أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أماني فؤاد - العيد.. ودموع في المآقي














المزيد.....

العيد.. ودموع في المآقي


أماني فؤاد

الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 09:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


العيد.. ودموع في المآقي
تشدو الخالدة أم كلثوم:" يا ليلة العيد أنستينا وجددتي الأمل فينا"، لأشعر وقتها أن العيد قد حان ،... لكنه أتي حييا، يُلقي بسحبه المبحرة مع الرياح العنيدة علي مصر، وهناك جُرح مفتوح وغائر، جُرح يخشاه الجميع.
ظل المصريون طيلة تاريخهم الممتد في عمق الزمان صُناع فرحة واحتفالات، الأن يهل عيد الفطر و في البلاد بعض مناطق توتر واحتقان ، ففي مدينتي الصغيرة التي ترسو علي شطآن أطراف اليابسة، وتحتضن البحر بأذرع أُناس مسالمة، خرج شقيقان من أسرة واحدة، أحدهما توجه إلي التحرير؛ ليشترك في مظاهرات 30 يونيو؛ لإسقاط الرئيس الذي فقد شرعيته نتيجة ما فعله، ونتيجة ما لم يفعله، والآخر ذهبت به مقولات من لقنوه أوهامهم الرجعية إلي اعتصام رابعة العدوية ، ثم مرت أيام عاد في بدايتها الأخ الأصغر، وفرحة مصر الغامرة بالتحرر ممن استلبوا السلطة في البلاد تكسو ملامحة بالأمل، ثم انمحت البهجة سريعا ، و ما لبثت أن تحولت إلي دموع تحجرت في المآقي، ومرارة مقيمة في قلوب أسرتهما، لم يعد الأخ الأكبر، أخبرت قيادات الاعتصام الأب: أن ابنه قد استشهد في مواجهة المنصة، وأنهم ماضون في اعتصامهم لحين تحقيق مطالبهم.
لا يكترث قيادات الأخوان بمن يموت ، بل يستهدفون أحيانا استفزاز الجيش والشرطة ، فتسقط الضحايا من صفوف أنصارهم، فيشرعون بالمتاجرة بدم من سقطوا، يلعبون دور الضحية أمام الرأي العام العالمي، وتنظيمهم الدولي، والمتعاطفين معهم.
لن يستطيع منصف أن يدعي أن البلاد في حالة انقسام ، منزه الهوي لا يمكن أن يصنف حشد رابعة والنهضة تحت مسمي اعتصام سلمي يقسّم البلاد، حتي المؤيدون لهذا الاعتصام من الشعب، لا تحركهم سوي إيدولوجية دينية لا علاقة لها بالشأن السياسي.
المشهد كما يتبدي للجميع جموع من النساء والأطفال في صدارة الحشد ، يُقدمهم الأخوان دروعا بشرية ، يتواري من خلفهم قيادات التكفيريين والمحرضين علي القتل، يديرون وكرا من البلطجية والمهمشين في الحياة، مسلحين بأعداد لا حصر لها من الأسلحة الثقيلة والبيضاء، من أجل تحقيق أهداف فردية واستحواذية رجعية، لا تمت للوطنية الحقيقية بصلة.
هل يمكن والأمر علي هذا النحو النظر لاعتصام رابعة كاعتصام سلمي، هل يمكن التعاطف مع حشوده ؟ اللهم بعض الأفراد المغرر بأذهانهم و يتصورون أنهم يدافعون عن عقيدة وشرعية، وحلم تتبدي طيوفه من أزمنة الجاهلية ، هؤلاء فقط الذين أشعر بتعاطف معهم؛ إحتراما لمعتقد الأخر ولو علي يقين من خطأه، فمازال يراودني أمل أن تخرج هذه الجموع سالمة أولا، ثم تبدأ المراجعات الفكرية علي أرضية من تفعيل دولة القانون، دون تغاضي أو عفو عن كل من يثبت تورطه في التحريض علي القتل، أو الإخلال بأمن البلاد.
جسد المصريون دائما اعتقاداتهم ومشاعرهم فرحا وكراهية نحتا وتشكيلا وإبداعا ، صنعوا للأعياد منذ الفراعنة مذاقها، وحشدوا لها التفاصيل التي تضفي البهجة علي اللحظات ، يستقطرون جمال الوقت والأعياد فيبتكرون جسور المتعة و التذوق: الفانوس والتواشيح وأغاني السحور، عروسة المولد والفارس وجواده ، رسم الكعبة ورحلة الحج علي جدران منزل الحاج، يستنطقون طاقة الأشياء التي يبدعونها علي الإسعاد، وبأقل الإمكانات المادية، يتحدون الكآبة والموت بابتكار التفاصيل وبث الحميمية بينهم وبين الأخرين والأشياء، دون تكلف وبفطرة رائقة.
نحن صناع جمال وبهجة لا دعاة قبح وكآبة، نقدس الحياة، حتي أننا تحدينا الموت وجسدنا للماوراء حياة.
أخواننا في الوطن دعونا نحتفل بالعيد، الحياة لا تحلو دون أمنكم، فانتصروا لها وللتوافق....



#أماني_فؤاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلتكن رؤية بحجم اللحظة الثورية التي نعيشها
- رسائل إلى الفريق السيسي


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أماني فؤاد - العيد.. ودموع في المآقي