أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لميس كاظم - خطاب الورود البيضاء للرئيس بوش















المزيد.....


خطاب الورود البيضاء للرئيس بوش


لميس كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 1195 - 2005 / 5 / 12 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استمر الرئيس جورج بوش رحلته من موسكو الى تيبليسي بعد الانتهاء من الأحتفال بالذكرى الستين لنهاية الحرب العالمية الثانية والقضاء على النازية.
هذه الزيارة التي احرجت الحكومة الروسية واثارة حفيضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه.
استهل الرئيس بوش خطابه الذي القاه اليوم من العاصمة تيبلسي بالتحية لثورة الورود البيضاء التي اطاحت سلميا بالرئيس السابق ادورد شيفيرنادزة، منذ اكثر من سنة، الموالى للحكم في روسيا وسلمت الحكم للرئيس الحالي ميخائيل سكاشفيلي الموالي للغرب وامريكا.
لقد تناول خطاب الرئيس بوش اهم المواضيع الحساسة التي تقوي علاقة امريكا بجورجيا.
فخطاب الرئيس بوش كان مطمئن للحكومة الجورجية الجديدة وقد وعدها بالعمل والضغط الجدي على حكومة بوتين لسحب القوات الروسية من الأراضي الجورجية والتي دخلت الى الأراضي الجورجية بناء على طلب من الحكومة الجورجية السابقة عام 1999.

حث خطاب بوش الحكومة الجورجية على استكمال كل الشروط اللأزمة من طرفها للأنضمام لعضوية حلف الناتو. إن قبول جورجيا في حلف الناتو هو محاولة امريكية لسحب البساط من تحت ارجل النفوذ الروسي العسكري على دول الكومنويلث الواحدة تلي الأخرى. وهو بحد ذاته دعم الحكومة الجورجية عسكريا وضمها تحت جناح الولايات المتحدة لكي تؤمن لها الحماية الكاملة من سطوة النفوذ الروسي مستقبلا . لقد بات اليوم احد مؤشرات الديمقراطية الأمريكية لاي بلد في العالم هو انظمامه لعضوية حلف الناتو العسكري لتامين السيطرة العسكرية الكاملة عليه وابعاده عن اي محور او حلف عسكري تعتزم روسيا او الصين او اليابان ابرامه مع تلك الدول مستقبلا.

ان زيارة الرئيس بوش لجورجيا وما تضمنه خطابه هو تثمين لدورها الداعم لسياسة الشرق الأوسط الكبير التي تنفذها الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأقصى والأوسط. وبنفس الوقت هو دعم لمسيرة حكومة الورود البيضاء المتقاطعة مع حكومة بوتين. فكما هو معروف ان الحكومة الجورجية قد ارسلت مئات الجنود الجورجيين لمساعدة الجيش الامريكي في حربه ضد الأرهاب في افغانستان والعراق.

الخطاب اشار الى التجربة الديمقراطية في جورجيا من خلال ثورة الورود البيضاء التي اتاحت حرية للصحافة والأعلام وتأسيس مؤسسات المجتمع المدني. بالوقت الذي كانت تلك المؤسسات قد انشئت قبل ثورة الورود البيضاء. يبدو ان الديمقراطية اصبحت تفصلها امريكا لكل بلد حسب مواصفاتها . فالتغيير الذي حصل في جورجيا لايفضي الى اي نوع من الثورة البيضاء او التحرر. فالمشاكل لاتزال قائمة وابرزها البطالة والفقر ومسالة انفصال ابخازيا واسيتينا. لكن الديمقراطية الأمريكية قائمة على اثارة النزعات العرقية والطائفية بين شعوب تلك البلدان. فخطاب الرئيس بوش يدعم حق الأبخاز والأسيتين في تقرير مصيرهم مما اثار حفيضة الرئيس الحالي سيكاشيفيلي، الذي اضطر الى التعقيب مباشرة بعد بوش، بأنه لن يعطي حق الأنفصال للشعب الأبخازي الذي يمارس سياسة التطهير العرقي وانما ممكن التفكير بالحكم الذاتي.

اكد الرئيس بوش في خطابة انه يرفض الحل بالدبابة لفرض الديمقراطية. وهذا كلام جميل لكن السؤال هو لماذا دخلت الدبابة الأمريكية الى افغانستان والعراق؟ ام ان مواصفات الديمقراطية الأمريكية مختلفة من بلد لاخر. ففي العراق اليوم حكومة شرعية منتخبة من قبل الشعب العراقي لكنها مكبلة الحرية والصلاحيات في مواحهة الأرهاب وتنفيذ الحكم بحق الأرهابيين. بالوقت الذي تصول وتجول الدبابة الأمريكية وتهدم المدن العراقية الواحدة بعد الأخرى بحجة محاربة الأرهاب بعد ان حولت العراق من بلد يحكمه نظام صمني شمولي الى بلد متمركز فية كل انواع الأرهاب في العالم واصبح المواطن العراقي خالي من اي حماية او حقوق الدفاع عن النفس تحت رحمة الدبابة الأمريكية.

