جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4179 - 2013 / 8 / 9 - 13:08
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
اصل الاحزاب العربية و الاسلامية
الاحزاب في كل حدب و صوب من حزب البعث الى حزب الله ومعظمها هي احزاب قومية دينية محلية باستثناء الحزب الشيوعي الذي يتجاوز الاديان و القوميات و التأريخ و الجغرافية ليقضي على كلمة الحزب نفسها لان الشيوعية وكما تعني الكلمة على الاقل لغويا ليست حزبية محلية بل حركة عالمية لا تستطيع ان تؤمن بمبدأ الاحزاب لذا فان تسمية الشيوعية بحزب تناقض مبدأ الشيوعية نفسها التي هي مثالية في فكرتها و هي ترجمة من اللاتينية communis اي الاشتراك و الملك للجميع و لكن التضامن مع العمال في وجه الرأسمال تضفي على الشيوعية من جديد صفة الحزب. هناك تشابه لفظي ساخر بين الشيعي و الشيوعي.
و لكن العبارة الانجليزية للحزب هي party قد تعني طرف و جانب و هي طبعا في اصلها من part طرف او قسم و لكن ماذا يعني الثلاثي العربي (حزب) و لماذا هناك (سورة الاحزاب) في القرآن؟
لا شك ان ورود كلمة (حزب) في القرآن تدل على انها كلمة سامية قديمة يستخدمها القرآن بمعاني مختلفة. كلمة (حزب – احزاب) استعارة من الاثيوبية (حزب) بمعنى قبيلة / مجموعة من الناس.لاحظ ايضا الجمع على وزن افعال مثلم (قلم – اقلام) استعارة من اليونانية و (فلم – افلام) من الانجليزية.
تتراوح معاني الكلمة في القرآن من مجموعة من الناس ذات مصالح و قضية مشتركة الى طرف او جناح / مجموعات دينية في عهد محمد (قارن سورة هود 17 و الرعد 36 و مريم 37) خاصة المجموعات الوثنية المكية التي لم تؤمن بتنزيل القرآن و هاجمت المدينة في حرب الخندق و التي وفق القرآن تعاقب من قبل الرب و هذا ما يعزز الاصل الحبشي لكلمة حزب.
لذا و لربما يستعمل القرآن كلمة احزاب باحتقار (سورة الاحزاب 20 – 22) فكيف يحولها القرآن اذن (سورة المجادلة 22) من اصلها الوثني الى حزب الله و يناقض نفسه (اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون)؟ و كيف يسمي حزب اسلامي نفسه بحزب الله و الاحزاب وثنية في الاصل؟ لربما استعار محمد كلمة حزب من الوثنية المكية مثل استعارته لوثنيات اخرى (نيزك الكعبة) و حولها بكل بساطة الى اسلامية.
اخيرا تحية لاهل حبشة و ابرهة الحبشي و حبشة التي كانت الملاذ الاول للهارب محمد بعد هروبه الاول (الهجرة الصغيرة) و لقهوتها اللذيذة و تأريخها العريق.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