|
فاعلية التصوير في انسجامات بشرى البستاني
لؤي ذنون الحاصود
الحوار المتمدن-العدد: 4177 - 2013 / 8 / 7 - 22:35
المحور:
الادب والفن
فاعلية التصوير في انسجامات بشرى البستاني لؤي ذنون الحاصود / جامعة الموصل تكونت قصيدة انسجامات ( مجلة شرفات ، العدد الثاني ، 2012، الموصل / عراق ) من عدة مقاطع متصلة في مغامرة متكاتفة في عتبة عنوانها ، على نحو تجعل النموذج الشعري يخوض تجربة تتوسع فيها الدلالات ليتوزع المصدر اللغوي الرئيس بحثاً عن الفكرة التي رسمت في سياق متني صريح لإنتاج حوار شعري بين اثنين ، اذ انتج التشكيل حواراً مباشراً في التعبير عن مجال الرؤية التي تتكثف فيها الصيغ في مستويات السياق الدلالي ، لتؤدي وظيفة تسمو بفاعلية اشتغال قصوى نحو نشاط عال المستوى : * لم يكن يصغي اليها .. كان يلقي في البحر فتيل لهبٍ، فيشتعل الموج ... لم تكن تصغي إليه... كانت تردي/ غلائل بنفسجيةً وتبصر في المرآة خرائط الوجود.. في الصباح التقينا دون كلام قالت عيناهُ .. لم أنم شوقاً وقالت عيناها : لماذا اذن ؟! بدأت القصيدة بأداة الجزم ( لم ) التي تعمل بفاعلية على ثلاثة مستويات : نفي وجزم وقلب ، معبرة عن تشكيل شعري في تجربة تتضاعف لها الحركية لتتضح فيها علامات اللحظة الشعرية المتأثرة بالحوار الذي تجلى في عدم الاصغاء اليها ، جاء الوصف مباشرا في خطاب شعري معبر عنه بـــ(كان يلقي في البحر فتيل لهبٍ ) من اجل توسيع الادوات الشعرية التي عملت على تشكيل حجم الصورة التي عمدت الذات الشاعرة لانشائها عبر فراغات متعددة تفتح مجالا للتلقي وتشتغل عليها الذات في تنوع وتعدد لكي يكون حاله ( فيشتعل الموج )متصلا في عملية الإلقاء من قبله تجاه البحر الذي يأخذ المساحة الأوسع والأكبر حجما ليكوّن الدلالة الشعرية في الأشكال الموسومة التي عمدت اليها الشاعرة (كان يلقي في البحر فتيل لهبٍ) فكيف سيشتعل اللهب في الماء ..؟ تلك هي المفارقة التي شكلت هذا المقطع عبر حوار ضمني يضمر فاعلية قول مسكوت عنها الى ان تتحول اللقطة في عدم الإصغاء اليه وتتضح الصورة في تشكيلها ورسمها الشعري في منطقة الجسد ليكون الخطاب متحركا حركة ذات بعد رومانسي مرسوم في (كانت ترتدي غلائل بنفسجيةً) عبر سياقات التعبير والنسق العالي تتصدر فيه صورة المرآة وهي تتشكل على مرآتها من خلال عملية الإبصار في ( خرائط الوجود ) في حركة تتسع فيها الصورة الشعرية لترسم السياق والتركيب في سلسلة تصورات يتجلى فيها الحضور في الوقت الزمني الذي جاء فيه ( في الصبح التقينا ) ، حتى يمتلك الصمت حضوره في اتساع المدى النفسي الذي امتد زمنه بحكم ساعات الانفصال التي هيمنت على الطرفين ويكون الكلام علنا من خلال سيميائية العيون ، ليأتي حضور الشوق في تمركز مكثف ، وقوة مشتعلة في امكانية السؤال (لماذا اذن ) الذي يخفي طاقة مضمرة . إن الحوار يدفع القارئ لإدراك القيمة التي عبرت بها الذات الشاعرة عن مشاعرها بتوظيف ادواتها وتنشيط القول وتماسك كلمات الحوار في رغبة تؤسس خطابا اصيلا يتجلى ايجابياً لما تمتلكه هذه الدوال من وصف في تكوّن النموذج اللغوي الشعري في التفاعل لإنجاز لغوي يحقق القدرة على تفاعل الفكرة التي احتشدت فيها مشاعر محتدمة واشتباكات جعلت من