أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدرالدين حسن علي - علاء الأسواني بين الأدب والسياسة - الحلقة الخامسة















المزيد.....

علاء الأسواني بين الأدب والسياسة - الحلقة الخامسة


بدرالدين حسن علي

الحوار المتمدن-العدد: 4183 - 2013 / 8 / 13 - 07:15
المحور: الادب والفن
    


اثنا عشر عاما مرت بين إصدار علاء الأسواني روايته الأولى ( أوراق عصام عبد العاطي ) وبين الدوي بعيد المدى الذي أحدثته روايته المعروفة ) عمارة يعقوبيان ) 2002 ، وما لاقته من انتشار غير مسبوق لعدد مرات النشر في الرواية العربية ، فضلا عن احتفال الناشرين لها في الطبعة الإنجليزية بالوصول إلى النسخة المليون في العام الماضي .
قدم علاء الأسواني خلال سبعة عشر عاما ثلاث روايات وثلاث مجموعات قصصية ؛ أصدر روايته الأولى عام 1990 ومرت اثنتا عشرة سنة قبل ظهور (عمارة يعقوبيان )، لتمر خمس سنوات أخرى حتى ظهرت رواية ( شيكاجو ) عام 2007 ، و قدم في القصة القصيرة ( الذي اقترب ورأى ) 1990 و ( جمعية منتظري الزعيم ) 1998 و " نيران صديقة " 2004 .
نجحت روايات الأسواني بدءا من روايته الثانية ، ونال العديد من الجوائز التي كانت أجنبية في أغلبها ، فقد حصل في عام 2005 على جائزتي باشرحيل للرواية العربية و كفافي للنبوغ الأدبي من الحكومة اليونانية . وعلى الجائزة الكبرى للرواية من مهرجان تولون بفرنسا عام 2006 ،وفي عام 2007 نال جائزة الثقافة من مؤسسة البحر المتوسط في نابولي ، ثم جائزة جرينزاني كافور للرواية ( أكبر جائزة إيطالية للأدب المترجم (.
وبعد عام حصل من النمسا على جائزة برونو كرايسكي ، ثم جائزة -"فريدريش روكيرت-" من ألمانيا ( أول أديب يحصل عليها ، حيث نظمت للمرة الأولى (.
وفي العام 2010 منح جائزة الإنجاز من جامعة إلينوي في شيكاجو التي درس فيها الماجستير
يقول محمد أبو السعود وهو باحث وناقد أدبي من مصر :

"لعل النجاح الكبير لرواية عمارة يعقوبيان على المستويين النقدي والشعبي قد فتح الباب واسعا لروايات أخرى لتحقق النجاح ، بمعنى أنها ساهمت في انتشار الفن الروائي العربي بشكل عام ، ومن جانب آخر كان نجاح أية رواية تالية لعلاء الأسواني متوقعا ومنتظرا ومنطقيا ؛ لأسباب ثلاثة :
الثقة والشهرة التي حققتها عمارة يعقوبيان- و التي اكتسبت جمهورا إضافيا عبر وسائل نشر أخرى غير الكتاب مثل السينما والتليفزيون – بالإضافة إلى أصالة الصنعة الروائية لعلاء الأسواني ، وأخيرا الموقف الاجتماعي للكاتب الذي سطع قبل ثلاث سنوات عضوا بارزا في الحركة المصرية من أجل التغيير ؛ وهو الموقف الذي توّجهُ بخروجه في ميدان التحرير ضمن جموع الثائرين المصريين في ثورة يناير 2011 .
موقف يتسق مع الواقعية النقدية التي فاضت بها روايته عمارة يعقوبيان ، كما يتعاطى مع الأحلام التي حملها ناجي عبد الصمد بطل " شيكاجو " الذي كتب خطاب مطالبة الرئيس المصري السابق بالتنحي ، وإن لم تشأ الرواية أن يُتلى الخطاب على الرئيس على أرض شيكاجو ، فشاء الواقع أن يتلوه الشعب ويستجيب الرئيس على أرض مصر .
بعد أن تصدرت ( عمارة يعقوبيان ) قائمة الروايات الأكثر توزيعا ، تركت موقعها لرواية " شيكاجو " التي صدرت في عام 2007 لتطبع في عامها الأول فقط إحدى عشرة طبعة ، وهو نجاح وجدت فيه شيكاجو الطريق ممهدة نحو القراء والنقاد معا .

