أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نزار دنيا - المنظمات الشعبية والنقابات المهنية تحولت إلى مؤسسات حجر اجتماعيه














المزيد.....


المنظمات الشعبية والنقابات المهنية تحولت إلى مؤسسات حجر اجتماعيه


نزار دنيا

الحوار المتمدن-العدد: 1196 - 2005 / 5 / 13 - 08:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


منذ نجاح ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917م ونشوء الاتحاد السوفييتي كانت المنظمات الشعبية من عمالية وفلا حية ونسائية وشبيبة تشكل رافعة النضال لهذه الشرائح الكادحة بمختلف مهنها وأنواعها ولكن ما أن حسمت الستالينية صراعها على السلطة واستقرت ديكتاتوريتها أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي،وأخذ النظام شكله الشمولي ،البيروقراطي والعصبوي ممسكا بجميع مقاليد الحياة، حتى أصبحت تلك المنظمات والنقابات ذراعا طويلا للفئة الحاكمة،تحركها أجهزتها السرية والعلنية بحيث جعلتها جزءا من آلتها تعمل وتستجيب حسب الميكانيزم الخاص بها مقفلة الباب على أي تعبير أو رأي نقدي صادر عن قاعدتها مجمدة تحركها …قامعة تململها وإرهاصاتها باسم مصالح الطبقة العاملة والفئات الكادحة وتحت يافطة الشعارات الثورية المطروحة حينئذ.
هكذا كان النموذج والمثال الذي أخذت عنه التنظيمات القومية والشيوعية في حركات التحرر الوطني للعالم الثالث عامة وتجربة بلدنا خاصة.
وإذا نقلت الأحزاب الشيوعية التقليدية نفس أشكال التنظيم والممارسة القمعية،من إبعاد، وتشهير،وطمس،للآراء النقدية.فإن نقابات الدولة في بلادنا رأت فيها الأسلوب المناسب لتأطير معظم فئات الشعب،في بوتقتها طوعا أو كرها…وبالترغيب أو الترهيب ليجري مع الزمن انتقاء الموالين،والمتزلفين غير المشاغبين(حسب تعبير القيادات)،فكانوا الساعد الأيمن لكبح جماح الآراء النقدية التي قد تظهر من حين لآخر.
ومع تنامي الفرز حسب المصالح والرضوخ استجابة للحفاظ على الامتيازات الشخصية،تنامت اللحمة الاجتماعية وتشابكت العلاقات الاقتصادية الشللية لتصبح عصبوية مصيرية في جميع القطاعات الإنتاجية،والنقابات المهنية،والمنظمات الشعبوية. وهكذا أصبحت القبضة الحديدية متماسكة البنية مستغلة جميع العلاقات القديمة التي تقدمت من خلف الذاكرة الاجتماعية …ليتم تبرير ممارستها،وقابضة على مصائر الناس الحياتية والمعيشية…لتحجر عليها وتكم أفواهها فارضة الإقامة الجبرية في منازلها،أو أعمالها،حيث لا تستطيع تشكيل جمعيات أو نوادي اجتماعية وثقافية،أو نسائية أو شبابية أو حتى رياضية نظيرة لما هو قائم من أطر رسمية.
وبالتالي فقد أصبح المواطن في حالة حجر اجتماعي وحياتي..أينما كان داخل تلك الأطر أو خارجها،فلم يبق له إلا جدران بيته الأربعة يمارس فيها هواياته وعمله وصلواته فقط لاغير،لأنه يخشى إن انزلق لسانه حتى أمام عائلته…فللجدران آذان!!…أيضا لقد منعت جميع النوادي والجمعيات والمنظمات الاجتماعية والمدنية،تحت عنوان تطبيق قانون الطوارئ،ووضعها جميعا تحت الرقابة الأمنية.ففي قرار واحد عام 1965 حلت(556)جمعية نسائية سورية تحت عنوان لاحاجة لها مادام قد أُنشيء الاتحاد النسائي العام في سورية أو وضعت تحت وصايته فهل حقق الغرض المطلوب اجتماعيا ووطنيا وإنسانيا حتى هذا التاريخ يا ترى؟؟..
لقد شل حركة مئات الآلاف من النساء وخاصة من هم فوق سن الأربعين اللواتي يملكن خبرة حياتية وإمكانات إدارية ومادية وقيم معنوية خيرة ذات أبعاد إنسانية..كان يمكن أن يفيد منهم المجتمع الذي هم جزءا حيويا من نسيجه،إضافة إلى حاجتهم الإنسانية إلى القضاء على خواء حياتهم حتى سن الثمانين عاما.
لقد فرض عليهم الحجر الاجتماعي منذ منتصف عمرهم في بيوتهم ..فشكرا للاتحاد العام النسائي ..الذي هو جزء من كل..ولايمكن أن يحل الجزء محل الكل أو يقوم مقامه..وهذا ينطبق على جميع المنظمات الشعبوية الأخرى من عمال وفلاحين وشبيبة وغيرهم…فإلى متى ينتهي الحجر الاجتماعي،والإقامة الجبرية للمجتمع السوري وهو يستقبل القرن الواحد والعشرين.
إن حالة منظمة الاتحاد النسائي يمكن سحبها على بقية المنظمات الشعبية كاتحاد العمال واتحاد الفلاحين واتحاد الشبيبة واتحاد الطلبه حيث تُكوّن من خلالها شريحة بيروقراطية فاسدة متحالفة مع إدارات الدولة الإنتاجية والخدمية وغيرها على نهب مقدرات البلد وموارده ومتآمرة على قواعدها العمالية والفلاحية وغيرها.



#نزار_دنيا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغير والاصلاح علاقة جدلية بين الداخل والخارج


المزيد.....




- صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال ...
- الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
- الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
- كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال ...
- الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم ...
- الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
- مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال ...
- مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم ...
- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...


المزيد.....

- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نزار دنيا - المنظمات الشعبية والنقابات المهنية تحولت إلى مؤسسات حجر اجتماعيه