المسكوت عنه محركا للفعل الشعري الذي أحال على القيمة والفعل الرمزي : * غابَ طويلا حتى ارهقتها الظنون كانت المتفجراتُ في كل مكان تردد اسمهُ في اذنيها حينما حضرَ، ارتمتْ على لغمِ صدره وعمَّ السكون .. تشتغل ادوات النص في ساحة مفعلة في انتظار اصبحت دوامته الارهاق الذي أدخلها في مجال (الظنون) ليكون البعد بينهما مرافقا لرؤية آثار مكابدة المكان فيما يدخل الصوت المخيف المتمثل في ( المتفجرات ) التي تميل الى الفزع والضيق ، يتجلى حضوره ليكون وصفها بـ (ارتمتْ على لغمِ صدره وعمَّ السكون) ، جاءت اللغة نابضة في نداءات توظيف جسدت فيها المجال الجسدي ليكون المحطة التي من بعدها يعم السكون ، ما هي الا مساحة لغوية تشكلت في اتساع صوري ينطوي عليه فعل القراءة المتعمقة للشعر منتجة القول النقدي ، في أكثر من مجال توسعت القصيدة ليؤسس أنموذجها في ابتكار تعبيري ليكون مستوى الحضور الشعري هو خلق لرؤية تتمتع بها وتشتغل عليها ادوات النص في تعاقب لغوي متماسك منتج صورة شعرية داخل مساحة النص الذي تنوعت فيه الحساسية التي اكتنفتها ظروف متنوعة من حوارات حب واختلاف وائتلاف و متفجرات داخل المكان الذي يعتبر الفضاء الاوسع في الفكرة المشحونة ببعد ثقاني خصب محمل بالحنان والشوق توسعت فيه الذات الشاعرة داخل النص الشعري : * غاب طويلا هذه المرة اخبروها انه في قائمة المنفيين لم تدرِ لماذا ..؟؟ اقفلت ابوابها وراحت تنتظر يوم عاد لم يجدها وجد في سريرها حجرا بهيئة وجهِ ، وحسداً بهيئة جذع وغصوناً تدلت منها عناقيد دمع يضيء.. يدخل النص الثالث في دوامة على مستوى اعماق النفي الذي اصبح به من ( المنفيين ) اذ يحمل النص دلالات من تجربة اكتسبت فيها الحركة لسماع الخبر الذي جاء في غيابه لتدخل الفترة الزمنية في مسارها الطويل لتشكيل المستويات المركزة فيها ، مؤكدة الخبر الذي جاءها في الفعل الماضي المتحقق (اصبح من المنفيين) ، متحولة الى صيغة السؤال بـ ( لم تدرِ لماذا )، تدخل التجربة سياقها اللغوي التشكيلي ليكوّن فعالية تفيض طبقاتها بصور شعرية جوهرية عمدت الى رسم العلامات الاستفهامية التي تعمل على فتح الافق القرائي على أجوبة متنوعة ، ولا تقف عند حد . جاءت حركة النص في عملية اقفال الابواب ليكوّن الانتظار الذي كشفت عنه الذات الشاعرة ، لكي يكون التحليل والتفسير والتأويل مراهِنة على ان تبقى في حالة الانتظار التي تكونت عبر جمالياته الشعرية المكثفة في ( يوم عاد لم يجدها )ودخل الدال الزمني ( يوم ) في العودة التي لم يتمكن من لقائها ، وتكونت الدلالات اللغوية والتقانات التشكيلية بحضور خطابي مشروع رسمَ المكان ليجد في سريرها المادة التي برزت في انموذج رؤية تشكيلية كونت مساحة لغوية لتأويل حجر بهيئة وجه فكيف تمت عملية التحول من وجه حي لحجر بطول المعاناة المرة التي عاشها انتظار امتص القلق حياته ،استعداداً لحالة نظمتها بطريقة تشكيلية كان فيها الجسد بهيئة جذع وجعلت الشخصية في تكوين مخالف لإنسانة حية كانت تحب وتنتظر ، بل تمت عملية التحويل من الانسنة الى التشيؤ الحجري والخشبي مما يصور المأساة الحقيقية للانسان المعاصر في ظل الحضارة المادية التي استلبت إنسانيته . وحرمته حقوقه في العيش بأمن وسلام ، فكان التحول