|
لماذا الحفاظ على وباء الإسلاميين .
صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 4177 - 2013 / 8 / 7 - 01:06
المحور:
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
حين قرر النظام الجزائري السير في طريق المصالحة مع الإسلاميين رغم ان الارهاب كان قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة على يد الجيش الجزائري ، كان إعتقادي حينها أن هذه الخطوة جاءت كبادرة إنسانية لمنح هؤلاء القوم فرصة للتوبة ... لكن حقيقةً و انا ارى اليوم المساعي الغربية لفرض مصالحة مع الإرهابيين على الشعب المصري ، باتت لدي شكوك كبيرة حول هذا الأمر ، لأن المصالحة هي نتيجة لبوادر ثوبة يبديها الطرف الاخر بما يوجب التجاوب معه ، وليست سياسة تفرض بالقوة رغم ان الخصم متمسك بتصوراته .
اليوم لو نتابع حال الجزائر بعد سنين من المصالحة لوجدناه في الحقيقة نفس ايام التسعينات ، فلا يزال الى الان شبح الارهاب يهدد المجتمع ، و لاتزال الدولة تحذر من هؤلاء الاسلاميين المتآمرين من الخارج ، بل لا يزال الإرهاب الإسلامي يقتل في الجزائر ويدمر ، و السؤال : لما لم تقضي الدولة الجزائرية على الإسلاميين سابقا حين كانت قادرة ، ولماذا قررت انتهاج خيار المصالحة لمنح هذا الوباء قبلة الحياة ؟ .
براي الجواب هو الفيتو الامريكي ، هذا الفيتو الذي كما نراه اليوم يحمي الاخوان في مصر ، هو من حمى الجهاديين في الجزائر ( هذا الفيتو هو الذي دفع بالحكومات العربية إلى ادخال الإسلاميين إلى اللعبة السياسية بالعافية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، و هو الامر المحر حييقةً ، فأمريكا وبدل ان تجد في الأحداث الإرهابية فرصة لضرب هذه التيارات الإسلامية ، قررت أن على الشعوب في منطقتنا اشراكها في الحكم ، أي بالمختصر أن يحكمنا الإرهابيون لترتاح أمريكا ؟؟؟)
بالنظر الى تاريخ الاسلام السياسي (الحرب في أفغانستان ، الشيشان ..الخ) فالتاريخ يؤكد أن هناك علاقة وطيدة بين امريكا و الاسلاميين (سابقا الأنجليز) ، فهم وفي أقل الأحوال ذراعها الطويلة لتأديب اي دولة تعاديها ، وعليه فمن السهل الإستنتاج ان أمريكا لن تقبل بقتل هذا الوحش الذي أنشأته طوال سنين ، والبقاء هكذا عارية من أي طابور خامس ينفذ اجنداتها .
برايي إن نفس ما فرض على الجزائر سابقا يفرض اليوم على مصر ، اي وبدل ابادة الاخوان (الاخوان كفكرة وكتنظيم لا كأشخاص) يتم الحفاض عليهم بتلاعبات لفضية كالتحجيم ، و الدمج مع الكتلة الوطنية ، و الحقيقة ان الامر هو حفاض على هذا الوحش و على هذا المرض لابقاء مصر مؤبوءة بالاسلام السياسي ، (عن نفسي ارى مصر بعد عشر سنين وقد عاد الاخوان ليهددوها بعد ان يعيدوا بناء قواعدهم ، تماما كما هو بلدي اليوم)
بالمختصر هي لعبة لابقاء الحصار على مجتمعاتنا لتكون تحت السيطرة ، بل ربما هي لعبة لابقاء هذه المجتمعات في دوامة المراوحة التاريخية ، فشعوبنا وكما هو واضح تحتاج فقط لاجتياز عتبة الاصولية للدخول للمستقبل ، لهذا فالحفاض على الاسلاميين كما تريد أمريكا ، يؤحي بأن هناك رغبة للابقاء هذه الشعوب حسبية الماضي لتراوح مكانها محلك سر ... محلك سر .
إن من يتذكر احلام ثورة 25 يناير او ثورة الياسمين ، او حتى أحلام إنتفاضة 88 في الجزائر لاشك يتذكر تلك الآمال التي طفت حيث كان هناك الأمل بالمستقبل الزاهر ، حيث العمل و الحريات ، والتقدم ، لكن للاسف و بدخول الاسلاميين اصبحت كل هذه الأحلام هباءا ، فالمصريون و التوانسة وبدل التقدم إلى الأمام أو حتى البقاء فيما هم عليه باتوا يخشون ان يعودوا الى القرون الوسطى، وان يخسروا مسيرة قرون من التقدم ..اما الجزائر فقد أعيدت سنوات إلى الوراء .
بالمختصر لقد كان الاسلاميون كالمرساة لهذه الشعوب ، فهم إن لم يغروقها ، ابقوها حبيسة المكان التي هي فيه زائد الرعب والهلع .
إن الإستنتاج الذي نصل إليه بعد كل هذا هو أن أمريكا ستبقي على الإسلاميين لأن هذه هي وسيلتها للبقاء مسيطرة على المنطقة ، و انها ستبقى تحافظ عليهم مادام لها قدرة على ذلك ، لهذ فالمتوقع أن يستمر الاخوان و الإسلاميون مادام لأمريكا نقوذ ، لكن و مع هذا فيجب التنوية إلى أن لا شيء فوق إرادة الإنسان إذا ما أصر .. فإذا إستطاعت شعوبنا لفض هذا الوباء و التخلي عن افكاره ، فالإسلاميون بأمريكا أو بعشرين أمريكا مهزمون، لأنه وكما قلت في موضوع سابق ، إن قوة الإسلاميين مصدرها جهلنا ، لهذا فكلما زاد الوعي و التسامح فينا كلما قل تأثير هذا الوباء علينا .
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دعوة لتصحيح الموقف الرسمي الجزائري من الثورة المصرية .
-
قوة الإسلاميين مصدرها جهلكم .
-
اهدموا دولة الإسلام في قلوبكم تهدم على أرضكم .
-
افتضاح إخوان الجزائر ، أو بالأحرى بقايا الفيس المنحل .
-
إسلاميو الجزائر و - إنقلاب - السحر على الساحر .
-
الكلام عن مصر والمعني هو الجزائر .
-
تحية جزائرية للشعب المصري .
-
حنين إلى الجاهلية .
-
متى تفكر الحكومة بعقلانية .
-
حتى نقدر تضحيات جنودنا الأبرار .
-
الإسلاميون كمرض .
-
عن عظمة الإسلام وعن إنحطاطه .
-
- في معنى الإساءة للإسلام- رسالة للسيدة خليدة تومي .
-
كلنا - جزائرية واقفة - .
-
شريعة على الكل أولا شريعة .
-
السيناريو الجزائري هل تكرر .
-
تأييدا للتدخل الفرنسي في مالي .
-
- الفجر الجديد - للعلمانية .
-
رسالة للفرنسيين -حقوق المثليين هي الطريق للديمقراطية - .
-
شيماء و المتاجرون بالمآسي .
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي
/ حسقيل قوجمان
-
ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية
/ صالح الطائي
المزيد.....
|