اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
الحوار المتمدن-العدد: 4180 - 2013 / 8 / 10 - 00:05
المحور:
الارشيف الماركسي
(كلمة بولينيزية الأصل, تعني الحظر, التحريم) – مجموعة من التصورات, مميزة للفكر البدائي الغير متطور, تعبر عن التحريم القطعي للبواعث العدوانية او الشهوانية, الموجهة نحة ما يسمى بالأشياء (المحرمة), او (المحظورة). و هو يرتبط بمعاناة الاحساس بالخوف من شيء فظيع, مرعب, لكنه, في الوقت ذاته مغري و جذاب و مقدس, و يتطلب تبجيله و عبادته وشتى الشعائر و الطقوس. و يستخدم مصطلح (التابو) على نطاق واسع في الاثنوغرافيا و الانثروبولوجيا و السيكولوجيا المعاصرة, حيث تبين ان التصورات الموافقة له تلعب دورا هماا في كافة المجتمعات البدائية عمليا (سكان استراليا الاصليون, و الكثير من القبائل الافريقية, و الهنود الحمر في امريكا), اما في المجتمعات المتطورة فتشكل مثل هذه التصورات عوارض مميزة للاختلالات النفسية الشديدة الوطأة, و لذا صار مصطلح التابو يستخدم في الطب النفسي. في المشاعات القبلية البدائية, يرتبط التابو في المقام الأول, بتحريم الصلات الجنسية بين الأقرباء, و بعبادة الطوطم (حيوان مقدس), تسمى القبيلة باسمه. و في المشاعات الأبوية الأكثر تطورا, ينسحب التابو على شخص الأب و الزعيم و الكاهن, و يضمن مصونية مختلف الكائنات و الأشياء و الأماكن المقدسة, و ما الى ذلك. و التابو هو اقدم شكل من الأخلاق, يتجلى في صورة مطلب بقمع الأهواء الخطرة اجتماعيا. وهو يفترق عن التحريمات الدينية و الأخلاقية و الحقوقية, التي جائت بعده بلاعقلانيته, بافتقاره الى اي تأسيس. فالتابو لا يقدم على انه وصية ربانية او مطلب قانوني, و لكنه يتم في صورة حد من الذات تحت تأثير خوف مبهم من أعمال أو كائنات معينة. و هذا الخوف يرتبط بتصور عن القصاص الحتمي, الذي لا يرد اطلاقا, الى العقاب الفعلي, الذي يتم على ايدي ابناء القبيلة. فالشخص الذي أخل بتحريمات التابو, يعاني, و حتى بدون تدخل خارجي احيانا, من انقباض نفسي عميق, غالبا ما يؤدي الى المرض أو حتى الموت, رغم ان احدا غيره قد لا يعرف جريمته. و عليه, فان التابو, في الأطوار الباكرة من وجود المجتمع, كان, في الحقيقة, شكلا كليا لتنظيم الحياة الاجتماعية.
معجم علم الأخلاق الماركسي اللينيني.. الاتحاد السوفييتي, دار التقدم
#اللجنة_الاعلامية_للحزب_الشيوعي_الاردني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