الابداعي يجري بحركية متدلية وطريقة اختزالية وسطوة مارست فيها اللغة تشكيلا لترسم منها ( عناقيد دمع )تمثلت في انموذج شعري عبر شبكة تشكيل مضيئة كشفت عن خطاب شعري يستحضر الدلالة والصورة الجمالية : * كانت ليلة فادحة .. لم يكن الصراع حول الارهاب ولا حول استفحال امريكا في امركة العالم كان حول شعرها الطويل تريد ان تضفرهُ ، وهو يريدهُ مظلة تلم شتات الكون ... في الفجر انفض الخصام بانسجام .. هو الى الشارع وشعرها الى سلة المهملات .. توسعت اللغة لتكون الليلة (فادحة ) في تشكيل لغوي بآلية ورؤية تركبت فيها البنية الدلالية في مستوى وصياغة صورية لتنفي صراع الارهاب ، اذ ان التشكيل الشعري سار في توليد الدلالة وعن عناصرها بلسان المتكلم حول استفحال أمريكا في أمركة العالم ،بل وتحويل الصورة الى مسار الجسد بوصف (كان حول شعرها الطويل تريد ان تضفره ) تمكنت فيه الافادة من فضاء الالم على تعميق التدليل والتشكيل والتصوير لتجعل الآخر يمضي الى الشارع وشعرها الى سلة المهملات في تكثيف اللغة وتوسيع الرؤيا بالرغم من ضيق المكان ، حتى تتقابل المفارقة حادة جارحة ، شوق فادح وشعر يظللُ الكون ويكون علامة حنو وتوحيد يُرمى في سلة مهملات ، وحبيب إلى الشارع في لحظة انفصال كاسرة للتوقع . * سدّد خنجره الى الريح ، فسال الدم من بين أصابعي .. سألته بذهول .. كنا نبحث عن الحقيقة ، وكانت هي تبحث عنا .. فلماذا لم نلتقِ ..؟ قال : ما شأنك بها .. هي مخلوق بألف وجه ..؟. قلت : اريد ان اهمس بها في اذنيك .. لعلها توقظ الغزلان النائمة في براريك .. جاء توجيه الخنجر في عملية تحدٍ للريح التي لا يحدث فيها اي الم ، بل يتحول للجسد ، جسد الشاعرة التي تمسك بيدها مفاتيح الخطاب ، والتي أدت الى رفع الأنساق الموضوعية والذاتية نحو الجسد (فسال الدم من بين أصابعي) فهذا المكان الجسدي حر توسعت فيه اللغة واحتشدت بشبكة من الدوال لـ ( سألته بذهول ) ، جاءت أدوات السؤال بشيء من الغرابة ، تفرزها الحساسية بتشكيل لغوي للبحث عن الحقيقة ، في حين أن التمركز اعتاد القوة في حركة الريح بسؤالها عنهم ، تقدمت الصياغة واجتهدت التفسير بالسؤال عن الريح وسؤال الريح عنهم ، انتجت العلامة من هذا التشكيل الشعري بصيغة السؤال ( فلماذا لم نلتق) ، ليكون الرد في تحقيق الطاقة الشعرية الصورية مجيباً عنها ( هي مخلوق بألف وجه ) ، جاء النوع بآلية العاطفة شديدا لتتعدد مرئية الصورة في وجوه مختلفة لهذا المفقود ، قياساً مع الجواب الذي اضاف للنص القيمة التشكيلية وتصويرها اللغوي بآلية الهمس التي اعتبرت السمة المضافة لهذه اللغة وصورها لتجعل وتعد الحركة لشيء ساده الخمول الذي جاء بوصف بـ(اريد ان اهمس بها في اذنيك .. لعلها توقظ الغزلان النائمة في براريك) . إذ يرتد الجواب في الحوار على الرجل تلميحا بلوم لاذع لم تعلن الشاعرة عن أسبابه ليبقى النص مفتوحا على تعدد القراءات. * عارية الا من ضوئك .. جريئا يتسلل الى سريري يشعل في عتمة الكوابيس جنون الفتنة ، ويعزف في الفضاءات النائمة موسيقى المصابيح .. تناسقت الحالات لتكون الحالة الرئيسة في هذا النص داخل مكان محكم يسوده التشخيص الذاتي بوصفه ( عارية – يتسلل ) ذاتا لصياغة الجوهرية والتعبير الذي