أحمد زحام
الحوار المتمدن-العدد: 4182 - 2013 / 8 / 12 - 17:07
المحور:
الادب والفن
حافة الميدان
أحمد زحام
لسبب خارج عن إرادته لم يبق معها إلا قليلا ، وجد نفسه على حافة الميدان ، بينما بقيت هي تقاوم الخروج ، في لحطة غابت عن ناظريه .
أحس بوحشة قاربت على البكاء ، في الهواء ترتفع الأذرع ، تلوح بالأعلام ، كان مازال محتفظا بمعالمها وقسماتها في ذاكرته ، اشرأب بعنقه ، رآها تلوح بذراعيها ، حاول المضي نحوها شاقا الأجسام المتلاصقة ، داخله أمل في العودة إليها ، لم تقصر المسافة بينها وبينه ، رغم محاولاته المتكررة في شق الصفوف ، ناداها أن تقترب منه ، فلم تقترب ، ترنح من شدة التدافع ، غسل العرق وجهه ، فتساقطت قطراته ماءا مالحا داخل فمه المفتوح بالهتاف ، لم يكترث لعوامل التدافع المستمرة له .
كان صباحا جميلا طوق قلبه بالدفء وصوت هتافهما يصل الآذان ، تطلع إلى السماء وطلب من الله أن لا تغيب عنه في هذا الميدان .
أقبل الليل ، أخذ الميدان يتآكل من المتظاهرين لكنه لم يكف عن محاولة شق الصفوف المتبقية للوصول إليها والنداء عليها رغم أنها لم تتضح له في ظلمة الميدان .
#أحمد_زحام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