أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - هل تتشابه الملامح مع إدمان الكذب؟














المزيد.....

هل تتشابه الملامح مع إدمان الكذب؟


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 10:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    




يدرك الشعب المصرى بالفطرة (مثل غيره من الشعوب) أن السياسة والاقتصاد والإعلام والثقافة والأدب والدين والأخلاق والمبادئ، كلها لعبة لها قواعد سرية مختفية مثل جبل الثلج تحت الماء، لا يظهر منها إلا قمة صغيرة هلامية مراوغة متغيرة الألوان كالحرباء، ولا يمكن لأى شعب فى العالم أن يعرف الحقيقة أبداً، وكم من رجال ونساء اعتبرهم التاريخ قادة عظماء وكانوا فى الحقيقة قتلة وسفاحين وكذابين؟

لهذا يلجأ الشعراء والشاعرات (البعيدون عن السلطة الحاكمة) إلى الخيال للقبض على الحقيقة، مثل القبض على الريح أو على الجمر أو على الثور الذى يحمل الأرض فوق قرنيه وينقلها من قرن إلى الآخر.

لو تأملنا الوجوه البارزة فى العالم لأدركنا بؤس العالم، مبعوث اليمين الأمريكى الإسرائيلى (جون ماكين) يجلس مع حكام مصر، رافعاً ساقه فوق الأخرى، وقعر حذائه فى وجه الجالس أمامه.

تمت مصادرة مجلة مصرية (منذ سنين) بسبب طفل رسم بالقلم الرصاص الرئيس الأمريكى جالساً رافعاً الساق فوق الساق وقعر حذائه فى وجه الرئيس المصرى المبتسم بسعادة.

استرد الشعب المصرى كرامته المهدرة (عقوداً أو قروناً) بعد ثورة يناير ٢٠١١ والثورات المتتالية فى يونيو ويوليو ٢٠١٣، لكن خلال هذه الأيام القليلة من شهر أغسطس، ومع مجىء أشتون وماكين وأمثالهما، تمت إزالة كرامة الثورات العظيمة كلها بما لا يقدر بمال قارون أو حجم المعونات مجتمعة من كل البلاد.

وفى أيام العيد بعد رمضان رغم فرقعات البمب والكعك والأحذية الجديدة لم يخفق قلب الشعب المصرى كما خفق أيام الثورة والفرح بالخلاص من الفساد والاستبداد والكذب والخداع ومهانات الداخل والخارج.

امرأة مات ابنها الوحيد أيام الثورة كانت تبكى فى العيد وتسأل صورة ابنها المعلقة فوق الحائط فى بيتها: راح دمك هدر يا ابنى؟

أغلب الوجوه المقررة (فى التاريخ وفى المدارس والإعلام) ملامحها متشابهة رغم اختلاف الجنسية والعقيدة والدين والجنس، لا تختلف ملامح مارجريت تاتشر كثيراً عن ملامح رونالد ريجان، ولا أنجيلا ميركل عن باراك أوباما، ولا السادات عن نيكسون، ولا مبارك عن جورج بوش الأب والابن والروح القدس.

تلعب السياسة الخفية دور الآلة الحديدية التى تسك الوجوه كما تسك النقود وتجعلها قروشاً متشابهة، رغم اختلاف الدول والعقائد والأديان والأجناس.

فى مهنة الطب النفسى أدوات وأجهزة لاكتشاف الكذب، لكن عقل الإنسان الطبيعى (لم تفسده مهنة الطب) يقرأ الكذب فى الوجه، من حركة العين أو الفم أو الفك أو اهتزاز الشعيرات داخل فتحة الأنف.

لو تأملت وجه جون ماكين ماذا تقرأ؟

لا يحتاج الأمر لكل هذه الاجتماعات والمناقشات مع الوفود الأمريكية المكوكية كى يدرك الحكام الجدد فى مصر ما يدركه الشعب بالفطرة والبديهة.

شاب فقد عينيه الاثنتين أيام الثورة أدرك (بالبصيرة) دون أن يرى وجه جون ماكين أن إرادة الشعب المصرى لا غالب لها (فى الداخل أو فى الخارج) هذا الشاب شارك فى كل الثورات منذ يناير ٢٠١١ وتأكد أن قوة الشعب المصرى غير المسلح أكبر من أى سلاح تملكه أمريكا وإسرائيل وميليشيات الإخوان المسلمين وغير المسلمين.

هذا هو تاريخ الشعوب المكتوب والشفهى، هذه الحقيقة تقول: تزول الحكومات والدول والجيوش والأسلحة وتبقى الشعوب.

كم عمر الشعب المصرى؟ كم آلاف السنين عاشها الشعب فى وادى النيل رغم الغزوات المتكررة المخادعة من الخارج والحكومات المستبدة الفاسدة فى الداخل؟

هل السرية داء لا علاج له؟

هل تتشابه الملامح مع إدمان الكذب؟



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصوت الباقى فى الوجدان
- ألم تستوعبى الدرس يا مصر؟
- أهناك علاقة بين السعادة والإرهاق؟
- الدولة الحرة. والمرأة الحرة
- وزارة النساء؟
- غياب العدل عن مؤتمر العدل
- الثورة وبناء عقل مصر المبدع
- ثورة شعبية وليست انقلاباً
- ميزان العدالة يا أمى هل يعتدل؟
- تمرد النساء المصريات والشباب
- البنات والأبناء يقودون آباءهم وأجدادهم للتمرد
- الشرخ العميق فى الشخصية
- الإبداع والتمرد والأسئلة البديهية
- النخب المصرية وإجهاض الثورة
- الثورة والإبداع وحرية العقيدة
- ورقة وقلم أخطر من الطبنجة
- الإبداع والتمرد
- أصبح زوجها مؤدباً؟
- أجيال جديدة متمردة فى الأفق
- إباحة التبنى وانتصار العدل على الشرع


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - هل تتشابه الملامح مع إدمان الكذب؟