أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عزيز الحاج - مصر والمفارقات الأميركية الخطرة..














المزيد.....

مصر والمفارقات الأميركية الخطرة..


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4177 - 2013 / 8 / 7 - 22:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



اعتاد صديق أن يرسل لي أحيانا أخبارا تمزج الهزل بالجد.

هذه المرة كان خبره الآتي:

" ورد في الأنباء أن أوباما حائر بين عرضين عرضا عليه: أن يكون الولي ما فوق الفقيه، أو مرشدا لمرشد الإخوان المسلمين. العرض الأول من روحاني، والعرض الثاني حمله من القاهرة وفد الكونغرس، الذي أنهى للتو زيارته لها".

بعيدا عن هزل صاحبي، فإن "خبريته" تصلح لتحليل وفهم السياسة الأميركية المتعثرة والمرتبكة، والمرعبة، تجاه كل من إيران ومصر الانتفاضة الثانية.

فبينما يواصل الرئيس الأميركي ومساعدوه ووسائل الإعلام الأميركية انتظار "إشارات انفتاح" وابتسامة من روحاني، للدخول معه في حوار "صفقة العمر"، نراه يواصل التشكيك بالوضع المصري الجديد، بل، وثمة التهديد المبطن بقطع المساعدات والتنبؤ بالفشل ما لم يطلق مرسي، وما لم يترك إخوان عدوية يعبثون في القاهرة، ويجلبون الأطفال والفقراء، ويعذبون من يريدون هناك، ويقلعون حجارة العمارات لبناء المتاريس وقطع الطرقات. الضغوط والتهديدات الأميركية ليست موجهة للإخوان، الذين عملوا على خطف الدولة والمؤسسات وكل المجتمع، فهبت ضدهم الملايين، بل هي موجهة ضد الشعب الثائر نفسه والحكام الانتقاليين، من مدنيين وعسكريين. وظهر من زيارة وفد الكونغرس أن هذا هو الموقف السياسي العام من مصر، جمهوريا وديمقراطيا. والحجة أن مرسي انتخب في انتخابات حرة، وان تلبية الجيش لإرادة الشعب هي انقلاب عسكري مدان.

إن غرام إدارة أوباما بالملالي وبالإخوان يثير الحيرة والرفض معا. أوباما، خلال حملته الانتخابية الأولى، أشبعنا بلاغة في الحديث عن الشعوب وحقوق الإنسان والعدالة والقيم العليا، التي قال إن أسلافه لوثوها. جاءنا كملاك يريد إصلاح العالم بالبلاغة والرسائل الأكترونية واللقاءات الصحفية. ولكن ها وقد مد يديه لملالي طهران، دعاة الظلام والقهر والعنف ومصدري الإرهاب، والراكضين وراء القنبلة النووية. وفي مصر، صافح، بكل لطف وحماس، أيدي الإخوان والسلفيين، الذين لا علاقة لهم بالديمقراطية وحقوق الإنسان ومبدأ المواطنة والمساواة، بل وكانوا يهاجمون خصوهم بتهمة العمالة لأميركا. وخلال الانتفاضة المصرية الأولى، ظلت سفيرته بيترسين تجتمع بمرشد الإخوان وقادة السلفيينن مع إهمال العلمانيين وممثلي المجتمع المدني. وبدلا من أن يرضخ الإخوان لإرادة الملايين، راحوا يحرضون على العنف، ويقطعون الطرق، ويقيمون التحصينات في الشوارع، ويستفزون المباني الرسمية والمعارضين لهم، ويتبعون أساليب الاحتماء بالأطفال والنساء. إنهم لا يتورعون عن دفع المئات للموت في عمليات استفزاز وعنف لإثارة ضجة كبرى و لكي يطرحوا أنفسهم ك"ضحايا الانقلاب العسكري"، ويهيجوا العالم ومنظمات حقوق الإنسان، فترتبك الأمور، وتختلط، وتخلق العراقيل أمام الحكم المؤقت وخارطة الطريق، وتسود الفوضى العامة.

إن ما تفوه به وفد الكونغرس، وكان باتفاق وتنسيق مع الإدارة الأميركية، من تهديدات مبطنة لمصر موقف لا يليق بالدولة الكبرى، وخصوصا ورئيسها طرح نفسه منذ البداية كملاك الديمقراطية ونصير الشعوب. وأنه لتدخل فظ في الوقت الذي يلهث فيه اوباما وراء أية التفاتة من روحاني مع علمه بأن حاكم إيران هو خامنئي لا روحاني.

أنهم يضغطون على ممثلي الإرادة الشعبية، ويدافعون عن جماعة برهن كل تاريخها على معاداة الديمقراطية والحضارة، وعلى تحالفها مع إيران. وإذ يتحدث ماكين عن القلق من القاعدة، فإنه يتناسى أن الإخوان، زمن رئاسة مرسي، هم من أطلقوا سراح الشخصيات الجهادية المدانة، وهم يتعاونون مع حماس التي تنسق مع القاعدة في سيناء لتقتيل الجنود والشرطة المصريين. وماكين واوباما ومن معهما لا يجهلون أن الإخوان المسلمين هم حاضنة القاعدة من خلال فرعهم القطبي، وأن إيران الخمينية تعاونت وتتعاون مع القاعدة عندما تلتقي الحسابات والمصالح كما وقع في العراق. وهو ما سبق لنا تناوله، وكان رد فعل البعض التهرب من المناقشة ومن الحقائق، وكيل السباب الشخصي دفاعا عن جرائم نظام الولي الفقيه.

الموقف الأميركي من الحالة المصرية وشعب مصر وقادتها ليس فقط مناقض لأوليات الحرص على مصالح الشعوب وأمنها، وإنما أيضا يدل على تخلف سياسي ودبلوماسي منقطع النظير؛ إذ كيف يجوز الدفاع عمن يرفضهم الشعب، وما يعنيه من استعداء للشعب ولزعماء مصر الانتقاليين؟ وهل من مصلحة أمن المنطقة والعالم، ومصلحة الشعب الأميركي نفسه، الوقوف هذا الموقف السلبي والجارح من إرادة شعب الدولة العربية الكبرى؟؟

الحوار المتمدن في 8 تموز 2013



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين الجماهير والنخب [ 2-2 ]
- العراق بين الجماهير والنخب [ 1-2 ]..
- القاعدة وإيران...
- الحسابات السياسية وراء الصراعات الفقهية المذهبية..
- الانتقام السياسي والثأر الطائفي عدوان على القانون وانحدار إن ...
- نوروز رمزا للنضال وإرادة الحياة...
- يوم المرأة بين العام والخاص
- مع (حدث بين النهرين) [4]
- مع (حدث بين النهرين) [3]
- مع (حدث بين النهرين) [2]
- مع كتاب (حدث بين ألنهرين) استعراض وتقييم...
- على هامش السيرة السياسية [ 2] في البدء كانت الثورة
- على هامش السيرة السياسية الحدث بين نزاهة السرد وهوس الافتراء ...
- تكذيب شهادة مزورة
- آفاق العلمانية في العراق والمنطقة [7 – خاتمة الملاحظات]
- آفاق العلمانية في العراق والمنطقة [ 6]
- آفاق العلمانية في العراق والمنطقة [ 5 ] ..
- آفاق العلمانية في العراق والمنطقة [4 - ]
- آفاق العلمانية في العراق والمنطقة [3]
- آفاق العلمانية في العراق والمنطقة..بضع ملاحظات [ 2 ]


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عزيز الحاج - مصر والمفارقات الأميركية الخطرة..