|
ماذا لو ان الحسين حاضرا ؟
عقيل الواجدي
الحوار المتمدن-العدد: 4180 - 2013 / 8 / 10 - 11:05
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ماذا لو ان الحسين حاضرا ؟
حقيقة ان مجرد التفكير في هكذا سؤال يبعثك على التشتت ثم لاتلبث ان يجتمع شتاتك ، فتداخلات الزمن تحيلنا تارة الى ان الامر اقرب الى الصعوبة منه الى اليسر ، صعوبة التحليل وحتى التخمين على اقل متيسر ، وتارة نؤمن ان الزمن عجلة لاتكاد اية نقطة في محيطها الا وتعود لتمر عليك مرة اخرى . ماذا يفعل الحسين لو كان حاضرا ؟؟؟ سؤال يحتاج الحذر قبل الخوض فيه ، خاصة واننا في زمن امام معصوم غائب ، فهل يتحتم عليه ان يؤدي دور الغائب ؟! فاحتياجنا له - عليه السلام – في زمن معصوم يحيلنا الى التساؤل ووضع علامات الاستفهام امام كل مفردة يمكن لها ان تكون ضمن اي تساؤل يتبادر في اي ذهن . ففعل المعصوم باعتقادنا مبني على الحكمة والمصلحة سواء اتفق مع واقعنا ام اختلف معه ، وكذلك لبى طموحاتنا ام لم يلبها ، فعل محكوم بالعناية الالهية التي تفوق مداركنا في استيعاب اغلب جوانبه ، لذا نرى الكثير - من الخواص - ممن وجّه اصبع الاتهام نحو المعصومين او على اقل تقدير وضع اللوم في امور تمنى لو انها سارت كما يريد هو ...... هكذا الف واربعمائة عام ونحن نرسم ونخطط لادوار اُنجزت وسار رِكابها وكأنما نملك من الحكمة والتسديد اكثر مما يمتلكه المعصوم الذي نقر فطرة ويقينا بعصمته !! ماذا يمكن للحسين ان يفعل لو كان حاضرا ؟ الغياب لم يتحقق ، فالحضور شامل متوزع في كل انماط حياتنا ، عاش الحسين في ضمائرنا ، احببناه بشغف وان خالفنا سيرته ومنهجه ، جُبلنا على مودته وان كان في واد ونحن في واد اخر . نملك من الجراة في معصية الله جل جلاله ونذوب شوقا الى الحسين وذكره الذي لاشك انه – عليه السلام - لايرضانا ولامعصيتنا . فالحضور متحقق وان كان حسب اهوائنا ورغباتنا لانه – عليه السلام – لم يغب ! ترتعد فرائصنا من مواقفه ، ونعلم ان فرائصه لم ترتعد الا خشية من الله . ميزاننا بكفتين ماكان لهما ان يتساويا مطلقا - الحب والمعصية - ايكفي ان نحبه ونترنم ( ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما ) !!!!! لو اسقطنا الفترة التي عاشها الامام الحسين عليه السلام - بحيادية – على واقعنا المعاش ماذا يمكننا ان نستخلص ؟ وهل ما دعا الامامَ عليه السلام للخروج آنذاك متحقق الان ؟؟ فقد كان للامام عليه السلام من الحظور والحظوة لدا اغلب المسلمين بما لايقرن به احد ، ابن لرسول الله وامام معصوم ، قلوبهم له وايديهم للسلطان ، يحثونه - الامام - مادام صامتا ويتنصلون عنه ان تكلم ، المصلحة بما يرونه لابما يراه ، هكذا كانوا – المسلمين – يحبونه فطرة ويعذرون انفسهم حين التخلي عنه !! القرار ، لم تعتد الانفس على تجربته ، عاشت الانفس رهبة الاهواء والمطامح ، فالموت شك والحياة يقين !! اوراق اختلطت وساعدها على ان تتبعثر عدم الصدق مع الذات . واقعنا صورة طبق الاصل لعام ستين من الهجرة ، نغش انفسنا بأن ماحدث درس بوسعنا ان نستفيد منه ! وان السبعين صحابيا لو كانوا في زماننا لملأنا الاصقاع خيلا ورجالا !! اكذوبة نتدارسها ، نحتال عليها بقدراتنا التي لاغبار عليها ، بقدراتنا التي اقضّت مضجع امير المؤمنين عليه السلام من صحابته حتى ملّهم ، قدراتنا التي دست الخنجر في خاصرة الحسن وباعت السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري للركون ، والمهدي للانتظار !!! مالذي اخرج الامام الحسين عليه السلام ؟ قال عليه السلام : انما خرجت للاصلاح في امة جدي رسول الله صلى الله عليه واله . أي اصلاح خرج له ؟! اما كان الناس يصلون ويصومون ويزكون ويحجون ويؤدون التزاماتهم قدر المستطاع !! بلى كان الاغلب يؤدي مناسكه والتزاماته مثلنا تماما ، صوم وصلاة وزكاة وحج ومستحبات توهن الجَلِد !! فأي اصلاح خرج الامام عليه السلام لأجله ؟! المؤكد انه اصلاح النفوس التي لم تستطع صلاتنا او صيامنا او اية واجبات اخرى في اصلاحها . نفوسنا التي جبلت على التزييف والختل والغدر والنفاق ، نفوسنا التي اباحت لنا التطاول على العلماء ممثلي رسول الله صلى الله عليه واله ، نفوسنا التي التزمت الصمت تجاه المنكر وجاملت الباطل وركنت الى الهوان حبا في الدنيا ، نفوسنا التي ادمنت التدين ( اتكيتا ) ، والدين لعقاً على السنتنا ! في زمن لم يبق من الاسلام الا اسمه ، فماذا يمكننا ان نتوقع من سيد الشهداء لو ان حاضرا معنا الان ؟؟؟ يقينا ( على الحسين ان يستشهد مرة اخرى ليحيا دين جده ) ! كما اني على يقين ان الحسين عليه السلام لن يعيى حلا في تأدية دوره في زماننا هذا او في اي زمان اخر . لكن السؤال الاهم : مادورنا لو خرج الامام الحسين عليه السلام ونادى الا من ناصر ينصرنا !!!!!!!!!
#عقيل_الواجدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بهية مولى والضمير الغائب
-
اضاءة من عالم القاص عبدالمحسن نهار البدري
-
ايماءة القبول
-
قصائد قصار
-
عَرض بحجم الافق / قصة قصيرة
-
من ذاكرة الناصرية الادبية
-
النائمون وحدهم الذين يعرفون
-
المآذنُ تُباركنا بالعويل
-
مرة اخرى يفجرونك ايها الحلم
-
وجهك لايستجيب لذاكرتي
-
أُمنيات بلا خوذة
-
أتوقُ الى وجهكِ المسجّى
-
قصة قصيرة / السجن لن يكلفني كثيرا
-
عبقيل
-
الحمار / قصة قصيرة
-
شفاه الزهر
-
الوعي في قصائد مريم الطاهر
-
علي عبدالنبي الزيدي واحتفاء متأخر
-
زنبقة الماء
-
ايها المسؤولون لستم انتم المعنيون من كلامي
المزيد.....
-
الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
-
من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل
...
-
التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي
...
-
هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
-
مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
-
إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام
...
-
الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية
...
-
الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|