أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد حسن عامر - حينما لا نقرأ الماضي ..















المزيد.....

حينما لا نقرأ الماضي ..


محمد حسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 20:19
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حينما لا نقرأ الماضي..
بقلم – محمد حسن عامر:
أكتب هذا المقال، الذي قد يكون مطولا بعض الشئ، وانا بالفعل انقد فيه اداء جماعة الاخوان، وليس جماعة الاخوان، خلال عام لحكمهم، لكن هذا ليس المغزي الحقيقي، انما اريد ان كل من يقرأ سطوري يدرك مجموعة من الاخطاء وقعت فيها الجماعة هي بمثابة دروس يجب ان يتعلمها اي تيار او حزب يصل الي سدة الحكم في مصر، وقبله جماعة الاخوان ذاتها. هو موجه لكل تيار سياسي عليه ان يدرك أن الثورة او الرفض ضد الاخوان لم يكن لكونهم اخوان وانما لأنهم اخطأوا وبالتالي فان ما طال الاخوان من الممكن ان يطوله.
ساقني القدر أنا ومجموعة من أصدقائي، خريجي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، للقاء في مكتب ارشاد جماعة الاخوان المسلمين بالمقطم، مع حسام فرغلي، مسئول القسم السياسي بمكتب الارشاد حسبما عرف نفسه لنا، وبغض النظر عن أسباب اللقاء كان واحدا من الامور التي تناقشنا فيها أنه اذا ما أراد الاخوان كسب ثقة المواطنين، والتقدم بمشروع بمشروع جامع لتيار وطني اسلامي أن ينظروا الي تجارب دول أخري عايشت ثورات شعبية وتشابهت ظروفها مع مصر. وأقترح أحد اصدقائي علي "فرغلي"، الذي أنصت وسمع كل ما قلناه رغم احراجنا له كثيرا،لكنه سمع صفته التعالي، هو يسمع كانه يقول "نحن نعرف كل شئ"، نشوة السلطة يبدو انها أسدلت ستائرها امام عينيه، اقترح صديقي ضرورة ان تنظر جماعة الاخوان الي تجارب دول شرق أوروبا لتتعلم منها الدروس وتستقي منها العبر وتستخلص منها النتائج. وهي الدول التي تتشابه تجاربها بمعنا في كثير من الظروف والنتائج، وان كان للتجربة المصرية خصوصيتها، فرغلي ينصت ويعبر بايماءات الرأس أمام صديقي الذي من حماسه بما يقول شعرت ان قلبه حل في لسانه ليقنع فرغلي بهذه التجارب والتعلم منها. وقتها تولد لدي يقين أن جماعة الاخوان تسمع فقط من اجل الاستماع لكنها تعمل بمنطق "يسمع شئ ويفعل شئ اخر"، وقلت لصديقي "لدي احساس أنه لن يعمل بأيا مما قلناه"، قالي لي "أنا بصراحة اعلم انه لن يهتم مطلقا بايا مما قلناه للأسف".
مرت أسابيع بعد هذا اللقاء وأمام التعثر الواضح للجماعة في الحكم ورئيسها المعزول الدكتور "محمد مرسي"، وتزايد المعارضة التي تواجهها ومفاصل دولة لا تعمل والاوضاع تزداد سوءا، تذكرت نصيحة صديقي فيما يتعلق بتجربة دول شرق ووسط أوروبا، وقررت أن أقدم ما تجاهلته جماعة الاخوان من خلال عملي الصحفي، لأقدم دليل ارشادي للمواطن الذي كان يسأل نفسه حائرا هل تستمر الجماعة أم لا؟ ولأقول لجماعة الاخوان أن هذا مصيركم الذي ينتظركم ان لم تسعفوا انفسكم وانتم في أول الطريق.ولعل من قرا هذا الموضوع ودقق فيه ما كان ليتفاجئ بثورة 30 يونيو بكل نتائجها، وان كانت الطبعة المصرية لها غلافها المختلف.كانت خمسة دروس واضحة في خمسة دول خلال فترة تزيد او تنقص عن 5 سنوات، ازاحت نظم جاءت تعبيرا عن الديمقراطية لتعود مكانها النظم القديمة سواء بشكلها كما كانت أو بصيغة جديدة مختلفة لا تستبعدهم.
اول الأخطاء: في أوكرانيا التي شهدت ثورة انتخابية شعبية وعد فيها قادة النظام الجديد بتحويل أوكرانيا الي جزأ حقيقي من أوروبا، وتحديدا في النواحي الاقتصادية، لكن في خمس سنوات شعر المواطن الأوكراني ان كل ما قالته الحكومة الجديدة او حكومة الثورة كانت مجرد وعود كاذبة؛ بعد تدهور مستواه المعيشي وحالته الاقتصادية. وفي أول اقتراع انتخابي ذهب المواطن ليعلن رفضه للنظام الجديد، نظام الثورة، ليسقط الاخير بهزيمة مدوية بعد حصوله علي ما لا يزيد علي 5% من المقاعد الانتخابية.
ثاني الاخطاء:في جورجيا التي اتي فيها ايضا النظام الجديد من خلال ثورة انتخابية شعبية لم يستطع تحقيق الامال الاقتصادية المرجوة من الثورة، واستخدم جهاز شرطته في الاعتداء علي المواطنين واقتحام الصحف ووسائل الاعلام. والابرز والاهم هو تخبط السياسية الخارجية الجورجية حين دخل النظام الذي يقوده "ميخائيل سكاشفيلي" في حرب غير محسوبة النتائج مع جارته الكبري روسيا، تحمل المواطن الجورجي وحده تكاليفها ليسقط نظام الثورة في اول انتخابات.
