وهتافات الاطفال ضد الاحتلال، بمجملها شكلت رافعة اساسية بمسيرة النضال على طريق الحرية والاستقلال، لتقول لا للاحتلال نعم للمقاومة والبندقية، هكذا اكتسب شعبنا اعتراف العالم بحقوقه واحترامه لنضاله.

جادالله صفا – البرازيل
13/08/2013



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفاوضات والحقوق الفلسطينية الى اين؟
- دعوة الجبهة الشعبية لمظاهرات ضد المفاوضات خطوة بالاتجاه الصح ...
- هل البرازيل كانت على ابواب انتفاضة عارمة وشاملة؟
- دراسة نقدية لواقع الجالية الفلسطينية ومؤسساتها بالبرازيل
- امن الكيان الصهيوني تبريرا للعدوان والتوسع والاستيطان
- في ذكرى النكسة: الخفايا الصهيونية من موضوع الدولتين
- غياب المشروع القومي العربي امام المشروع الصهيوني
- قيادة منظمة التحرير أفقدتها شرعيتها ووحدانية تمثيلها
- بذكرى النكبة ضرورة البديل واستنهاض الجماهير؟
- المؤسسة العسكرية الصهيونية ستبني محطة اقمار صناعية بالبرازيل
- لماذا الدفاع عن سوريا مهمة وطنية عربية؟
- ربيع عربي ام مشروع صهيوني لتفتيت المنطقة العربية
- مطلوب موقف من قوى الرجعية العربية
- ربيع دعارة وليس ربيع عربي
- المنظمات الغير حكومية والتمويل الغربي واثرها على النضال الفل ...
- بذكرى اختطاف الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- هوغو شافيز: فنزويلا بلد الثوريين
- مؤسسات الجالية وغياب البديل الديمقراطي بالبرازيل
- ´اجتماعات القاهرة استنتاجات ودروس
- انتخابات اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، استحقاق ام هروب؟


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - فلسطين بين مفاوض فاشل ومقاومة غائبة