|
الأسير المناضل محمد الريماوي-أبا اماني- رمز وعنوان إعتقالي
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 20:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأسير المناضل محمد الريماوي "أبا اماني" عنوان ورمز إعتقالي
بقلم:- راسم عبيدات التقيته في سجن عسقلان عام/2006 وسكنا معاً في غرفة 22،وهذا الرفيق شكل حالة نضالية متميزة،ليس لجهة اهتمامه العالي بالرفاق والثقافة،بل كان يضع الهم الإعتقالي للأسرى فوق اي اعتبار،وكان دائم التاكيد على ان التراخي في صفوف الحركة الأسيرة،وعدم وحدتها وجاهزيتها،من شأنه ان يفسح ويفتح المجال لإدارة السجون واجهزة مخابراتها للإنقضاض على الحركة الأسيرة،وسحب منجزاتها ومكتسباتها،"أبا اماني" رجل صعب المراس ورجل مواقف،رجل لا يحب المداهنة ولا النفاق ولا التملق،عنيد ولكنه طيب القلب كطفل بريء، مسكون بحب الوطن والثورة، لا يضيع وقته في توافه الأمور،بل يعتبر السجن مدرسة وتجربة عميقة وواسعة،يسعى للإفادة منها،ولربما أبا اماني من المناضلين القلائل الذين هم مثار فخر واعتزاز ليس الرفاق في الجبهة الشعبية،بل لكل ابناء الحركة الأسيرة،فهو رغم كونه قائداً تنظيمياً فيمنظمات أسر الجبهة الشعبية ،لكنه ليس عصبوياً او فئوياً. أبا اماني ليس من مناضلي الصدفة او مثقفي الصالونات،او من اصحاب "الفذلكات" والجمل الثورية غير المقرونة بالفعل والعمل،وهو إنتمى للطبقة العاملة فكراً وممارسة،حيث عمل ككهربائي سيارات وسائق تكسي عمومي،لكي يؤمن متطلبات عيشه هو وأسرته،وبالقدر الذي كان فيه أبا اماني يفيض حباً وإخلاصاً وانتماءاً لقضيته ووطنه وأبناء شعبه وأسرته،كان يحمل في داخله كرهاً عميقاً على من إغتصبوا وطنه وشردوا شعبه،وكان مؤمناً بأن الذل والخنوع والإستكانة والتسلح بالأماني والشعارات والدعاوي العجائزية كالتي يمارسها حزب التحرير على اليهود،لن تحرر وطناً ولن تعيد بلداً،وبحكم انتماءه وإنحيازه الطبقي وقناعاته السياسية،إنتمى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،مقتنعاً بان هذا الحزب،هو الحزب الذي يستطيع من خلاله ان يعبر عن ذاته ويمارس قناعاته وأفكاره،ومن خلال عمله في هذا الحزب،كانت نقطة التحول البارزة في حياته،عندما إغتالت حكومة الإحتلال الأمين العام السابق للجبهة الشعبية الرفيق القائد أبو علي مصطفى بمكتبه في رام الله 27/8/2001 ،حيث أعلن رفيق دربه الأمين العام للجبهة الشعبية الحالي القائد المأسور في سجون الإحتلال الإسرائيلي احمد سعدات،في خطاب تاريخي ومفصلي،بأن الجبهة ستثأر لدماء شهداء شعبنا الفلسطيني ولأمينها العام وقال عبارته المشهورة"الرأس بالرأس والعين بالعين" ،وبالفعل بدأت الجبهة الشعبية عملاً دؤوبا من اجل ترجمة كلمات امينها العام القائد سعدات إلى فعل وترجمة على أرض الواقع،وكان أبا اماني واحد ممن جرى إختيارهم ليكون ضمن فريق الإغتيال وتصفية الوزير العنصري المتطرف"غاندي" رحبئام زئيفي"،وبعد نجاح العملية ونجاح الجبهة الشعبية في تصفية زئيفي،جرى اعتقال الرفيق الريماوي في تشرين اول /2001،وقد تعرض إلى أبشع انواع التحقيق في مسالخ وأقبية تحقيق "الشاباك" ليجري بعد ذلك نقله الى زنازين وأقسام العزل في السجون وباوامر مباشرة من المستوى السياسي الإسرائيلي،وقد حكم على الرفيق القائد الريماوي بالسجن ثلاث مؤبدات. الريماوي حرمت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية أسرته من زيارته،ولم تسمح لزوجته بالزيارة،وكانت الزيارات المتباعدة له تتم من خلال بناته. أبا اماني آمن وكان قانعاً بان السجن محطة من محطات النضال وساحة من ساحات الإشتباك مع إدارة سجون الإحتلال وأجهزة مخابراتها،فجل اهتمامهم منصب على تفريغ الحركة الأسيرة من محتواها الوطني والنضالي وكسر إراداتها وتحطيم معنوياتها،ومنع تبلور اطرها ولجانها ومؤسساتها التنظيمية والإعتقالية،والإنقضاض على حقوقها وسحب منجزاتها