اكتسب الاستخدام بلغة التفاعل بان (يشعل في عتمة الكوابيس جنون الفتنة ) ليتم التحول من المكان الارضي الى فضاء آخر أسمى ، فضاء تشخيصي توسعت فيه اللغة لتشعل و( تعزف في الفضاءات النائمة موسيقى المصابيح )،وهذا النوع من التعبير ما هو الا ابتكار لغوي عمد إلى تحريك الدلالات داخل عمل إبداعي تفوقت به الذات الشاعرة داخل النص : * الغصون التي نامت على انهمار الصواريخ ليلة امس ، استيقظت جذلى على رقص خيوط النور ، متسللة لزنابق وهادي.. بدأت النص بالغصون في الصورة الاستعارية ( نامت ) التي فيها مسارات اللغة الى حركة سقوط وانهمار ذات صياغة اصبحت فيها ( الصواريخ ) مؤلمة ضارة في فضاء هذه (الليلة) إذ وظفت الشاعرة الكشف عن الدلالة بشفافية العاطفة ليكون التعبير ( استيقظت على رقص خيوط النور) جاء الكشف بتشكيل لغوي كان يتسلل الى زنابق الوهاد بأجمل عطورها وسمو تمركزها في جماليات جسد الأنثى ، واخذت الصورة فاعلية استثنائية بما يخفف الوجد من خلال هذا التقابل التضادي الخلاق : انهمار الصواريخ ورقص خيوط النور : * يا الهي .... ما اجمل الشمس .. انهم يحاصرونها بضراوة .. لكنها تطلع كل يوم ... جاء النداء متضرعا ومشوبا بالاستغراب ليس من جمال الشمس حسب ، بل من إصرارها على الحضور متحدية كل عوامل السلب ، فذهبت محاصرتها الى تأويل عالٍ بمستويات الواقع والوهم على تجارب الحالات في ذاكرة الذات الشاعرة لتعطي مساحات واسعة للدوال التي حملت هذه الدلالات الشعرية داخل النص كاشفة عن محاولات تحدي هذه الشمس بانها ستذهب سدى لان الشمس : ( تطلع كل يوم) دون أن تأبه بما يكتنفها من عقبات: * في وحشة الليل اكتشفت انك مجرد وهم ، واني وهم آخر .. لكنه وهم يشتعل في حقول التمني .. وحينها أسالك ..: احقا ان الكون يقوم على الافراد ..!!
جاءت الوحشة في الليل بتكثيف حواري مع الأخر بأسى صوفي يعلن عن كون الحياة مجرد وهم ، وأن هذا الحضور الانساني الحركي سيؤول إلى زوال ، كونه وهما وهي وهم آخر ،اذ كشفت درجة المساحات الشعرية مدى التمركز في قلب الحدث لتحيد التشكيل اللغوي الملائم من اجل دخول حقل السمة البارزة فيه ( التمني ) فضاءً تتكون فيه الاشياء متحولة الى اضاءات بدون تحقيق لهذا الفضاء المعلن في ( حقول التمني ) ، جاء سؤال الذات الشاعرة بتدليل لغوي وتجربة وذاكرة حرة في الاعلان عن الحالة التي تعيشها كاشفة عن حقيقة مرة مفادها أن هذا الكون قائم على الافراد بصيغة التعجب (!!)، حيث اشتغلت الذات الشاعرة في النص للتعبير فنيا عن مرارة الشعور بالخيبة والاغتراب .
#لؤي_ذنون_الحاصود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا
...
-
الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي
...
-
-تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار
...
-
مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني
...
-
تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة
...
-
“Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة
...
-
اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن
...
-
والت ديزني... قصة مبدع أحبه أطفال العالم
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|