أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يحيى الحميداوي - النواخه أشرفهم !!!














المزيد.....

النواخه أشرفهم !!!


يحيى الحميداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 07:15
المحور: كتابات ساخرة
    


أطلق عليها المتشددون في محلتنا من كبار السن (بالنواخة ) حتى ضاع أسمها ولم نعرف عنها نحن الصغار الموبؤين بتقليد أهلنا حتى بالكره ,سوى أنها تبيع جسدها بثمن بخس لكل من هب ودب ,لم يكن إلا أبو محمد هو الرجل الوحيد الذي يناديها بكنيتها (أم ناصر) يلاطفها قائلا :مو كافي أشوكت أتعفين ؟,تبتسم بوجهها الأزرق الذي ملئته تجاعيد الزمن وتجيبه بدلع! (حجي وهاي الشباب منو ألها ),أنقذتنا حين المراهقة من جنون الرغبة , ونحن نطاردها في السوق والمحطة وشارع أربعين لا يخلصها منا سوى الرجل الخير أبو محمد ,ولكن للأمانة أم ناصر كانت باذخة بالعطاء لاتبخل حتى على كارهيها بالمنح ,منحت الوطن الكثير وكرهتها النساء والرجال كثيرا ,اتذكركيف وقفت أم ناصر عارية وهي تستقبل جسد ناصر مضرجا بدمائه في (نهر جاسم )شعرت حينها أنها أم ككل النساء تشعر بما تشعر به أمي وخالتي وحسيبه جيرانه عندما يغيب احد أبنائها أو يتأخر,حينها أحببت أم ناصر وتغيرت صورتها التي رسمها الآخرين بفرشاة الفضيلة الكسيحة التي يرسمون بها صورا لرجال أو نساء يفعلون كل موبقات الدنيا بخفاء ومكر ويظهرون كأنهم أنبياء حين العلن .أم ناصر تجوب الشوارع في مدينة تغازل الغراف حين اللقاء ويمنحها الدمع حين الفقد أعطت كل ما تملك منحت جسدها للعابرين وما توالد منه فبعد إن ذهب ناصر هدية لمعارك خاضها مجنون ,وقف ياسر ابنها الأصغر بوجه المجنون حين الانتفاضة الشعبانية وراح ضحية الجنون حين كان المجاهدين الفلتة يرقدون في أحضان المواخير في لندن والعواصم الأخرى يستجدون الأموال لنزقهم وطيشهم ,ورغم ذلك مازالت المدينة تبخل على أم ناصر ومازالت تنعتها بالنواخه ,استمرت بالفقد هذه الشريفة حتى التخمة لتعطي ثالثهم لأيدي النظام يسرقوا منه روحه التي انفلقت من روح أم ناصر ولكنها شامخة تهب ولا تسأل الآخرين العطاء حتى الصدقات بخل بها المزيفون بالنضال عن هذه المرأة التي هي أشرفهم وأطهرهم فلم تخرج غير برداء اسود يغطي خشبات الرحيل ووجه باسم وكأنها تقول : ماقصرت وياكم ولكن أنتم من قصر ورغم كرهكم غسلني الغراف وخضبني الطين , رحلت أم ناصر ولكن مازالت رائحتها عالقة بأبناء ناصر اللذين يعانون اللعنة ويملؤن بطونهم من قيح المتندرين والسراق فمازالوا جياع رغم ما وهب ناصر وما زالوا عراة رغم ما أعطاه ياسر وما زالوا مشردين برغم السياط التي ألهب ظهر ثالثهم ليختفي في مقابر الخيبة ومازلوا بلا شرف برغم رحيل أم ناصر ,ليصعد الأشراف إلى منصة الشرف ويبقى أمثال أم ناصر المناضلة في الحضيض , لو كان بيدي لمنحتك الكوتا إلى الجنة يا أشرفهم !!!


يحيى الحميداوي
بغداد



#يحيى_الحميداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوف هم اجى العيد !
- سوالف رمضانية (أحلام أنتخابية )
- أعذرني أبو محمد
- صالح بين طالحة وطالح
- حكايات شارعنا (أم الزين )
- من أمي (عليها السلام ) إلى النائبة حنان الدوري !!!!
- هنيالج يمه
- أكره أبو جواد وأحبّ العراق
- صلاة لوطن النخيل
- وعود انتخابية (صحيح ما اشوفك بعد )
- قصائد للبيع يعرضها كريم السراي قراءة في مجموعة الشاعر السراي ...
- رازونه للضياء
- حكايات الخبز والضوء
- الذاكرة العارية
- صلاةُ القُبْل
- مواسم الخطيئة والوجع / قراءة في المجموعة القصصية( مواسم الخر ...
- طراكات وجلاليق
- ابتسامة الموت الأخيرة
- صدى أغنية للأرض
- رصيف ووطن


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يحيى الحميداوي - النواخه أشرفهم !!!