ومكتسباتها،وإبقائها في حالة من عدم الإستقرار الدائم من خلال سياسات العزل والتنقلات العادية والقسرية. أبا اماني لم يأبه لكل ذلك فكان العنوان والرمز والقائد،حيث وقف على رأس قيادة منظمات الجبهة الإعتقالية،وشكل عنواناً ورقماً إعتقالياً بارزاً في كل المعارك الإعتقالية التي خاضتها الحركة الأسيرة دفاعاً عن وجودها وحقوقها ومنجزاتها ومكتسباتها،وتعرض للعزل في الزنازين وأقسام العزل في الكثير من المرات،ناهيك عن ما كان يتعرض له من مضايقات في حياته اليومية من تفتيش عاري ومنع العلاج عنه والإهمال الطبي،وقد ماطلت إدارة مصلحة السجون كثيراً في نقله لمشفى سجن الرملة عندما أصيب بمرض نادر،كان على اثره يتقيأ دماً،ومكث فترة طويلة في المشفى،وكانت تبث وتنشر إدارة مصلحة السجون واجهزة مخابراتها معلومات كاذبة حول حقيقية مرضه،بهدف التأثير على معنويات عائلته ولكسر إرادته وتحطيم معنوياته. أبا اماني اليوم هو وأربعة من الأسرى الأردنيين وعلى رأسهم الأسير القائد عبد الله البرغوثي يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام،لليوم السادس والتسعون،وهم دخلوا مرحلة الخطر الجدي الحقيقي،ومطلبهم ان يجري نقلهم إلى الأردن حسب الاتفاقية الموقعة بين حكومة الإحتلال والأردن لكي يسجنوا هناك،وهؤلاء القادة من الأسرى بحاجة إلى نضال جدي وحقيقي ودعم ومساندة على كل المستويات،من اجل إنقاذ حياتهم،ودفع حكومة الإحتلال للإستجابة إلى مطالبهم،فحركة التضامن معهم دون المستوى لا رسمياً ولا شعبياً.
ويجب ان يمارس ضغط جدي على الحكومة الأردنية،لكي تقوم بدورها وإلتزاماتها تجاه هؤلاء الأسرى الحاملين للجنسية الأردنية،ولا يجوز تركهم يموتون في سجون الإحتلال،بسبب نضالاتهم وتضحياتهم. أبا اماني ما زلت أذكر قوله لي انا والمرحوم رفيق الدرب الدكتور احمد المسلماني،رفاقي انتم اهل وعائلة بناتي،لا تتأخروا على حضور عرس إبنتي اماني،وبالفعل ذهبنا انا والمرحوم إلى قرية بيت ريما برام الله وحضرنا عرس اماني،التي حرم القيد والسجن أبيها من حضور فرحها،إنه الإحتلال الذي يسرق منا كل شيء الأرض والوطن والفرح وحتى البسمة. القدس- فلسطين
6/8/2013 0524533879 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حماس عودة الإبن الضال
-
الإخوان -شهداء - في سبيل السلطة لا الوطن
-
في ذكرى يوم القدس العالمي
-
رسالة الى كل أقلا مفتح الشرفاء
-
الإستثمار في القدس...بحاجة الى استراتيجية وطنية
-
قرار الاتحاد الأوروبي تجاه حزب الله قمة الوقاحة والمعايير ال
...
-
القدس تصنع الحدث مرة ثانية
-
الشعب قال كلمته.......إسقاط -برافر-...............وإسقاط الم
...
-
-طلبنة- حلب
-
ما هكذا تصنع الثورات يا ثوار تسليم المفتاح...؟؟
-
تمرد....تمرد...وعدوى التمرد
-
نهاية حقبة الإخوان
-
في مصر المطلوب:- عدم فقدان البوصلة
-
جولة كيري الخامسة مقاربات الحل النهائي غير متوفرة
-
لمصلحة من كل هذا الشحن المذهبي والطائفي ..؟؟
-
لمصلحة من يتم إسقاط الهوية القومية والوطنية....؟؟
-
الدوحة ليست هانوي...؟؟؟
-
مرجل المنطقة يغلي في كل الإتجاهات
-
وقاحة غير مسبوقة ..؟؟؟
-
-سلام- كيري ....هو - سلام- نتنياهو بإمتياز
المزيد.....
-
السجن 11 عاما لسيناتور أمريكي سابق لتلقيه رشاوى من رجال أعما
...
-
مبعوث ترامب: على مصر والأردن تقديم بديل لرفض استقبال الفلسطي
...
-
المقاومة الفلسطينية وأسطورة ترامب
-
هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
-
علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
-
ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
-
برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي
...
-
رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف
...
-
مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم
...
-
منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|