ان الديمقراطية الأمريكية لاتتحدث عن الفقر والمجاعة التي يتعرض لها الشعوب القاطنة في جمهورية جورجيا. فنسبة البطالة مرتفعة لحد لم يسبق له مثيل في تأريخ جورجيا ولاتوجد اي خطط لتقليص البطالة في جورجيا وانما هناك خطط لزيادة الشبكات التلفزيونية والصحف والمجلات وتعمير الطرق والجسور وبناء الفنادق والمنتجعات السياحية الفارهة التي تمثل اهم وجوه الديمقراطية الأمريكية.

الديمقراطية الأمريكية لاتتحدث عن بناء القاعدة الصناعية في جورجيا وتشجيع الرأسمال الوطني الجورجي وتقوية الأقتصاد الوطني بل تسعى لفك وتهديم كل القاعدة الصناعية الوطنية العملاقة في جورجيا وربط جورجيا بقوانين السوق الحر لتحويلهل الى بلد مستهلك لبضائعها وترسانتها العسكرية مثلما فعلت في الخليج العربي وافغانستان وحاليا العراق.

الديمقراطية الأمريكية تحاول اقصاء كل الحركات والأحزاب اليسارية والتي لها صلة بالأفكار الشيوعية واليسارية من سدة الحكم لانها تعتبرها العدو اللدود للديقراطية الأمريكية لذا فهي تسعى جادة لتضيق الخناق وتجحيم تلك القوى بأسم الديمقراطية فهي اساسا متقاطعة مع سياستها الأحتلالية مثلما فعلت في افغانستان وحاليا في العراق. هذا لايفهم اني ضد التغيير الحاصل في جورجيا ، بالعكس تماما، لتحل كل المشاكل بالطرق السلمية والحوار الديمقراطي، لكن وفق اسس سليمة وعادلة لكل مكونات الشعب نفسه بدون استبعاد او تحجيم قوىعلى حساب اخرى.

ختاما كان على قادة الديمقراطية الأمريكية ان يلّموا بعادات وتقاليد الشعوب التي يزوروها او على الأقل ان يزودوا بمعلومات اولية عن ابرز احداثها ومعالمها كي لايقعوا في مطب او احراج كما حصل مع الرئيس بوش، فهو على حد قوله، انه كان من المفترض ان يرقص الرقصة الجورجية اولا ثم يتناول الأكل الجورجي وليس كما فعل. ان هذه المفارقة تذكرنا بمقارفة اطرف، تلك التي ابهرت الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغن الذي زار موسكو في الثمانيات من القرن المنصرم. لقد تفاجأ الرئيس ريغن بتمثال الكاتب الأمريكي العالمي ارنستي همنغواي في قلب موسكو والأهم انه احرج من قبل احد طلاب المدارس الأبتدائية المسكوفية الذي كان في استقباله، إذ اكتشف ان هذا الطالب يعرف الكثير من المعلومات والقصص عن الكاتب الأمريكي، والتي يجهلها الرئيس ريغن نفسه.
مفارقة اخرى تستحق الذكر لقد اعجب الرئيس بوش بساحة الحرية في تبليسي ومن المزمع زيارتها ضمن برنامجه باعتبارها تمثل منارا للديمقراطية الجديدة لكنه لايعرف ان هذه الساحة موجودة قبل ثورة الورود البيضاء.

10.05.2005



#لميس_كاظم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة موت صامته
- بطاقات حب في خطاب دولة رئيس الوزراء.
- حكومة الخلطة السحرية
- الأسلام المعتدل في الغزل الامريكي
- قلم انيس منصور في مقاله المفخخ
- اندماج ثقافة الجبل والهور في دستور العراق
- الصمت لايتعب قلم المثقف العربي
- مهام رئيس البرلمان العراقي
- المحاصصة الطائفية السياسية تتناقض مع مهام الحكومية المهنية
- السلم المدني والأرهاب الاجتماعي
- هجرة العقل المفكر وعودة العقل المدمر
- عيد نوروز ...عزف السهل ورقص الجبل
- حماية الحرية الشخصية في الدستور العراقي
- مجزرة حلبجة شذرة في البرلمان العراقي
- المعارضة السلمية تحت قبة البرلمان
- المرأة العراقية بين الدستور الديني والعلماني
- موقف الجامعة العربية من الزلزال الديمقراطي
- الجامعة العربية المفتوحة طريق نحو التكامل العلمي
- مباركة حسني مبارك
- ثقافة الدستور العراقي الجديد


المزيد.....




- شاهد.. ركاب يقفون على جناح طائرة بعد اشتعال النيران بمحركها ...
- سوريا.. القلم الأخضر بيد أحمد الشرع عند توقيع الإعلان الدستو ...
- كالاس: وشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إلا ...
- الاتفاق بين دمشق والأكراد.. ماذا عن التفاصل والآثار المحتملة ...
- سوريا.. محافظ اللاذقية يعزي سيدة من الساحل في مقتل نجليها وح ...
- شيخ الموحدين الدروز الحناوي: لم نطلب الحماية من أحد ويجب إعط ...
- طهران: العقوبات الأمريكية الجديدة دليل على الخداع وخرق القا ...
- حريق ضخم في أحد مباني المعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية ...
- محامو الطالب الفلسطيني محمود خليل يطالبون بالإفراج الفوري عن ...
- اكتشاف قد يحدث ثورة في علاج داء الثعلبة


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لميس كاظم - خطاب الورود البيضاء للرئيس بوش