طارق حربي
الحوار المتمدن-العدد: 1197 - 2005 / 5 / 14 - 09:26
المحور:
كتابات ساخرة
كلمات
-93-
طارق حربي
قبل نحو شهر واحد فقط، وزعت في العراق المطحون طحنا، مادة الطحين الأسترالي مخلوطة ببرادة الحديد!!، وكان أن فزع المواطنون واشتكوا إلى الله قبل الجمعية الوطنية!، ثم اشتكى المواطنون اليوم توزيع برادة الحديد مخلوطة بالشاي عبر الحصة التموينية!!، وبدا أن لامفر من البرادة اللعينة، طالما أن الذي استوردها للعراقيين : إنسان عديم الضمير وميت النفس ويمشي على طوله بلاحساب!، وليس بعيدا أن تقوم وزارة التجارة قريبا، بمفاجأة/صدمة تشبه صدمة توزيع الحنطة المسمومة، منتصف سبعينات القرن الماضي، لأغراض سياسية معروفة، وذلك بتوزيع مادة برادة الحديد مخلوطة بحليب الأطفال لاسمح الله.
وإذا كانت الجهات المعنية بالاستيراد قد استلمت رشوة (غض النظر)، في العراق الذي يشكو من زيف الصفقات وكثرة الحرامية، فإن زملاءهم خبراء التغذية في الحكومة العراقية الجديدة، ارتاوا بعد دراسات مستفيضة، أن الشعب العراقي يعاني من نقص شديد في مادة الحديد، بعدما سلبته منه الدكتاتورية، فوجب التعويض!!، فقرروا أن الشاي الذي يشربه العراقيون(لاسيما السنكين!)، لايجب أن يخلو من برادة الحديد، فهو مفيد للعضلات والإسترخاء وراحة البال، ولاسيما شاي العصارى مع الكيك المخلوط ببرادة الخشب!!
في زمن الحصار المضحك المبكي، كان التجار يخلطون مادة الجص مع الطحين (وكانت الخبزه تهص جوه اللسان)، وفي أيام التموين العصيبة على العراقيين في أربعينات القرن الماضي، شاع بين الناس أن عددا من الخبازين الأوفياء لشعبهم، قام بإضافة نشارة الخشب إلى الطحين لزيادة وزنه!!، وغير ذلك من الفظائع كثير.
باختصار : إن الشعب الذي يجلس على ثاني إحتياطي نفط في العالم، لايأكل الحصرم حسب بل يضرس الجص وبرادة الحديد ونشارة الخشب، ولاندري مالذي ستفاجئنا به وزارة التجارة غدا، ربما سكرا مخلوطا بنشارة القصب، أو عدسا مخلوطا برمال شواطىء، لم يصل إليها المواطن العراقي بعد، في إبحاره الطويل الطويل نحو الحياة الحرة الكريمة.
http://www.summereon.net/
#طارق_حربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