هبة عصام الدين
الحوار المتمدن-العدد: 1196 - 2005 / 5 / 13 - 10:27
المحور:
الادب والفن
لأنَّ رؤاكَ غاباتٌ ضَبابيهْ
تركتُ جدائِلَ الصَّـفصافِ
تَسْكُنُني
تُسافِرُ في ارتعاش النبضِ
تَسْبِرُ غَوْرَ أفكاري
وتُوقِظُ في خبايا النفسِ
شيطاناً رمادياً
كلونِ ترددي المنثورِ
بين النورِ والنارِ
تُعانِقُ لَحنيَ الغافي
فَتُقْلِقُني
وتبحثُ في حنايا الصمتِ
عن صوتٍ يؤرقني
وتَنفخُ مِن صَداهُ الروحَ
في شريانِ قيثاري
تحذرني:
"فصولُ الحبِّ إن رَحَلَتْ
سيُصْلَبُ ظِلُّها المأسورُ
بين العقلِ والنَّزَقِ
ويَنْضُبُ عَذْبُها الجاري
بِذي الأرضِ التي مُدَّتْ
وأَلقَتْ سرَّها المخبوءَ
يوم قيامةِ العشقِ"
تراودني:
"شَذَى الأيامِ حولَ صِباكِ
أنهارٌ مقدسةٌ
يُعَمِّـدُ ماؤها العلوي مَن يدنو
ويسبحُ في معانيها"
تُسائلني:
"أما للعابثِ الغجريِّ بين هواكِ
أَن يَصْبو
ويسكنَ موجةً فيها..؟!"
أيا خوفي..
غريقُ الحبِّ لا يَسْـلَمْ
أطيفٌ ذاك أم سِحْرٌ
يُحاوِرُ جُرحيَ الأبكمْ ؟!
ويستسقيهِ أهواءً ملونةً
تُراقِصُ رعشةَ الخفقاتِ
تُزْهِرُ في أمانيها
عجيبٌ أنت يا هذا ...
بلا جسدٍ.. تُعانِقُني
بلا قدمينِ تَخطو في دروبِ القلبِ
تَبحثُ فيَّ عن ذاتي
عجيبٌ كاجتياحِ النارِ أمواجاً جليديهْ
كسربِ نوارسٍ بيضاء
تُشْرِقُ في مَدَى أُفُقي
وتَكشِفُ عن جناحاتي
عجيبٌ شدوك السريُّ في لُغَتي
وطيفكَ بين مرآتي
فمَن أنت؟!..
أراكَ وذلك المَشْدوهُ في بَوْحي
يُغالبني
وينثرُ في رُبىَ نجواكَ
أصداءً مُلَعْـثَمَةً
وأسئلةً بلا مأوَى
وأبخرةً مِن الأشعارِ
لاحَتْ في نِداءاتي
كأني إذ أُسائِلُ عنكَ..
أَرْشِِقُ في دُمَى صوتي
تَعاويذاً مُعَتَّـقةً
تُبعثرُ تمتماتِ الخوفِ
مِن أعماقِ آهاتي
وتُسْقِطُهَا على شَفتيَّ
أضغاثاً بلا معنى
فهل تَسمح...
غراماً كنتَ أو وهماً
سَأستبقيكَ في جفنيَّ
أمنيةً تُمَزِقُني
وأعشقُ فيكَ أحلاماً مُؤَجَّلَةً
وأُبْحِرُ في حَماقاتي
لعلِّي أَقْتَفي وَجَعي ..
وأُدْرِكُ سِرَّهُ المُبْهَمْ ... !
شعر: هبة عصام الدين
#هبة_عصام_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