أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العزيز الحيدر - قصة قصيرة الفجيعة














المزيد.....

قصة قصيرة الفجيعة


عبد العزيز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 10:22
المحور: الادب والفن
    



كان علينا حينها, وفي أحيانها الكثيرة أن نسرع, نهرول, نركض, مجتازين,عابرين, متجاوزين.... نحن هناك كنا حضوراً , غياباً,عيونا (تتلبص), تتلفت, تندهش, ترتعب..... تمتلأ دماً وتتوقد تنورين من نار ودخان.... وكان القلب يصرخ, يمتلأ الجوف حزناً وتشنجا ونشيجاً, وجعاً نبضاً اسوداً محرقاً يصل الحلق..... واختناقاً يقرب من آخر( عتة) للحبل على الرقبة......
كان علينا حينها أن نعلن الكفر صراحةً أزاء ما كنا نرى من ظلم ,وهمجية ,ووحشية , وقذارة لا تليق بأيٍ من الحيوانات المفترسة...ناهيك عن المخلوق الجميل,اخر مصوغات قلادة الخلق الجميلة...أبن الانسان.........ولكن لم يكن لأيٍ مني...أو أعضائي أن يعلن غير الاستسلام..
- خل عينك بعين الله.....
تطلعت الى سحابة داكنةٍ سوداء لا ادري من أرسلها وحيدةً,فريدةً لسماوات الجهمِ والفزعِ والوحشية هذه.
سماء المدينة المنكسة راسها حزناً,وألماً على فجيعتها المتكررة.....موت ابناءها... الالف...المئه... العشر... أبنها الاثير يوسف الجميل.
والمدينة....وأنا....نبكي,نسف تراباً ممزوجا بالدم على رؤوسنا...
كانت السماء قشيبةً,نزعت ثيابها البيضاء والسوداء,غسلت المساحات والفضاءات بين غيومها والارض لتستقبل الشهداء...كان لي حينها لسان فصببت كل لعنات الدنيا على كل الوجود...المر, الاسود, السافل....عديم الحياء والحياة.ضربت بعد أن أنطفات العيون من دموعها, ضربت بكفين من دم وتراب شواطئ فمي... الشواطئ المنهارة الى حوض الحزن هي واشجارها ونخيلها.
كانت السماء حينها مشتعلة هي الاخرى في صراخ وانين موجعين وفي صمت عن الاخرين...
عفواً لم يكن لي حينها لسان ,وكل ذلك لم يكن سوى خيوط وهمٍ في شبكة تضيق وتضيق وتضيق وانت تتلوى وتختنق داخلها...تتكور....تفقد كل ادميتك...تتجمع بؤرةً سوداء في دوامة الهلوسة, لم يكن في زمن الغدر ذلك لي لسان والا أطلقت رصاصة وجعي الى صدغي ولقلت أأأأأأأأأأأأه كبيرة.
- يا حبة القلب.
كانت لي يدان بهما كنت اصرخ..مخبولاً... بها أضرب على رأسي.....على فمي...بهما كنت أسف التراب, كل جنون الاشارات أنطلقت من عقالها.. ولكن هيهات ,ها هم الدرك,هاهم عصابات الزيتوني والمسدس الجانبي يمسكون بي ,ها هم يمسكون بذراعي ,يلونهما,يضعونهما تحت رحمة الفاس حطباً,هاهم يرمونني الى جانب جثة الوطن,حطباً لموقد عربتدهم وكفرهم ووحشيتهم..
كانت جثتي وجثة الوطن معاً لا حول لهما ولا قوة...كان ,لم يكن لنا, لم يكن لنا



#عبد_العزيز_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيطان في الاحتفال
- مدن الضفادع
- يوما ما
- الظلال الكثيفة
- هو الذي انشد
- وصل
- شباك
- الظلال
- صهيل متاخر
- الغليون
- فجر منحرف
- نفور
- السلالم الملتوية المتصدعة
- مسيرات
- قصيدة...........الاخلاق..........
- موبايل
- قاموس يحتضر
- اوربيتال
- الشيطان يحضر المهرجان
- تبريرات


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العزيز الحيدر - قصة قصيرة الفجيعة