أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - اقتراح عيد----يوم الرقيب الأمني العربي!!!!!














المزيد.....

اقتراح عيد----يوم الرقيب الأمني العربي!!!!!


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1196 - 2005 / 5 / 13 - 08:52
المحور: كتابات ساخرة
    



السيد الرقيب، أعرف أنك تراقبني ليل نهار، وأعرف أنك تحصي أنفاسي، وساعاتي، ودقائقي، وأنا مسرور منك ومن من أرسلك، لأنني أعلم أنني نظيف، والإنسان النظيف لا يخاف أبدا، على العكس من ذلك أريدك أنت أن تتأكد من أنني إنسان نظيف، وهذا سبب سروري من مراقبتك لي.

أخجل منك، وأشفق عليك وعلى نفسي-------- أخجل منك لأنك تضيع وقت ثمين، لو استعملته في رقابة نمو أولادكـ، وتحسين ظروف معيشتهم ودراستهم لكان أجدى لك وللوطن، أخجل منك لأنك تضيع وقتك في مراقبتي-------- هذا الوقت الثمين، والذي لو راقبت به، العمال الكسالى، في المعامل المفلسة والخاسرة، والتي بنيناها بعرق جبيننا، وبنقود الضرائب التي ندفعها، لكان أجدى لك وللوطن---------، لو راقبت البلديات-------- وتتبعت مسيرة الرشاوى، والتي تبدأ من المواطن المسكين، أو التاجر الجشع------- وتنتهي بجيوب سماسرة الوطن، بمختلف مراكزهم،

أفهم أن تراقب الجواسيس------ أفهم أن تراقب المجرمين واللصوص-------- أفهم أن تراقب تجار المخدرات------- أفهم أن تراقب
أوكار الدعارة، أفهم كل هذا وأقدره لك، ولكن لا أفهم مراقبتك، لعقلي وفكري.

السيد الرقيب، في حديقة الوطن------- تضعون الأكياس السوداء على أزهار الفل، والورود الجورية، والياسمين الفواح-------- تحجبون المشهد الجميل، والرائحة العطرة----------- ولكن أبدا--------- لا تقتربون من الأشواك الضارة، والعفنة، وتتركونها هكذا ، تؤذي
النظر، وترسل الراوئح الكريهة، التي تزكم الأنوف-------

.هذه الورد الجميلة، الرائعة المنظر، هي خيرة مثقفي البلاد--------- هي شباب وكهول الوطن---------- هي واجهة الحضارة وأمل الأمة، وللأسف تحجبونها------------- هل يمكن لهذا الورود أن تكبر وتصبح متعة للناظرين، لو أنها لم تأخذ حريتها، في تنشق الهواء، وشرب الماء، والنظر إلى الشمس المشرقة-------------- هكذا العقول كيف يمكنها أن تقوم بواجبها إذا حرمت من الحرية؟ كيف سنحصل على الإبداع،؟ ونحن نغلق تلك العقول خلف الأسوار والأسلاك الشائكة-------- وقناعات سيادتك أيها الرقيب الجميل، قناعتك الجاهلة، والمزاجية، والمتحجرة.

ما أقبح منظر الوردة المغطاة بكيس البلاستيك الأسود------------- وقمع الفكر وحصاره، تشويه لكل ما هو جميل ونبيل، ولن يبقى لكم
ولنا، سوى الأشواك في الحدائق، والوجوه الدميمة القبيحة في الشوارع،

السيد الرقيب، أتعلم أنك تغتصب حقوقي المشروعة------- التي كفلها لي الدستور، والإله، تغتصب حقي في أن أقول ما أفكر به، تغتصب حقي في أن ألتقي أصدقائي----------- أصبح كل لقاء لي مع أصدقاء هو جريمة، ومشروع اجتماع، من أجل زعزعة الأمن القومي!!!

كما تلاحظ السيد الرقيب، قل عدد أصدقائي إلى النصف تقريبا(أنت أدرى مني لذلك أقول تقريبا) ---------حيث بدأت سيادتك صلى الله عليك وسلم،-------- بالسؤال والاستفسار عنهم، مما أخاف زوجاتهم وعائلاتهم------------ وهم من الذين لا يعرفون من السياسة سوى اسم رئيس الوزراء السابق، والذي بدأ الناس يتحدثون عنه------------ ليس هذا المهم، المهم أنك بمراقبتك الثمينة، اغتصبت حقي في أن يكون لي أصدقاء، حقي في أن أتمتع بتعبير الصداقة--------- تصور يا ما رعاك الله---------أن أحد زملائك من الذين يداومون بعد الظهر؟؟؟؟؟؟؟؟سألني عن هوية بعض أصدقائي------------ وعندما انتهرته وغضبت منه، قال لي بالحرف الواحد: لم الزعل نحن نثق بك --------- ولذلك أسألك عنهم، باستطاعتي أن أسأل عنهم خارجا. قلت له: ليتك تسأل عنهم خارجا، وترعبهم!!، حتى يشعرون بحق ما يعانيه المواطن من لطفكم ودماثة أخلاقكم.

