أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أماني فؤاد - البوابة الذهبية للأنوثة..














المزيد.....

البوابة الذهبية للأنوثة..


أماني فؤاد

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 23:20
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



منذ أن قرأت عما أقدمت عليه الفنانة العالمية "أنجيلينا جولي" بالتخلص من ثدييها جراحيا؛ مخافة إصابتها شبه المؤكدة بسرطان الثدي ، وهي رمز اللأنوثة والجاذبية والإغراء وأنا أتعجب.. !! ما الجرأة التي تلبستها لتُقدم علي هذه الخطوة المدمرة لنفسية أية أنثي..؟ ..أغيب في شواغلي.. ويرد الأمر لذهني مرة أخري.. فأجدني أقول : قرار غير هين.. لا يصدر إلا عن امرأة قوية!!

منذ أكثر من ثلاثين عاما رأيت في يد " أمي" إحدي المجلات المفتوحة علي مقال بعنوان "المرأة والجانب المظلم من القمر"، ورأيت دمعات كما اللؤلؤ تترقرق في عينيها، وسألتها لماذا تبكين.. وعن أي موضوع هذا المقال؟ قالت بصوت يملؤه الشجن: "عن المرأة التي تفقد ثدييها إثر إصابته بالمرض الذي لن أسميه لصبيتي الجميلة .."، كانت أمي الحبيبة لم تزل في فترة نقاهتها من نفس هذه الجراحة ، وألححت ثانية: "ولماذا تقف المرأة علي الجانب المظلم من القمر مادامت لم تزل تعيش؟" لم تكن الصبية الصغيرة بعد قد أدركت مشاعر المرأة التي تشعر بالقمر وقد أظلم.. بعد أن فقدت بوابتها الذهبية لأنوثتها ومظهرها ، أسرعت أمي المحبة للحياة تقول: "ليست كل أنثي تفقد ثديها تشعر بانهيار العالم من حولها ..وحكت لي عن أبي الذي غاب وقت مغادرتها المستشفي لساعات دون أن تعلم مكانه، وعند عودته وجدته يحمل صندوقأ ويقول لها:" تعالي.. لنجرب هذا البديل..، فلقد رأيتُ أن لا عودة إلي حياتك وأهلك وأولادك إلا وأنتِ في أبهي صورك، لم يتغير في مظهرك أي شىء" .

تحكي لي أنه قال لها:" ستظلين حبيبتي الجميلة التي طالما سعدتُ بالنظر إليها".

ظلت والدتي إلي أن غادرتنا منذ شهور تردد هذه الواقعة، تقول أن مساندة أبي وحبه وتفهمه هو ما ساعدها علي تجاوز هذه الأزمة العنيفة بحياة أية امرأة، كما أن رغبتها في الحياة من أجلنا جعلتها تقهر المرض اللعين لسنوات طويلة.

تظل الحياة أوالموت ثنائية حتمية.. وقفت أمامها "أنجيلينا جولي" لتعلن انتصارها للحياة ، للعلم المتطور الذي يتيح للإنسان الحياة دون ألم وخوف ، اختيارها للعقلانية في دول تثمن العلم ومنجزاته ، مجتمعات فارقت مخلفات العصور الظلامية، يستطيعون عن طريق العلم لا الخرافة التنبؤ بما سيحدث بالمستقبل، فيواجهون مشكلاته.. فلقد قرأت أن الممثلة أجرت عملية زرع أنسجة بديلة للثديين في نفس العملية الجراحية التي اجرت فيها عملية البتر.



من شأن التطور العلمي والتفكير العقلاني الإيجابي أن يجعل القمر وضاءا بوجهيه.. ولو نسبيا، من شان الحب والرعاية والتفهم من الرجل والمجتمع أن يخفف المعاناة عن كل امرأة تصاب بهذا المرض، تذكر الإحصاءات أن من بين كل خمسين امرأة في العالم هناك أنثي مصابة بسرطان الثدي.

تمنيت كثيرا وأنا أتأمل حالة أنجيلينا أن يصل مجتمعنا لهذا الوعي العقلاني والموضوعي، وهذا التقدم العلمي الذي لن نصل إليه إلا إن فارقنا ثقافة الجلد من موروثات، ونحَّينا اختلافات عقائدية ومذهبية لا طائل من ورائها، مارسنا الحرية والتطور، وبنينا طوابق متراكمة من العلم والحضارة والوعي بالنفس الإنسانية، إلا إذا أدركنا أن الحب والسعادة والتطور والعقلانية والعلم هم أكثر القيم التي تنشدها الأديان للإنسان في فلسفتها العميقة.



#أماني_فؤاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفاهيم الخاصة بالمرأة فى وسائط الإعلام
- المرأة ثورة لم تنجز فى أدب -نجيب محفوظ-
- العيد.. ودموع في المآقي
- فلتكن رؤية بحجم اللحظة الثورية التي نعيشها
- رسائل إلى الفريق السيسي


المزيد.....




- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أماني فؤاد - البوابة الذهبية للأنوثة..