أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - دم مصر في رقبة الأزهر














المزيد.....


دم مصر في رقبة الأزهر


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4178 - 2013 / 8 / 8 - 12:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو أن مشيخة الأزهر الشريف، تلك المؤسسة الدينية التي تحمل رسالة مقدسة ،إتخذت لنفسها مكانا قصيا عن السلطة الحاكمة ،لما وصلت مصر المحروسة بإذن الله إلى ما هي عليه الآن ،من نذر حرب أهلية لو وقعت لا سمح الله ،فإنها ستكون دمارا علينا جميعا لأننا بدون مصر لا أثر ولا تأثير ولا ريح لنا ،وقد جربنا ذلك بعد أن إختطفها السادات بعد رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر مسموما بالزرنيخ.
لو أن هذه المؤسسة الدينية المقدسة نأت بجانبها عن ترف الحكام ،وأسست لها منهجا مستقلا ،لأجبرت الحكام - مهما علا صولجانهم وإشتد سلطانهم – على ذرف الدم بدلا من الدموع على بابها لنيل رضاها والحصول على بركتها والحظي بتأييدها.
لكن هذه المؤسسة المقدسة إرتضت لنفسها أن تكون لعبة بيد الحكام الظالمين ،وأصبح القائمون عليها موظفين عند السلطة الرسمية تعينهم بفرمان وتقيلهم بفرمان ،وترضى عليهم وتغضب عليهم متى شاءت وأحست منهم الوعي لممارساتها.
وصل الأمر بهذه المؤسسة الجليلة إلى التماهي مع السلطة إلى أبعد مدى ،والإنغماس في اللعبة السياسية القذرة ،وباتت شريكا لها في إنحرافاتها وخاصة بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد المرفوضة شعبيا،وجرى ما لم يكن متوقعا في مشيخة الأهر التي كان من المفروض أن تكون حامية للثوابت تصونها كما يصون الجفن العين.
رأينا ذات يوم شؤم أن مشيخة الأزهر تستقبل الثعلب الماكر صديق الحكام العرب رئيس الكيان الإسرائيلي شيمون بيريز ،لتسجل سابقة خطيرة ،تؤكد إنحراف بوصلة الأزهر عن وجهتها ،وبات من حق الجميع أن يصفها بما يراه مناسبا بعد تلك الحادثة المستهجنة.
دخل الأزهر الشريف بتلك الفعلة المرفوضة وهي لعبة التطبيع المقيتة ،وكان يفترض من هذه المؤسسة أن ترفض وبشدة ،الدخول في هذه اللعبة التي أثبتت فشلها منذ قيام الكيان الإسرائيلي ،وكان يفترض بالقائمين عليها أن يتعظوا من المطبعين مع إسرائيل وما ذا كان مصيرهم.
دم المصريين ومصر المحروسة بإذن الله في رقبة مشيخة الأزهر ممثلة بالقائمين عليها ،الذين قبلوا التماهي مع السلطة الرسمية ،وهم يحفظون كتاب الله ويعلمون جيدا سنة نبيه الكريم،لأنهم إنحرفوا وحرفوا الأزهر عن جادة الصواب وجعلوا منها بوقا وساحة فتوى للسلطان الظالم.
لو لم تكن مشيخة الأزهر بهذا الضعف والإستكانة والميل بإتجاه السلطة الرسمية ،لكانت الآن هي الوسيط النزيه في الصراع الدائر في مصر المحروسة،ولو كانت على غير صورتها الحالية لكانت حارسا أمينا على الحراك المصري وما نتج عنه من تغيير.
التغيير الحقيقي الإيجابي في مصر يبدأ من مشيخة الأزهر ،وهو مقدم على تغيير السلطة الحاكمة ،لأن الأخيرة تستمد وجودها وشرعيتها من الأزهر ،ولو صلح الأصل لصلح الفرع .
لكنها وبسبب وضعها الحالي ،تركت ساحة الوساطة لأعضاء الكونغرس الأمريكي الجمهوريين السيناتور مكين وزميله السيناتور غراهام ،ومفوضة الشئون الخارجية والأمن في الإتحاد الأوروبي آشتون .
صحيح أن ماكين وصف ما جرى مؤخرا في المحروسة مصر بوصفه الحقيقي وهو الإنقلاب على الشرعية ،لكن مثل هذا الموضوع يجب ألا يخرج من يد مشيخة الأزهر.
ترى هل من جاء إلى مصر للوساطة من الغرب يهدفون حقا إلى إنقاذ مصر؟ كلا بطبيعة الحال ،فهم اول من يضمر الشر ويدبر المكيدة للمحروسة مصر وشعبها ،وهم لهم ضلع مسموم في الحداث الداخلية وفي قضية نهر النيل ،فأين مشيخة الأزهر من مصر وشعبها الطيب؟



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل داغان المسمومة
- أخطأ الفلسطينيون بالعودة إلى المفاوضات
- العراق بلد النفط وأهله يشتكون قلة البنزين
- القاعدة في سوريا ..الخطر على الأردن
- إختطاف مصر
- حزب الله ..قرار إسرائيلي بقلم أوروبي
- الملك فاجأ الإسرائيليين..السم في الدسم
- شالوم كيري
- -إخوان الأردن- الأكثر إعتدالا في التنظيم الدولي
- سوريا ..إتضاح الصورة
- النكتة السمجة
- من هو العدو؟
- إلّا مصر
- أحداث مصر ..الكارثة المغلفة بالفرح
- مصر ..إكتملت الدائرة
- مصر الكنز ..مصر الورطة
- ليلة تعايش أردنية بإمتياز
- عودة العسكر
- تسليم السلطة في قطر ..قلب للموازين
- حفظ الله مصر


المزيد.....




- فيديو جديد يظهر لحظة الكارثة الجوية في واشنطن.. شاهد ما لاحظ ...
- عملية سرقة مجوهرات -متفجّرة- في متحف.. كيف نفّذها لصوص الفن؟ ...
- -قلق من جيش مصر-.. سفير إسرائيل يثير تفاعلا بحديث عن القوة ا ...
- حماس وإسرائيل.. إطلاق سراح الرهينتين عوفر كالديرون وياردين ب ...
- -واشنطن بوست-: ترامب يطهر FBI.. إنذارات بالاستقالة أو الفصل ...
- الرئيس الصومالي يعارض اعتراف واشنطن بأرض الصومال
- رسوم جمركية جديدة يفرضها ترامب على الصين، فما تأثيرها؟
- جدل في ألمانيا - هل سقط -جدار الحماية- من اليمين الشعبوي؟
- تقرير: أكثر من 50 ألف مهاجر قاصر مفقود في أوروبا
- مظاهرة في ساحة الأمويين بدمشق تطالب بإنهاء سيطرة -قسد- على ش ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - دم مصر في رقبة الأزهر