علي عبد الرحيم صالح
الحوار المتمدن-العدد: 4182 - 2013 / 8 / 12 - 21:02
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الشخصية العراقية بين ثنائية المدح والذم
عجيبة هي الشخصية العراقية بكل مدركاتها ومعاييرها ومعتقداتها ، والأغرب أنك تجد أن الذم شيء محبب لديها !!!! فعندما تقول لشخص (والله أنته ذيب أمعط) فأنه سوف يشعر بالفخر في حين أن سمات الذئب هي الغدر والخيانة والعدوان ، أو تقول له (كلاوجي ما ينكدرلك) فتجده مبتسما وفرحا حاله حال الشخص في أول يوم عرسه في حين أن الكلاوجي عند العراقيين تعني الغش والخداع والالتفاف على الحق ، والأغرب من ذلك أن العراقي ينبذ الكلمات التي تدل على أصالة النفس وعزتها وكرمها !! فعندما تقول لأحد (يمعود والله أنته طيب ) أو (أنته فقير) يحس الشخص بأنه أنسان مغفل ويمكن أن يستغل من الآخرين بدلا من أن يشعر هذا الشخص أن هذه الطيبة نابعه من كرم شخصيته وطيبتها وثروة أخلاقها .
ومن المواقف التي فاجأتني في الكثير من الدوائر عندما تجد موظف يعمل بجد ونشاط وأخلاص يقولون عليه ( عوفه هذا مصدك) يعني شنو مصدك !!!! اي أنه يعتقد ان الاخلاص في العمل واجب وطني وأخلاقي !!!!
لذا نعيش اليوم في وسط تناقضات عديدة ، وتشوهات معرفية لم تسعفها في أنقاذ نفسها مما هي فيه بل أغرقتها بالكثير من المشكلات وتدني المكانة وكثرة الفساد ، ومع كل ذلك فإنني افضل أن أبقى مصدقا كما يطلق البعض كي لا أغرق في مستنقع الوهم والفساد والانحدار الاخلاقي
#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