يواصل أبو السعود قائلا
تتخذ الرواية من قسم ( الهيستولوجي ) في كلية الطب جامعة إلينوي بشيكاجو فضاء سرديا لها ؛ ومن مدينة شيكاجو فضاء للأحداث العامة . ومن قسم الهيستولوجي أطلق السرد الشخصيات الرئيسة العشرة ستة أساتذة وأربعة باحثين :
أربعة من الأساتذة أمريكان هم ( بيل فريدمان ) رئيس القسم و(جون جراهام) و(جورج مايكل) و( دنيس بيكر) أكبرهم سنا وأكثرهم إنجازا ، واثنان أمريكيان من أصل مصري هما : رأفت ثابت ومحمد صلاح ... الأول بدا متبرئا من مصريته معتزا بجواز سفره الأمريكي ، والآخر ظل يحمل مصر في قلبه وشوق إليها يعصره مكرسا عجزه عن التواصل مع مصر أو الانصراف عنها .
ثم أظهر تقديم شخصيات الباحثين الأربعة المصريين كثيرا من الاتجاه السياسي والواقع الاجتماعي الذي رسم وجه مصر خلال السنوات الأخيرة ، وذلك عبر استعراض ظروف الشخصيات التي تنوعت بين المعارضة المعلنة للنظام ( ناجي عبد الصمد ) أو الموالاة له لدرجة العمالة ( أحمد دنانة ) أو السلبية وتجنب السياسة ( طارق حسيب وشيماء محمدي ) و إن بدا من خلالهما واقع القيم الخلقية والاجتماعية شديد الاهتزاز في مصر ؛ما جعل شيماء تنهي الرواية بالحمل سفاحا ، وقد بدأت الظهور في أولها متدينة لدرجة التزمت ، محافظة لدرجة التطرف..
جاءت شيماء من طنطا إلى شيكاجو هكذامرة واحدة ، دون استعداد أو تمهيد ، كمن قفز في البحر بملابسه الكاملة وهو لا يعرف السباحة .. وكل من رآها تجوب أروقة كلية الطب في جامعة إلينوي بثوبها الشرعي الفضفاض والخمار الذي يغطي صدرها ، وحذائها الواطئ وخطوتها الواسعة المستقيمة ، ووجهها الريفي الخالي من المساحيق الذي يتضرج بالحمرة لأهون سبب ، ولغتها الإنجليزية الثقيلة المتعثرة التي كثيرا ما تجعل التفاهم بالإشارة أسهل من الكلام .. لابد أنه تساءل : ما الذي أتى بهذه الفتاة الريفية إلى أمريكا ؟

في اتجاه الصدام أو الحوار الحضاري تأرجحت أحداث الرواية ، إلا أنها ناقشت في خيط يكاد ينتظم كل شخوصها فكرة الانتماء والعلاقة بالوطن من ناحية ، وبالفكرة والايدولوجيا من ناحية أخرى ، وهو الأمر الذي يصبح معه ناجي عبد الصمد محورا رئيسا في الرواية ، عندما عبر عن خط الحرية والتعبير عن فكرة الحرية للوطن وهو من حرمه النظام من التعيين بالجامعة لنشاطه السياسي ، في حين حافظت شيماء محمدي على الشكل النمطي لطائفة تدير ظهرها للسياسة ، وتبدو هشاشة القيم التي رضعتها في إطار ثقافتها المحلية المحدودة ما جعلها تسير في اتجاه التخلي المنتظم عن طائفة من هذه القيم بمشاركة طارق حسيب .
كما أن السرد قد دفع بشخصيات جديدة لتعزف كل منها مقطوعة فكرية تتضافر مع خيوط أزمة الانتماء والهجرة وعلاقة الحضارات السابقة ؛ فظهر( كرم دوس ) الجراح القبطي الذي هجر مصر يدفعه التمييز الطائفي في وطنه ليلوح بقضية أقباط المهجر ، كما ظهر (صفوت شاكر) ليؤكد السرد به القبضة المحكمة لرجال أمن الدولة على المواطنين داخل الوطن وخارجه .
و كان ظهور الرئيس المصري السابق قرب نهاية الرواية ليدفع السرد بكل شخوصه في مواجهة لحظة فارقة في علاقة كل منهم بالوطن من خلال موقفهم تجاه رئيس الدولة الذي ينبغي عليه الرحيل وفق ( ناجي عبد الصمد ومحمد صلاح وكرم دوس ) ، والذي لا يوجد له بديل وفق ( أحمد دنانة وصفوت شاكر ) وفريق لم يجد فارقا يستحق الاهتمام بين أن يستمر أو أن يرحل مثله ( شيماء محمدي وطارق حسيب (.

تقع رواية ( شيكاجو ) في 453 صفحة ، و قسمت إلى أربعين فصلا ؛ تبادل فيها راويان تناول الأحداث ، وتوجيه دفة السرد .
النوع الأول للراوي هو الراوي العليم : وهو الذي ينتج السرد مستخدما ضمير الغائب ، يمهد للأحداث، ويصف المكان ويحدد الزمان ، يقدم الشخصية في ظاهرها وباطنها ، لا يكتفي بالحدث ووصفه ، بل يحلله وينفذ بالسرد إلى جوانيات الشخصية ؛ فيحلل الباطن بعدما أحاط بالظاهر .
وعلى الرغم من هذه السيطرة للراوي العليم على السرد ومجرياته ، إلا أنه لا يشارك في أحداث السرد ، ويقف خارج الكون السردي ، ولهذا يطلق عليه أيضا " الراوي الخارجي " .
النوع الآخر من الراوي هو الراوي المشارك : وهو جزء من السرد ، يشارك في الأحداث وينتج بعضها ، يقدم السرد مستخدما ضمير المتكلم ؛ يعبر عن مشاعره بنفسه ، ويستخدم المونولوج في الإفصاح عما بداخله .
ويبدو الفارق بينهما في أن الراوي العليم رغم هيمنته على السرد ، وجمعه للحوادث المتزامنة ، لا ينتمي للحكاية ، بيد أن الراوي المشارك أو الراوي الشخصية يقع داخل حدود السرد ... يشارك في الأحداث ويتولى فعل السرد .
النوعان معا شاركا في سرد ( شيكاجو ) ؛ فقد ظهر الراوي العليم في الفصول الأربعين ومعه ظهر الراوي المشارك في عشرة فصول ؛ هي على التوالي : الرابع والسادس والتاسع والثاني عشر والسادس عشر والثامن عشر والثاني والعشرين والتاسع والعشرين والثالث والثلاثين وأخيرا السابع والثلاثين .

ومع توقع علاء الأسواني نجاحا لرواية شيكاجو تنال فيه ما نالته روايته السابقة من توزيع وترجمة ، فقد أراد أن يجد الناس من مريدي أدبه في اللغات الأخرى سردا يخاطبهم ويتفاعل معهم ، وهو ما أدى إلى وجود هذا الصخب والزحام من فئات المروي عليه وقفوا متنافرين تحت شباك الراوي يتابعون في نهم ما يبثه من سرد شائق .



#بدرالدين_حسن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاء الأسواني بين الأدب والسياسة الحلقة الثانية
- المسرح السياسي
- علاء الأسواني بين الأدب والسياسة الحلقة الرابعة
- علاء الأسواني بين الأدب والسياسة-الحلقة الثالثة
- علاء الأسواني بين الأدب والسياسة الحلقة الأولى
- علاء الأسواني بين الأدب والسياسة


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدرالدين حسن علي - علاء الأسواني بين الأدب والسياسة - الحلقة الخامسة