وثالث الاخطاء: كان في أذربيجان وهي الدول التي وان لم تشهد ثورة الا انها كان لديها تجربتها، أو علي الاقل رغبة في أخذ مسار ديمقراطي عقب الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي السابق، لكن هذه التجربة وأدت في مهدها حينما أتي نظام الرئيس "حيدر علييف"؛ الذي اعتمد نظام يقوم علي شبكات من العشائر والقبائل القريبة منه ليقتسموا بينهم عوائد النفط ويصيروا هم سندا لحكمه.
ورابع الأخطاء: في صربيا والتي مثلت المشاكل الأمنية فيها محورا رئيسيا في ازمتها؛ بعد ان أتي نظام يفترض فيه الديمقراطية عقب الانفصال عن الاتحاد السوفيتي السابق، لكن هذا النظام أراد اعادة هيكلة جهاز الشرطة والمؤسسات الأمنية؛ فتمثلت سياسية التطهير بالنسبة له في اقصاء كافة المسسئولين الشيوعيين السابقين، وبغض النظر عن اعتبارات الكفاءة واحلال بدلا منهم من هم اهل الثقة فكانت ان تدهورت الحالة الأمنية ليخرج المواطنون في تمرد شعبي سنة 1997 ويحتلوا القواعد العسكرية والأمنية، لينتهي النظام الجديد ويعود النظام الشيوعي القديم وان كان بصيغة مختلفة بعض الشئ.
وخامس الأخطاء: في تجربة بيلاروسيا الاقتصادية وهي الدولة الغنية، التي عقب انفصالها عن الاتحاد السوفيتي السابق أخذت توجها اقتصاديا مغايرا من الاقتصاد التشاركي الي اقتصاد السوق الرأسمالي مغاير لما كانت عليه الدولة، لكنه لم يفلح وانعكس علي المستوي المعيشي للمواطنين بالسلب؛ فخرجت الحاجة الملحة الي ضرورة العودة الي نظام يمزج بين توجهات النظام الجديد والنظام الرأسي القديم الذي كان في ظله يشعر المواطنون بالأمان المعيشي.
اذا خمسة تجارب في هذه الدول يمكن ايجازها فيما يلي:
في أوكرانيا الوعود الكاذبة، وفي جورجيا التخبط في السياسة الخارجية، وفي صربيا تفضيل أهل الثقة علي أهل الكفاءة في اعادة هيكلة المؤسسات، وفي أذربيجان تفضيل الأهل والعشيرة والمقربون، وفي بيلاروسيا غياب الرؤية الاقتصادية التشاركية.والحقيقة أنه في سنة واحدة هي عمر حكم جماعة الاخوان في مصر، كررت الجماعة الخمسة أخطاء دفعة واحدة بنفس القوة لتتحول الخمسة اعوام التي اسقطت الانظمة الجديدة في أوروبا الشرقية الي سنة واحدة في مصر، بعد ان فعل الاخوان الخمسة أخطاء معا؛ ففعل محمد مرسي ما فعله رئيس أذربيجان حينما اعتمد علي أهله وعشيرته من جماعة الاخوان وفشل ان يقدم نفسه رئيسا لكل المصريين.وفعل "محمد مرسي" ما فعله الرئيس الجورجي "سكاشفيلي" ؛ فالأخير دخل في حرب مع جارته الكبري روسيا في قمة التخبط في السياسة الخارجية، فيما فشل الأول في ادارة ملف المياة مع اثيوبيا وأدخل مصر في أزمات مع دول عدة بلا داع منها الامارات و سوريا، اضافة الي ما يثار حول النفوذ القطري في الداخل المصري.وفعل محمد مرسي ما فعله الحزب الحاكم في اوكرانيا بما قدمه من وعود كاذبة جسدها مشروع النهضة التي اكتشف المواطن كذبها وزيفها وأنها كانت مجرد بلونة للدعاية خرج هواءها عقب انتهاء الحملة الانتخابية.وفعل "محمد مرسي" ما فعله الحزب الحاكم في صربيا حين اعتمد علي أهل الثقة من جماعته دون الكفاءة من أبناء الوطن فتراجعت جميع الخدمات المقدمة للمواكنين وكان ان ظهر مفهوم الأخوان.وفعل "محمد مرسي" ما فعله النظام الجديد في بيلاروسيا حينما لم يقدم رؤية اقتصادية_علي الاقل في الوقت الراهن_تخفف من حدة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها مصر.
في النهاية الحقيقة أن أخطاء حكم الاخوان كانت أكبر وأكثر من هذه الأخطاء الخمسة، وهي واضحة للجميع، ولذلك اعتقد ان هذا ما عجل بثورة مضادة لهم ولم ينتظرهم الشعب حتب انهاء مدتهم.تجارب دول شرق ووسط اوروبا تقول حقيقة واضحة أنه للأسف "أخطاء ادارة مرحلة ما بعد الثورات وعدم رقيها الي المستوي الذي يتطلع اليه المواطن ويرجوه، يعني بلا جدال عودة النظام القديم أو علي الأقل عودته بصيغة مختلفة بعض الشئ، بل في حالات بشعبية أكبر من تلك التي كان عليها.وأتمني ألا يكون هذا هو حال مصر بعدما فشلت ادارة المرحلة الانتقالية في مصر سواء في فترة حكم المجلس العسكري او في عام الاخوان.



#محمد_حسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرسي ليس أربكان


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد حسن عامر - حينما لا نقرأ الماضي ..