وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4178 - 2013 / 8 / 8 - 01:08
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
السادة
(( السادة )) جمع سيد يعرفون أيضاً باسم (( الأشراف )) جمع شريف . وهم يدعون أنهم من سلالة النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) . وكان هؤلاء يشكلون , من الناحية النظرية , جماعة منغلقة . واستمدوا مشروعيتهم من دين الناس ليضفوا على امتيازاتهم و مصالحهم طابع القدسية . وعلى العموم , فإن الإدعاء بالتحدر من سلالة النبي , الذي كان يقدمه السادة – ملاك الأراضي – كان يشكل عنصر اسناد و دعم لموقعهم الاجتماعي أكثر أنه الحقيقة التي تكمن وراء هذا الموقع . وإن كان لهم شان في المجتمع فقد كان ذلك الشأن يبنى أساساً على قاعدة أخرى , إما نظراً لثرواتهم , أو لمناصبهم , أو معرفتهم بأصول الدين والشريعة , أو زعامتهم لعشائر أو طرق باطنية , أو لجمعهم بين اثنين أو اكثر من هذه العوامل . وفي حقيقة الأمر , فإن صحة نسب العدد الأكبر من السادة لم تمر من دون اثارة الشكوك والتساؤلات .
كان الأشراف عند السنة , وخصوصاً في المدن محدودي العدد , وكان اكثرهم من الرجال البارزين اجتماعياً والأثرياء . واستناداً إلى لائحة نشرت سنة 1894 كانت هنالك في بغداد , في تلك السنة خمس عائلات أشراف سنة فقط هي ( عائلات الجميل و الكيلاني والألوسي والحيدري و السنوي ) . ولسبب ما , فإن آل السنوي , الذين يدعون تحدرهم من الأمويين , وبالتالي من قريش , وليس من بيت الرسول نفسه , أدخلوا فب اللائحة , في حين أن آل السويدي , الذين يدّعون انتسابهم للعباس عم النبي لم يدرجوا فيها , وكذلك استبعد من اللائحة آل الطبقجلي الذين يدّعون الانتساب إلى الحسين , حفيد الرسول , ربما لأنهم ينتمون إلى الطريقة الرفاعية , وهي طريقة صوفية تنافس الطريقة القادرية – طريقة آل النقيب – وقد حذفت من اللائحة أسماء بعض الأشراف مثل محمود شكري الالوسي لأنهم لم يكونوا يحضون بعطف السلطان .
أما في المناطق الشيعية , وخصوصاً بين العشائر , فكانت شريحة السادة أكثر اتساعاً , وكانت تضم , إلى جانب عظيمي الثراء , رجالاً ذوي أعمال وضيعة . وكذلك كانت هذه الطبقة طفيلية بصورة لا لبس فيها . فالخمس , أي خمس الدخل , وهي ضريبة مفروضة على كل الشيعة المؤمنين , كانت منحة تعطى للسادة . وفي بعض المناطق كانت الأراضي التي تخصهم من المحرمات – أي أنها ممنوعة على الآخرين ومخصصة لهم ولذرياتهم .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