الخوف الذي نراه، لعل مصدره حق مُغتصب، وسعي دءوب لاسترجاعه.

السيد الرقيب، أنت وهم، تعلمون أن أفتك سلاح حملته في حياتي كان سكين تقشير التفاح-------- ومع ذلك أتمتع بصحبتك الدائمة-------أؤمن بالحوار،
وبالديمقراطية، وأحاول أن أبرز حبي لوطني----------- ورأي في الطريقة الفضلى التي يجب أن يبنى عليها الوطن، بأسلوب ديمقراطي لا يسيء للآخرين ولا يغتصب حقوقهم-------------- إن التعبير عن الرأي ليس اعتداء على أحد (كما قالوا لك). ويجب أن تخرج من فكرك-------- مقولة أن صاحب الرأي المختلف، هو غير صادق وخادع ومجرم، وبالتالي يجب قمعه وعدم إيصال رأيه إلى الآخرين، وأن كل من يعبر عن رأي السلطات، وجماعات السلطان من المثقفين صادقين ووطنيين.

الوطنية يا صديقي اختبار نعيشه، وليس خطابات، وكلمات ينثرها عبيد السلطة يمنة ويسرى، ويكفيهم تغيير المناسبة، أما الخطاب فهو هو من
خمسين عاما لم يتغير،

السيد الرقيب أعلم أنك لا تقل بؤسا عمن تراقبه------------فأنت تبرهن من حيث لا تقصد أو تقصد على أنك اغتصبت حق غيرك وأنك خائف من هذا
الغير، وهذا بحد ذاته بؤس ما بعده بؤس.

السيد الرقيب غدا، يوم عطلة، وأعدك أن أبقى في داري، ولا أخرج أبدا. لذلك فأنت تستطيع أن تأخذ أولادك إلى أقرب حديقة، وتريهم الورود، كيف تسموا شامخة، باتجاه الشمس، كيف تُبهج الأنظار، وترمي بعطرها الفواح على الجميع، أخبرهم أن الوطن أجمل من الحديقة، وأخبرهم أنك تعمل في دائرة الإحصاء، وليس رقيبا على الناس، لأن أولادك يوما ما، لن يفتخروا بمهنتك، وقد يقولون من نفسهم أن والدهم كان يعمل في دائرة الإحصاء.



-----------------------------------------------------------------------------------------
يقول محمود درويش :
(((تم هناك المراقبة العسكرية على طبع دواوين الشعر :لا يستطيع الشاعر أو صاحب المطبعة أن يطبع أية مجموعة الا بعد أن تجيزها المراقبة
العسكرية))
الحمد لله ليس لدينا مراقبة عسكرية ولا -------شعر



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -------الامبراطور بوشام الثاني يستعد لغزو وادي بردى
- أم المتسكعين---------------------ج2
- من أم المؤمنين---الى أم المتسكعين---والله أعلم
- ستار--آكاديمي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- جرمانا مدينة سورية---تشرب من الصهاريج---وتختصر قصة فساد دولة ...
- لا يمكن للبعض أن يتحملوا التفكير بإنسان لامع------- لأنهم يش ...
- نبيل فياض : ضع الوطن ---بين عينيك---وفي قلبك--
- الانفجار العظيم ---بين الالحاد والدين
- أي دين أعظم من هذا-----انها الليبرالية
- سلسلة النظافة من الايمان----3 وعود عرقوبية---وآماني اصلاحية
- سلسلة النظافة من الايمان------2 الاصولية المتحجرة
- سلسلة النظافة من الايمان-----ج1--القضاء
- العنقاء ---والغول-----والخل الوفي---وإصلاح هذه الأمة
- الفاظ وتعابير((تخدش الحياء)) نقلتها الفضائيات اللبنانية--وتع ...
- علم الساعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- وأصبح الصراع بين الإنسانية والإرهاب الإسلامي حتميا، حينما اع ...
- مزار!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- مسيحيوا العراق-----هولاكو الرحيم---والزرقاوي اللئيم---والمسل ...
- بناء على الأوامر الشريفة المقدسة النبوية المستظهرية---اذبحوا ...
- قليل من الليبرالية يفرح القلب-2--أحسنت جهاد نصرة---أفرجوا عن ...


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - اقتراح عيد----يوم الرقيب الأمني العربي!!!!!