الشهيد العراقي لا يعادل ثمن قطة ..!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1196 - 2005 / 5 / 13 - 09:01
المحور: كتابات ساخرة
    

مسامير 897
قال محامي سيدة في مدينة سياتل الأميركية أن موكلته التي قاضت جارا لها افترس كلبه قطتها حصلت على تعويض يزيد عن 45 ألف دولار..
كانت قطة بولا رويمر قد لقيت حتفها بعد أن هاجمها كلب جارها الذي اخترق سياجا في فبراير شباط عام 2004. ,
وأقر والاس جراي صاحب الكلب بأنه مذنب بانتهاكات تتعلق بالسيطرة على الحيوانات في ساحة محاكمة بلدية سياتل واعترف بالإهمال.
وأمرت قاضية المحكمة جراي بان يدفع لرويمر مبلغا يزيد عن 45 ألف دولار تعويضا عن موت قطتها تشمل 30 ألف دولار كقيمة القطة و15 ألف دولار جراء الألم النفسي الذي تعرضت له .
وقال محامي رويمر المتخصص في قضايا الحيوانات انه إذا كانت أحكام صدرت بتعويضات بملايين الدولارات في قضايا تتعلق بخيول أصيلة فان التعويض الذي صدر لموكلته هو الأعلى الذي يتعلق بحيوان أليف في الولايات المتحدة على حد علمه.
قالت رويمر أنها ستتبرع بالمبلغ لجماعات معنية برعاية الحيوانات.
إلى هنا تثبت هذه القصة أن قاضية المحكمة الأمريكية تحب العدل وأهله وتبغض الجور وذويه وتمنح بقرارها الإنصاف لأهله وترثي للمظلوم ونصرته ويعز عليها الحق فترغم الباطل .
القاضية الأمريكية العادلة امرأة علمانية ليست مسلمة وهي ليست سنية ولا شيعية ولا كلدانية ولا صابئية وليست متحجبة وهي ليست مناضلة ولا هي من فيلق بدر ولا من البيشمركة لكنها حفظها الله ورعاها تحب الكرامة وتكره المهانة حتى للحيوان.
إما أصحابنا قادة الحكم الديمقراطي في العراق الجديد وهم من أصحاب الفضائل النضالية السيكولوجية الطائفية ( نصفهم من حجاج بيت الله الحرام ونصفهم الثاني من أصحاب اللحى ) قرروا اعتبار المواطنين العراقيين من إفراد الشرطة والحرس الوطني الذين يستشهدون في سبيل وطنهم يستحقون مكافأة مجزية ..!
وبسبب الصيت والشهرة والدعاية الحزبية واللاحزبية في عراق الحرية والديمقراطية قررت الحكومة الموقرة المنقرة أن يدفعوا للشهيد المقاتل خمسة آلاف دولار فقط لا غيرها لمساواة ابن آدم العراقي بـ"( ذيل ) قطة أمريكية على الأقل ..! وليس أمامنا غير الثناء والمديح للفضيلة الكبرى التي قررتها الحكومة العراقية الديمقراطية ذات الحنكة والتوقير وصواب التدبير. .‍
رحمة الله على ابن رشد القائل : المال لا يضر ولا ينفع لمن مات شهيدا وهو يؤمن بالقضاء والقدر تخلصا مما هو أعظم .
والسلام على قوامي ميزانية الدولة العراقية النفطية وحافظي وجودها من تعويضات القطط ذات النغمة الموسيقية الميو ميوية ..!!
بصرة لاهاي في 11 – 5 2005

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات